اختتمت أمس الخميس فعاليات مهرجان حيزية للتراث والفنون الشعبية في طبعته الثانية بميدان سباق الخيل ببازر سكرة ولاية سطيف، وقد دام المهرجان ثلاثة أيام والذي أفتتح من قبل وزير السياحة رفقة السلطات الولائية العسكرية والمدنية و رجال الفكر، الفن ، والثقافة ، من العديد من الولايات إلى جانب كل من رئيس بلدية سيدي خالد،و ابن أخ حيزية من عرش الدواودة من ولاية بسكرة، كضيوف شرف، وقد شهد إقبالا وتوافدا كبيرين من قبل سكان المنطقة وغيرها من المناطق المجاورة، فقدم برناجا ثريا على امتداد ثلاثة أيام فتم تدشين معرض لمختلف الحرف التقليدية ،وعرض للفروسية،واستعراض للفنتازيا ومنابر للشعر الشعبي من العديد من الشعراء الذين قدموا من مختلف مناطق الوطن ،وتم عرض أوبيرات حيزية من إخراج عبد الوهاب تمهاشت لتتبع بمحطة غنائية نشطها العديد من المغنيين المحليين على غرار الشاب عراس، صالح العلمي، سمير العلمي و النمري ،كما تم عرض محاضرة حول تمجيد المكان في الأدب الشعبي وعروض للفروسية ليختتم بتكريم المشاركين وضيوف الشرف وحسب المتتبعين فان نجاح هذه الدورة فاقت التوقعات من كل الجوانب ،مما يتطلب من السلطات العليا ترسيم هذا المهرجان، وقد كان إحياء لهذا المهرجان تحت أنغام والكلمات الرائعة "عزوني يا ملاح في رئيس لبنات سكنت تحت اللحود ناري مقديا مطلع رائعة حيزية التي كتبها الشاعر الشعبي الكبير محمد بن قيطون، مخلدا قصة حب حقيقية جمعت بين فتاة اسمها حيزية بوعكاز بنت أحمد بن الباي من عرش الدواودة الهلالية وابن عمها اسعيد بمنطقة سيدي خالد التابعة حاليا لولاية بسكرة وقد نشأ الاثنان في كفالة أحمد بن الباي أبو حيزية وتربيا معا وترعرع معهما حب عميق، كان يختلس لحظات لقاء ومودة نادرة خلال فترات تنقل قوافل الرحل التي كانت تجوب بين جنوب البلاد ومناطق الهضاب العليا ومنها منطقة بازر سكرة وكان أسعيد عادة ما يطوف بجواده حول الهودج الذي يأوي حيزية لتطل عليه من حين إلى آخر مظهرة جمالها الفتان، وبسمتها الساحرة، ونظرتها التي تنبه بالحب والإخلاص، ويظهر هو بدوره فروسيته، وشجاعته، واهتمامه بها لكن هذه العلاقة سرعان ما اكتشفت في مجتمع قبلي لا يرحم ، أدى في النهاية إلى وفاة غير معروفة السبب لحيزيه، التي لم يكن قد مر على عمرها 23ربيعا بمنطقة واد التل عند عودتها من رحلة إلى بأزر سكرة، وأدت وفاة حيزية إلى حالة حزن شديدة لدى أسعيد دفعت به إلى مغادرة الأسرة، ونصب أسعيد خيمة له بوادي أولاد جلال حيث أقام هناك إلى حين وفاته، ويكون أسعيد حسب الروايات قد طلب من الشاعر بن قيطون تخليد هذه القصة في مرثية شعرية كتبها سنة 1878تكريما لروح حيزية التي غنى قصتها المؤثرة الكثير من رموز الفن الشعبي مثل البار عمر، الحاج رابح درياسة ، عبد الحميد عبابسة وغيرهم.