ناشد العشرات من قاطني السكنات الطوبية والقصديرية الكائنة بمنحدر حي المجاهدين التابع إقليميا لبلدية بوروبة، كافة السلطات المحلية ضرورة التدخل العاجل للنظر في الحالة المزرية التي يعيشونها لأزيد من 20 سنة، سيما وأنهم تقدموا بالعديد من الشكاوي للجهات المختصة والتي لم تلق صدى لديهم إلى غاية كتبة هذه الأسطر حسب العائلات التي أبدت تخوفها من عدم برمجتهم ضمن عمليات الترحيل التي باتشرتها ولاية الجزائر ومست عددا لا يستهان به من المواقع القصديرية بمختلف بلديات العاصمة وما جاورها. أعرب ممثلي سكان الحي المذكور، في لقاءهم مع جريدة «السلام اليوم» عن استيائهم من الوضعية المزرية التي يتخبطون وسطها لسنوات داخل السكنات الهشة التي لا تصلح للسكن بالنظر إلى النقائص التي تعتريها وتفتقر لأبسط مقومات الحياة الصحية والاجتماعية، والتي أصبحت تشكل خطرا على قاطنيها، فالحالة الكارثية التي آلت إليها الجدران حيث أصبحت عبارة عن تصدعات وتشققات باتت تنذر بوقوع كارثة في حال انهيارها المفاجئ، كما أن الأرضية التي شيدت عليها السكنات غير صالحة حيث تتحول في فصل الشتاء إلى برك موحلة تتسبب في عرقلة حركة السير خاصة بالنسبة للراجلين، فالحي القصديري يرجع إلى ما قبل سنوات الستينيات، حيث توارثت العائلات تلك المساحة التي لا تتعدى بضع أمتار أبا عن جد، ووصف «محمد» شاب في العشرينات وأب لطفل ، أن الحياة في هذه السكنات لا تطاق خصوصا مع دخول أشقاءه تباعا القفص الذهبي وهم يتقاسمون هذه السكنات الهشة، حيث يضطر أفراد الأسرة والعائلة إلى تقاسم الحلوة والمرة نظرا للظروف الإجتماعية الصعبة التي تعيش فيها تلك الأسر. ومن جهة أخرى قال أحد قاطني حي المجاهدين، بأنهم ينتظرون لحد الساعة ترحيلهم إلى سكنات لائقة تزيح عنهم الغبن والحرمان بعد انقضاء عقود على تشييدهم لتلك السكنات وملازمتهم لها بالرغم من أنها لا تصلح أن تحمل هذا الاسم كونها عبارة عن «علب كبريت»، مضيفا في سياق ذي صلة إلى أن لجوءهم إلى هذه الطريقة في السكن هي الظروف المادية المتواضعة التي لم تسمح لهم شراء أو كراء منزل يقيهم حرارة الصيف وبرودة الشتاء، وقد أشار متحدثون باسم السكان إلى الصعوبات الحياتية الجمة التي يعشونها تحت الصفيح منذ عقود، وإلى المخاطر المستمرة التي لا يجد لها السكان على بساطة إمكانياتهم المادية، من حلول، سوى الترقيع من حين إلى آخر حتى يتجنبوا وقوع الأسوأ نظرا لطبيعة المنطقة المنحدرة وهي على العموم طبيعة تضاريس بلدية بوروبة، الأمر الذي يتفاقم في فترة الشتاء حيث تهدد تلك المنطقة دوما بوقوع إنجرافات قد تحدث الكارثة، هذا وأضاف السكان أن معاناتهم هي نفسها تلك التي يعيش تحت رحمتها أغلب سكان القصدير في المنطقة، من ذلك انتشار الأمراض، الحشرات والحيوانات الضالة، إضافة إلى مخاطر تسربات قنوات الصرف الصحي التي ركبت بطريقة فوضوية ما يشكل خطر مباشر على صحة السكان.وقد دعا السكان من جهتهم، السلطات المحلية للحراش، إلى تحمل مسؤولياتها في ما يخص ترحيلهم نحو سكنات محترمة ، بعد أن تم تسجيلهم وإحصاءهم منذ سنة 2007 على غرار العشرات من العشوائيات المنتشرة في المنطقة التي عرفت تغيرات و استفادوا من سكنات اجتماعية واسعة.