خلّف التغيب المتواصل غير المبرر لمولود حمروش، رئيس الحكومة الأسبق، عن نشاطات ولقاءات تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، أراء متضاربة في بيت الأخيرة، وتبلور شبه إجماع عن تعمد حمروش تحاشي المشروع، بموقفه غير المحسوم لحد الساعة. لم يستجب حمروش لدعوتين موجهتين له من قبل التنسيقية بعد لقاء مازفران، الأولى شهر رمضان المنصرم، ما أثار حفيظة قادة بالتنسيقية خاصة بعد تغيبه عن اجتماع تنصيب لجنة المتابعة بمقر حزب علي بن فليس والذي خُص بأهمية كبيرة، ما بلور رأيا موحدا تداولته مختلف الأوساط السياسية مؤخرا يقول بإدارة حمروش ظهره للتنسيقية. في السياق ذاته خلف تغيب رئيس الحكومة الأسبق عن لقاءات التنسيقية تضاربا في آراء قادة الأخيرة إزاء موقف حمروش، إذ قال جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد وأحد أعضاء التنسيقية الذي كلف بنقل الدعوة أول مرة لحمروش أنه لا يعلم لحد الساعة إن كان حمروش عضوا في التنسيقية أم لا، وقال في تصريحات سابقة "غيابات حمروش غير مبررة". من جانبه قال عمر خبابة، رئيس لجنة صياغة ندوة الانتقال الديمقراطي، أن "حمروش يرى أن مؤسسة الجيش هي العمود الفقري للإنتقال الديموقراطي، وهو ما لم ننادي به في التنسيقية"، بعدما نفى احتمال أن يخلف هذا الموقف نزاعات أو خلافات بين حمروش والتنسيقية. وقال خبابة إن حمروش لم يرفض رسميا الانضمام إلى التنسيقية والمشاركة في مشروعها، وقال "رغم أننا لم نتلق إجابات أو تبريرات لتغياباته عن اجتماعاتنا التي تلت اللقاء الأول بمازافران"، وأضاف "لكن علينا أن نحترم موقف حمروش". وكشفت مصادر من أوساط التنسيقية أن الاتصالات مع حمروش لم تنقطع، ومن المنتظر أن تكشف الأيام القادمة عن اجتماعات منتظمة لرئيس الحكومة الأسبق وقادة التنسيقية، في المقابل أسرت المصادر ذاتها عن وجود بعض التحفظات من جانب حمروش فيما يتعلق بتنظيم التنسيقية وطبيعة نشاطها، وهو ما يرجح أن يكون السبب الرئيسي والغالب في تجاهل حمروش لنشاطات ودعوات التنسيقية الموجهة إليه مؤخرا لحضور إجتماعات الأخيرة.