شهدت قسنطينة حركة غير عادية حيث قامت العشرات من عائلات المحبوسين في قضية الرضيع كاوة محفوظ ليث الذي اختطف الأشهر الماضية، عشية الاحتفال بيوم عاشوراء بمسيرة سلمية من مكان الجريمة (المستشفى الجامعي ابن باديس) وصولا إلى مقر مجلس قضاء قسنطينة، وهم محاصرون بأعوان الشرطة وعناصر مكافحة الشغب، رافعين لافتات تندد ب"ممارسات تعسفية" في حق أبنائهم، الذين وجهت لهم تهمة التواطؤ في اختطاف الرضيع ليث، وهم رهن الحبس المؤقت، ولأول مرة -تقول عائلة شاركت في المسيرة- يغيب أبناؤها عن حضور هذا اليوم العظيم الذي يحتفل به المسلمين كل سنة. وطالبت عائلات المحبوسين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالتدخل، وإصدار قرار الإفراج عن ذويهم، ولإعادة فتح التحقيق من جديد في ملف القضية، التي راح ضحيتها أطباء أبرياء لم تكن لهم يد في التخطيط لعملية الاختطاف حسب المحتجين. وأحدثت جريمة الإختطاق جدلا كبيرا لدى الرأي العام، الذي استنكر الجريمة البشعة في حق رضيع لا يفقه من أمور الحياة شيئا. وكان ملف الرضيع ليث حرك ضمير المسؤولين في أعلى هرم السلطة، بدءًا من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي كلف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف باتخاذ كل الإجراءات لتأمين المؤسسات الإستشفائية، كما طالب الجهات القضائية بتسخير كل وسائل البحث والتحري للعثور على الرضيع كاوة وإعادته إلى والدته سالما، ومعرفة مصدر الجريمة ومن خطط لها.