توقيف 6 موظفين بمستشفى قسنطينة مضت تسعة أيام كاملة على خطف الرضيع كاوة ليث محفوظ، من قسم المواليد الجدد بمستشفى قسنطينة، وبمرور الوقت تكبر القضية وتتعقد تفاصيلها، وتزداد الهبّة التضامنية للجزائريين مع عائلة الرضيع المفقود الذي يثير مشاعر التعاطف مع عائلته، والاستياء الشديد إزاء مسؤولي المستشفى الذين لم نسمع عن استقالة أو إقالة أي منهم، قبل أن يكشف وزير الصحة أمس عن توقيف ستة موظفين به. وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف أعلن أمس الثلاثاء عن توقيف 6 موظفين بمستشفى قسنطينة بسبب اشتباه مسؤوليتهم في القضية أو إهمالهم الذي نتج عنه اختطاف الرضيع كاوة محفوظ ليث. وقال الوزير للصحافة على هامش مناقشة مخطط الحكومة أن كل الإجراءات والتدابير تم إتخاذها لمعاقبة المتسببين في القضية التي هزت المستشفى الجامعي بقسنطينة. من جهته، أشار وزير العدل حافظ الاختام الطيب لوح أمس الثلاثاء إلى انه أعطى تعليمات الى النائب العام لدى مجلس قضاء قسنطينة (للتحرك بقوة) مع الضبطية القضائية للوقوف حول كل ما هو متعلق بظروف سرقة أو اختطاف (ليث). وشدد السيد لوح في تصريح على هامش الجلسة العلنية المخصصة لمناقشة مخطط عمل الحكومة من طرف النواب أنه أعطى "تعليمات الى النائب العام لدى مجلس قضاء قسنطينة للتحرك بقوة مع الضبطية القضائية للوقوف حول كل ما يتعلق بظروف سرقة أو اختطاف رضيع من مستشفى قسنطينة. ووصف السيد لوح هذه الجريمة ب(الخطيرة) لأنها وقعت في مستشفى مما أدى الى تحريك الرأي العام. ودعا الوزير في هذا الشأن المصالح القضائية الى لعب الدور المنوط بها كاملا لا سيما بالنسبة لتحريك الضبطية القضائية وبحثها عن المجرمين وتقديمهم الى العدالة لمحاكمتهم وفقا للقانون. وقال أن هذه القضية تمس بالأمن العمومي وبالتالي كانت تعليماته تشير الى ضرورة تكثيف التحريات مع الضبطية القضائية لتلعب دورها كاملا للوصول الى المجرم أو المجرمين في هذه الجريمة. وكان مدير المستشفى قد اتخذ قرارا يقضي بتوقيف تحفظي لستة أشخاص كانوا مناوبين وقت تنفيذ عملية الاختطاف، التي لا تزال محل تحقيق من قبل مصالح الأمن. وقد نصبت أمس أجهزة الكاميرا في زوايا تسمح بمراقبة وتصوير جميع مصالح المستشفى وكذلك الشوارع المحيطة به، في إطار التدابير المتخذة من قبل خلية الأزمة التي يرأسها المدير والمشكلة عقب حادثة اختطاف الرضيع (ليث) من داخل مصلحة التوليد. ومن بين الموظفين الستة الذين تم توقيفهم، ممرضات وأعوان أمن وعاملات نظافة كانوا مناوبين صبيحة الحادثة، حيث لا تزال التحقيقات متواصلة معهم. وقد بث التلفزيون الجزائري وبعض القنوات الفضائية الخاصة تحقيقات مميزة أجرتها عن قضية خطف أو بالأحرى سرقة الرضيع ليث من مستشفى قسنطينة الجامعي، وقد أظهر التحقيق حجم التسيّب والإهمال اللذين كانا سببا مباشرا في حصول المأساة، أما الملاحظة الأبرز فهي أن شهادات عديدة، تبدو موثوقة، يشير أصحابها بشكل صريح إلى احتمال تورط موظفين بالمستشفى في الجريمة التي أحرقت ومازالت تحرق كبد الأم المسكينة والأب الحزين، وغيرهما من أقارب الرضيع المفقود حتى الآن.. حرام عليكم.. هكذا "اختفى" ليث! وكانت عائلة ليث قد كشفت أن رضيعها مكث معها مدة 5 أيام في المنزل قبل أن يحول مرة أخرى إلى مصلحة الرضع بذات المستشفى من أجل تلقيحه، غير أن الفريق الطبي قال أن الطفل مصاب ب(البوصفاير) ما يستلزم حسبه مكوثه بمصلحة الرضع، قبل أن يختفي تماما ساعات بعد ذلك. وأفادت شاهدة أنها رأت شخصين أحدهما في الخمسينات وآخر في الثلاثينات يحملان رضيعا وهما يغادران المستشفى.