فترة الخطوبة هي الفترة التي تسبق الزواج وتعرف بمرحلة التعارف بين الخطيبين من أجل التعارف وتعرف كل طرف على ميولات الطرف الآخر الاجتماعية والثقافية قبل أن يرتبطا جديا بعقد وثيق وهو الزواج. تعددت الآراء حول موضوع طول «فترة الخطوبة» بين مؤيد لأفضلية أن تطول بغرض التعرف أكثر على الطرف الآخر «قبل أن تقع الفأس في الرأس» كما يقولون ومعارض للأمر تجنبا للملل الذي قد يحدث بين الخطيبين جراء اكتشاف كل طرف حقيقة الآخر وأيضا درءا للمفاسد التي قد تقع بسبب العلاقات غير المشروعة التي قد تحدث بين الخطيبين بحجة الحب والعاطفة الجياشة. «السلام اليوم» تجولت في شوارع العاصمة لأخذ انطباعات المواطنين حول هذا الموضوع. «الفتاة هي من تفرض احترام الطرف الآخر لها خلال فترة الخطوبة سواء طالت أو قصرت» هكذا بدأت «فريال» صاحبة ال23 سنة حديثها وهي مخطوبة منذ ما يقارب السنتين، أخبرتنا أنه وبالرغم من طول فترة خطوبتها، إلا أنها وخطيبها مازالا يتبادلان مشاعر الحب والاحترام، لأنه وحسب رأيها الفتاة هي التي يجب أن تخلق هذا الاحترام لنفسها وأن لا تسمح للخطيب بتجاوز حدوده معها ليعرف قيمتها حقا، وأن لا تتنازل له عن أي شيء، في إشارة منها إلى العرض والشرف. أما «وهيبة» 30 سنة، فتقول أنها سبق وأن كانت مخطوبة وفسخت الخطوبة بسبب أنها اكتشفت أن خطيبها شاب عنيف جدا ولا يتقبل آراءها، إذ انه وعلى حد تعبيرها يرى المرأة ذلك العبد المأمور الذي يجب أن يخدمه فقط، وأضافت أن الأمر بلغ أكثر من ذلك، حين قام في أحد الأيام بصفعها، وبالرغم من أنه اعتذر لها مرارا وتكرارا عما بدر منه، إلا أنها لم تتغاض عن الأمر وطلبت فورا فسخ الخطوبة، وقبل أن تختم حديثها معنا نصحت «وهيبة» كل شابة مقبلة على الزواج أن لا تتسرع وتمنح لنفسها الوقت الكافي من أجل التعرف على الخطيب قبل أن ترتبط به رسميا. «من الأفضل أن تكون فترة الخطوبة قصيرة تجنبا للوقوع في المحظور»، هذا رأي «سميحة» 25 سنة، فقد كان لها رأي آخر، حيث ترى أن فترة الخطوبة يجب أن تكون قصيرة بعض الشيء تجنبا للوقوع في المحظور، ففي كثير من القصص التي سمعت عنها أن الخطيبين يقعان في علاقة غير مشروعة وبعدها تفسخ الخطوبة أو يموت الخطيب فتجد الفتاة نفسها فاقدة لعذريتها، مما يضطرها لرفض أي خطيب آخر يتقدم لخطبتها. الجنس الخشن هو الآخر كان له رأيه في الموضوع، ف»كريم» 31 سنة، قال أن فترة الخطوبة فعلا هي بمثابة تمهيد للزواج، لذا على كل طرف أن يحاول معرفة الآخر بقدر كاف ولكن في حدود المعقول، فحسب رأيه يجب أن لا يلتقي الخطيبان كثيرا وحتى وإن حدث ذلك فبوجود محرم، لأن الخلوة بينهما قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. أما «سليمان» صاحب ال27 سنة كذلك يرى ضرورة تجنب العلاقات غير المشروعة بين الخطيبين والعلاقات الجنسية قبل الزواج، لأنها حسب رأيه تؤدي إلى تقليل الاحترام بينهما مما من شأنه أن يوسع الهوة بينهما، ويؤدي في معظم الأحيان إلى ملل الخطيب وبالتالي فسخ الخطبة. حسب رأي علم الاجتماع «لا يهم طول فترة الخطوبة أو قصرها، على الخطيبين احترام العادات والامتثال لتعاليم الإسلام». ترى «نعيمة.م» أستاذة في علم الاجتماع أن فترة الخطوبة مهمة جدا في التمهيد لعلاقة جدية وهي العلاقة الزوجية المبنية على أسس، هذه الأسس التي يجب أن يكون الخطيبان فيها قد طرحاها على طاولة النقاش في فترة الخطوبة حتى يعرف كل طرف كيفية التعامل مع الطرف الآخر حسب طريقة تفكيره تجنبا للمشاكل خلال الحياة الزوجية، فحسب السيدة «نعيمة» لا يهم طول فترة الخطوبة أو قصرها، بل المهم هو مراعاة بعض المعايير التي تتحكم في بناء العلاقة بين الخطيبين كالعادات والتقاليد والامتثال لتعاليم الدين الإسلامي المبينة لحدود العلاقة بين الخطيب وخطيبته، وتضيف الأستاذة «نعيمة» أن فترة الخطوبة تعد المرآة العاكسة لما قد يحدث أثناء الزواج. وبالرغم من تضارب الآراء حول هذا الموضوع، إلا أن كلا الطرفين يجب أن يكون مستمعا جيدا للطرف الآخر خلال فترة الخطوبة واحترام طريقة تفكيره ومبادئه في الحياة، فسواء طالت فترة الخطوبة أو قصرت، على الخطيبين أن يتحكما في تحديد النقاط الأساسية التي تبنى على أساسها علاقتهما الزوجية مستقبلا.