تشهد مدينة العلمة والسوق التجاري دبي بشكل خاص إقبال كبير للأشقاء التونسيين، الذين أعطوا حركة تجارية أكبر للمنطقة وذلك منذ قرابة الشهرين، وهذا راجع للأوضاع الخاصة التي شهدتها تونس في الأشهر الأخيرة والتي أثرت سلبا على التجارة التونسية خاصة فيما يتعلق بمستوى الاستيراد، نتيجة توقف مطاراتها وموانئها لمدة طويلة ليجدوا في سوق دبيبالعلمة الحل الأنسب لإعادة بعث نشاطهم التجاري، لما يتوفر عليه هذا السوق من سلع وبأسعار معقولة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مساعدة أعطت سمعة ومصداقية كبيرتين لتجار العلمة، ما قد يرشح مدينتهم لتبوء مكانة كبيرة في الجزائر والمغرب العربي على المدى المتوسط والبعيد، وقد تجعل من هذا السوق سوقا عربيا مفتوحة على عدة دول أخرى، وهو ما ظهرت ملامحه ببداية ظهور عدد من الليبيين الجدد والذين بدأوا يتوافدون عليه في الأيام الأخيرة. والمثير للإنتباه هو اهتمام التونسيين بالأدوات الكهرومنزلية ومواد التجميل التي يقومون باقتناء كميات كبيرة منها وبأسعار مغرية، بالإضافة إلى المواد الغذائية والتي عرفت إقبالا كبيرا، حيث يتهافت المواطنون التونسيون لاقتنائها بكميات معتبرة وأهم هذه المواد الدقيق، السكر وزيت المائدة، كما شهد سوق الألبسة على اختلاف أنواعها انتعاشا كبيرا بعد أن أضحت أسواق العلمة محجا للتجار والعائلات التونسية والليبية على حد سواء، والتي تتهافت على اقتناء الألبسة المعروضة في الأسواق المحلية، نظرا لانخفاض أسعارها من جهة وجودتها من جهة أخرى. وللإشارة فقد عرف الدخول المدرسي هذه السنة ارتفاعا كبيرا للأسعار على غير العادة لمختلف الأدوات المدرسية، خاصة المحافظ التي شهدت منذ الأيام الأولى إقبالا كبيرا للتونسيين مانتج عنه نفاد الكميات المتوفرة في فترة وجيزة، رغم وجود الكثير من التجار المستوردين لها وبأرقام كبيرة خاصة وأن الحي التجاري دبي يعد السوق الأول وطنيا للأدوات المدرسية المختلفة منذ عدة سنوات، ورغم ذلك كان الطلب كبيرا وكاد يفوق العرض في الأيام الأخيرة قبل الدخول المدرسي وهو ما سيدفع هؤلاء التجار لإعادة حساباتهم في الموسم الدراسي القادم، وهي كلها عوامل مساعدة لمدينة العلمة وتجارها لخلق قطب تجاري قد يفتح لهذه المدينة والولايات المجاورة آفاقا مستقبلية كبيرة لها انعكاسات تجارية واقتصادية واجتماعية إيجابية، خاصة على مستوى التشغيل لما ستوفره من فرص عمل.