دعا عبد المالك دروكدال المكنى”أبو مصعب عبد الودود” زعيم تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الشعب الليبي إلى الالتفاف تحت قيادة صادقة تطبق الشريعة الإسلامية، واستخدم كلمة “إخواني” ليشير إلى مدى العلاقة الوثيقة بينه وبين التيار الجهادي في ليبيا بزعامة عبد الحكيم بلحاج القائد العسكري في طرابلس، والذي حذر المجلس الانتقالي من مغبة إقصاء الثوار الحقيقيين من إدارة البلاد. حمل تسجيل جديد لزعيم القاعدة في المغرب الإسلامي بثته أغلب المواقع الجهادية عبر الأنترنت أول أمس، والذي عنونه ب “هنيئا بانتصار أحفاد عمر المختار”، رسائل مشفرة للتيار الجهادي في ليبيا، معلنا دعمه لقيام قيادة جديدة في ليبيا تقوم على الشريعة الإسلامية، وقال في كلمته المسجلة يوم 03 أكتوبر الجاري أدعوا إخواني في ليبيا بأن تجمع كلمتهم تحت قيادة صادقة في إسلامها وأمينة على دينها”، وأكد في سياق متصل على ضرورة أن تحكم ليبيا الجديدة بالشريعة الإسلامية، وهو نظام الحكم الذي ينبغي أن يسود كونه يعبر بوضوح على قيم الشعب الليبي على حد قول أبو مصعب عبد الودود، وأردف زعيم التنظيم الإرهابي قائلا: “الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع ولا يحق لأي طرف خارجي تغيير ذلك”، وهذا الكلام أراد به صاحبه أن يؤكد لقيادة المجلس الانتقالي أن ثوار ليبيا الحقيقيون هم مناصرون لقيام دولة إسلامية، وأكد بأن له معلومات بأنهم متمسكون بشريعتهم ولا يرضون بديلا عنها، وهذا يوحي بمدى العلاقة الوطيدة التي تربط التنظيم الجهادي في ليبيا بالقاعدة في بلاد المغرب، وتعزز صحة المعلومات التي رجحت أن تكون عناصر من القاعدة في صف ما عرف بالثوار، كما أن الثقة التي تحدث بها دروكدال مخاطبا الشعب اللبيي، تؤكد أنه يدعم قيادة عبد الحكيم بلحاج باعتباره أحد قادة الجماعة الليبية المقاتلة، حتى وإن حاول هذا الأخير التنصل من تصنيفه ضمن التيار الجهادي، لكن حقيقة ما يجري على الأرض الليبية تشير إلى وجود تحركات للجهاديين للحيلولة دون قيام حكومة جديدة في ليبيا. هذا وحذر زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في رسالته، استمرار الدول العربية التي ساندت الولاياتالمتحدة وفرنسا، ودعمها ضد قيام قيادة من ثوار ليبيا الحقيقيين، ولم يذكر قطر بالاسم لكنه أشار إليها كونها الدولة العربية الوحيدة التي لا تزال تساند المجلس الانتقالي الذي يريد الانفراد بالحكم وإقصاء الأطراف المشاركة في الثورة، وفي هذا الباب قال دروكدال: “على الشعب الليبي أن يستقل بقراراته ويتخلص من الهيمنة الخارجية لأمريكا والدول العربية المرتدة”، كما هدد أمريكا وفرنسا وحلف الناتو بالاستمرار في القتال إلى غاية إخراجهم من ليبيا وقيام دولة يحكمها الشعب الليبي وفقا للتعاليم الإسلامية. تنسيق بين الثوار وجماعة أبي زيد كشفت معلومات سربت من طرف مصادر عديدة، أن تعاونا بين التنظيمين في ليبيا والقاعدة في بلاد المغرب حصل منذ أشهر، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عبد الحكيم بلحاج قائد المجلس العسكري في طرابلس، تعاون مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في منطقة الساحل ممثلا بعبد الحميد أبو زيد أمير منطقة الساحل. وقد تمت هذه الإتصالات بعد المساعي التي قام بها مختار بلمختار الملقب “بالأعور” أو “أبو العباس” أمير كتيبة الملثمين. هذا الأخير، تربطه صلات مع عبد الحكيم بلحاج بحكم أنهما عاشا في افغنستان عندما كانا ضمن ما عرف بالعرب الأفغان بقيادة أسامة بن لادن زعيم القاعدة المقضي عليه منذ أشهر، ورغم التحذيرات الأمريكية، كان عبد الحكيم بلحاج على علم بالتهريب التلقائي للأسلحة وتحويلها إلى عصابات القاعدة، إلا أنه كان يغض الطرف وكأن شيئا لم يحدث. وهذا ما يؤكده أبو مصعب عبد الودود، أمير التنظيم في رسالته الأخيرة عبر الإنترنت، حيث أعلن فيها دعمه الكامل لثوار ليبيا الحقيقيين، ومناصرته قيام دولة على أساس الشريعة الإسلامية في ليبيا