عززت الجزائر هذه الأيام تنسيقها الأمني والاستراتيجي مع الشقيقة تونس بعد حادثة متحف الباردو، لتفادي أي انزلاقات في الجانب الأمني أو حتى السياسي، حيث شدّدت السلطات الجزائرية، الإجراءات الأمنية عبر الحدود المشتركة مع تونس، بعد الهجوم الذي استهدف السواح كما كثفت من عملية المراقبة والمتابعة باعتبار أن البلدين ينشطان في المجال السياحي. وفي هذا السياق أشادت وزيرة السياحة والصناعة التقيلدية التونسية، سلمى اللومي رقيق، أمس ومن تونس بالمواقف الجزائرية التضامنية مع تونس لاسيما خلال الفترة الأخيرة، معلنة عن إمكانية تقديم تسهيلات للسياح الجزائريين قريبا، وأوضحت رقيق في تصريح للصحافة الجزائرية على هامش الطبعة ال13 للمنتدى الاجتماعي العالمي، أن تونس تنوه بالمواقف التضامنية التي وصفتها ب "المعهودة" من قبل الجزائر، محيية في نفس الوقت مشاركة الوفد الجزائري في هذه التظاهرة العالمية. ومن جهة أخرى، أشارت وزيرة السياحة التونسية إلى تقديم تسهيلات للسياح الجزائريين سيتم الإعلان عنها بالتفصيل خلال زيارتها المرتقبة للجزائر، معلنة عن تكثيف الرحلات الجوية بين الجزائروتونس، وبالمناسبة، ذكرت رقيق بالعلاقات التاريخية التي تجمع الجزائروتونس. وفي سياق ذي صلة، فرضت مصالح الأمن والجمارك، عقب الهجوم الإرهابي الذي شهده متحف باردو بتونس، وأدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة آخرين، وتبناه ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية المعروف ب داعش، إجراءات عبر الحدود، سواء على مستوى المعابر البرية أو بالنسبة لقوات الجيش المنتشرة على مناطق الحدود البرية منذ أشهر، وأوضح المصدر في تصريح لوكالة الأناضول للأنباء أن هذه الإجراءات تمثلت في وضع قوات الجيش عبر الحدود في حالة تأهب قصوى، إلى جانب تشديد إجراءات التفتيش عبر الحدود للمسافرين، تحسّبا لأي عملية تسلل للإرهابيّين وكذا كإجراء احتياطي، تخوفا من تنفيذ عمليات إرهابية أخرى، ونشرت الجزائر خلال الأشهر الماضية على طول حدودها البرية مع تونس، والتي تمتد على أكثر من 900 كلم قرابة 25 ألف جندي، في إطار التنسيق بين البلدين للحد من عمليات تسلل الجهاديّين. رفع قادة البلدين مستوى التنسيق الأمني بينهما للقضاء على ظاهرة الإرهاب التي باتت تهدّد تونس، في ظل انتشار عدد كبير من المجموعات الإرهابية وخلايا التجنيد، وسيتمر هذا التنسيق على مستوى مصالح الأمن وكذا على مستوى حكومتي البلدين والتعاون في مكافحة الجريمة العابرة للحدود وتأمين هذه الأخيرة من أي تسلل محتمل لإرهابيّين قادمين من ليبيا التي باتت تعد قاعدة خلفية ومراكز تدريب لهم، وقرّرت تونسوالجزائر بناءً على المعلومات المتوفرة والمعطيات الميدانية التي تعيشها ليبيا رفع درجة التنسيق لصد الخطر القادم منها.