أزاح الملف القضائي المعروض على محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر منذ أول أمس، الغموض عن سلسلة اختطافات طالت مقاولين بولاية تيزي وزو سنتي 2011 و2012 والتي كانت وراءها كتيبة الفاروق التي يتزعمها قوري عبد المالك الأمير السابق للتنظيم المعروف بجند الخلافة في الجزائر بهدف جمع مبالغ مالية وإعادة بعث النشاط الارهابي بالولاية . تحصّل عناصر الضبطية القضائية التابعة لفرقة البحث والتحرّي لأمن ولاية تيزي وزو بتاريخ 29 سبتمبر 2012 على معلومات مؤكدة عن تحرّكات الإرهابي الخطير المبحوث عنه "ح.محمد" المكنى عبد القهار أبو نعيم، الأخير التحق بالجماعات الإرهابية خلال سنة 2005 بمنطقة بوغني ضمن كتيبة الفاروق الناشطة ضمن التنظيم الإرهابي المعروف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي صار يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وتتمركز على محور تاخونت، واضية، أيت عبد المؤمن، مشطراس، ايغيل، أونشار، بوغني وذراع الميزان. وبعد عملية ترصد محكمة، تم توقيفه وحجز سلاح ناري من نوع كلاشينكوف معبّأ ب 30 طلقة ومخزن اضافي به 30 طلقة اضافة إلى 33 خرطوشة أخرى، صدرية حاملة للمخازن وبدلة قتالية تابعة للجيش الوطني الشعبي، فضلا على وثائق هوية مزوّرة، جهاز كمبيوتر محمول، أوراق بها رموز شفرة، نسخة من مصحف ومبلغ 11 ألف دينار. باشرت عناصر الضبطية القضائية التحقيق مع المتهم، الذي كشف عن هوية إرهابي آخر ويتعلق الأمر بالمدعو "ح. فوضيل" المكنى "أبو دوجانة" وأفاد - حسب محاضر التحقيق - أنه وصديقه انعزلا عن التنظيم واتخذوا مسكنا مهجورا بمنطقة أغيل نايت شيلا بقرية آيت عبد المؤمن مأوى لهم. وفي عملية أمنية، تنقّل عناصر الضبطية القضائية رفقة عناصر الجيش الوطني الشعبي إلى المسكن المهجور وتم تطويقه إلا أن المبحوث عنه غادره الى وجهة مجهولة. استدراج محكم للإيقاع بأبي دوجانة وجاء في ذات المحاضر أنه وبتاريخ 30 سبتمبر تقدّم شخص إلى الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بواضية، وصرّح أنه في ليلة 29 سبتمبر نقل ارهابي مسلح بكلاشينكوف تحت التهديد على متن سيارة أخيه من المكان المسمى تاسوكيت إلى غاية قرية اسي يوسف، وللتأكّد من المعلومة تم سماع الإرهابي الموقوف "ح.محمد" بخصوص تحرّكات الارهابي المبحوث عنه "ح. فوضيل"، وتم استغلال "ح .محمد" لربط اتصال هاتفي معه واستدراجه، ليتم توقيفه في الفاتح من أكتوبر بمحاذاة المفرغة العمومية ومعه سلاح ناري من نوع كلاشينكوف معبّأّ ب 30 طلقة ومخزنين بكل واحد 30 خرطوشة و14 أخرى، اضافة إلى صدرية مخازن ذخيرة، بطاقة هوية ورخصة سياقة مزوّرة، شرائح هاتفية وهاتف نقال فضلا على 20 بطارية، هاتف نقال مجهز بأسلاك كهربائية معّد للتفجير عن بعد ساعة ومبلغ مالي. التحقيق كشف عن تورّط 34 شخصا تم توقيف 15 شخصا وبقي البقية في حالة فرار وقدموا أمام العدالة بتهمة انشاء تنظيم إرهابي، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد محاولة القتل العمدي، حمل سلاح وذخيرة من الصنف الأول بدون رخصة من السلطة المؤهلة قانونا، السرقة باستعمال السلاح الظاهر، الإختطاف بغرض الحصول على فدية، ووضع متفجرات في الطريق العمومي لغرض القتل، مع وضع حاجز مزيف والتزوير واستعماله وانتحال هوية الغير اضافة إلى تشجيع وتمويل جماعة ارهابية والمشاركة في السرقة باستعمال سلاح ظاهر. شباب نفذوا أكبر المجازر بتيزي وزو الجنّة و70 امرأة .. فتاوى رسّخت الفكر التطرّفي كشف المتهم "ح.محمد" - خلال التحقيق - عن مسار دموي حافل امتد من سبتمر 2005 إلى 2012، حيث التحق بالجماعات الارهابية بقرية ابن ابراهيم بشعبة العامر بعدما التقى بإرهابيين من القادرية الذين أقنعوه بالعمل لفائدتهم كعنصر دعم واسناد حيث كان يوفر لهم المؤونة ويزوّدهم بالمعلومات عن تحرّكات قوات الأمن مقابل مبالغ مالية، مضيفا أنه خلال شهر جويلية 2005 بينما كان رفقة جماعة ارهابية بصدد الإستعداد لاختطاف أحد المقاولين ببلدية شعبة العامر كانت فصيلة الجيش الوطني الشعبي بالمنطقة ما استدعى إلغاء العملية، كما اعترف الإرهابي المذكور بالجرائم التي ارتكبها، منها الإعتداء على عسكريين بمنطقة تاخوت سنة 2008، اغتيال شرطي في 2009 بقرية وهاب مع الإستيلاء على مسدّسه، كما شارك في الهجوم على سيارة خاصة بنقل المسافرين تقل حرس بلدي مكلفين بحراسة شركة كندية ما أودى بحياة سبعة منهم، شارك في اختطاف المقاول "واليش" من قرية واسيف وأطلق سراحه مقابل 200 مليون سنتيم، اختطاف صاحب محطة وقود بقرية آيت شبلة وأطلق سراحه مقابل 20 مليون سنتيم، اقتحام محلين خاصين بالمشروبات الكحولية وملاهي ليلية في سبتمبر 2011 والاستيلاء على الأموال، إضافة إلى مشاركته في جوان من سنة 2012 في الاعتداء الذي استهدف مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بواسيف ما أسفر عن مقتل شرطيين، مع نصب الحواجز الأمنية المزيفة لسلب المواطنين أموالهم، ونفس المتهم شارك في اقتحام مركز بريد بذات الولاية والإستلاء على مبلغ 29 مليون. عبد القهار أبو نعيم :" التحقت بالجبل عنوة وسلمت نفسي طواعية " أنكر المتهم "ح.محمد "كل العمليات الإرهابية في سريّة الشام، وحاول اقناع هيئة المحكمة أنه التحق عنوة بمعاقل الإرهاب سنة 2005 وعمره لا يتعدى 17 سنة "التقيت بجماعة ارهابية رفقة أصدقائي ولما شاهدوا عناصر الجيش تمّر من المكان أخذوني معهم عنوة ، لقد خفت أن أجّر إلى السجن فرافقتهم إلى معاقل الإرهاب "، وعبّر عن حسن نيته قائلا :"سلمت نفسي طواعية لمصالح الأمن بواضية للاستفادة من مصالحة الوطنية"، وأنكر المكّنى عبد القهار جميع التهم المنسوبة إليه عدا حيازة كلاشكنوف وبرّر ذلك :" أنا اسكن في دشرة لا شرطة ولا عسكر والجماعات الإرهابية تفرض منطقها "، وعن نشاطه في معاقل الإرهاب :" لم تكن لي مهمة معينة وكنت في المركز ثم سلحت لأول مرة بمضخية، ثم حولت إلى العيادة للإعتناء بالمرضى". وبخصوص الإختطافات التي طالت المقاولين، أفاد المتهم قال "ليس اختطاف بل الأمير كلفنا بجمع الزكاة من المقاولين" . قوري وراء اعتداء على الحرس البلدي بواسيف من جهته، التحق المتهم "ح. فضيل " بالجماعات الارهابية سنة 1997 وتقلّد عديد المناصب منها أمير سرية بوغني سنة 2012، واعترف بإقتحام منزل أحد عناصر الدفاع الذاتي في سنة 1997 ولكن الأخير تصدى لهم وقتل أحد الإرهابيين فيما فرّ البقية اضافة إلى مشاركته في حاجز أمني مزيف بالقاديرية في نهاية 1998 ، انتهى باغتيال سبعة عناصر من الأمن، الإعتداء على شاحنات عسكرية سنة 2004 ،الإعتداء على سيارات تابعة للدرك الوطني عام 2007 بواسطة قذائف "آر .بي .جي "، الإعتداء على مفرزة الحرس البلدي بواسيف وتصوير الهجوم لبثّه بهدف خلق صدى اعلامي غير أن العملية فشلت بسبب تعطل آلة التصوير. وهي العملية التي كشف التحقيق أنها تمت تحت قيادة الارهابي "قوري عبد المالك" بمشاركة 50 إرهابيا، وأضاف أنه شارك في اختطاف المدعو شريك احسن عام 2008 وأطلق سراحه مقابل 500 مليون سنتيم وكذا المدعو طالب يحي عام 2011 وإطلاق سراحه مقابل 100 مليون سنتيم، كما شارك في اختطاف سقني مصطفى والذي أطلق سراح مقابل 160 مليون سنتيم. كما شارك المتهم في اقتحام محل لبيع الخمر وتم منح مبلغ 55 مليون للمدعو "س.غيلاس" لشراء سيارة تستعمل لنقل الجماعات الارهابية، مع منح المتهم "ح. حميد" مبلغ 60 مليون لشراء سيارة بيجو 406. أبو دجانة: " الأمير حكم علينا ب 130 جلدة " أنكر المتهم "ح .مصطفى " أن يكون أبو دجانة المبحوث عنه رغم أنه محل أكثر من ستة أحكام غيابية بالإعدام، أضاف بخصوص التحاقه بالإرهاب "أنا من عائلة فقيرة، وجدت نفسي في وسط المجموعة الإرهابية وكنت أفكر في تسليم نفسي لكنني كنت خائفا من السجن ووقعت فيه"، وعن أيامه في معاقل الإرهاب يروي المتهم " انفصلنا عن الأمير ولأننا غابنا طيلة شهر رمضان، حكم علينا ب 130 جلدة ". وعن الاختطافات وجمع الفدية قال:" هؤلاء كانوا مطالبين بالزكاة"، كما أنكر المتهم المبيت في منزل الارهابي "ح.حمدان" المتواجد في المؤسسة العقابية أو حتى رغبته في الزواج بإبنته سكورة، وعن سبب تسليم نفسه أفاد :" أنا لم أكن مقتنعا بالعمل المسلح ولست انسانا متشدّدا". أبو زكريا وعنصر من الأخضرية ضمن القائمة
التحرّيات المستمرة قادت إلى المتهم "ج.احمد" محكوم عليه بالمؤبد على وقائع إجرامية جرّت في منطقة ذراع الميزان ونشط في عين الحمام لمدة عام ونصف منذ التحاقه بمعاقل الارهاب منذ بداية 2012 ولكنه أنكر علاقته بالجماعة الحالية، يضيف المتهم " عمي هو من ساعدني على الإلتحاق بالإرهاب وأقنعوني بأنني سأدخل الجنة وأتزوج ب 70 امرأزة ". كما تم توقيف المدعو "ط. حميد" المكّنى بأبي زكريا المتابع بوضع حواجز مزيفة والاختطاف وطلب الفدية بالأخضرية، الأخير قضى تسع سنوات في معاقل الإرهاب منها سرية الشام وشارك في عدد من العمليات الارهابية. توصّل المحققون إلى المتهم " س. يوسف" وأٌتهم بنقل ابن عمّه رفقة ارهابي آخر إلى مخمرة بتيزي وزو وتظاهر أن السيارة معطّلة في الوقت الذي نُفذ الاعتداء الارهابي على المخمرة، أما المتهم "ح. أرزقي " ابن المتهمة " ا.جميلة " كمشتبه فيه بتمويل الارهاب وسبق أن منحوه مبلغ 12 مليون سنتيم. نفت الوقائع في جلسة مقتضبة: زوجة ارهابي متهمة بايواء" أبي دجانة "وتزويجه بابنتها تقدّمت المتهمة "أ .جميلة "للمحاكمة بخطى ثقيلة وبصوت جد منخفض أنكرت ايواء الإرهاب وزواج ابنتها بالإرهابي أو دجانة . القاضي : ماذا تعملين؟ . المتهمة جميلة :لا أعمل . القاضي :عندك أطفال ؟ . المتهم جميلة :نعم . القاضي : التحقت بمقاعد الدراسة . المتهم جميلة :لا . القاضي : اليوم أنت متهمة بتشجيع تمويل جماعة ارهابية . المتهم جميلة :لا أبدا لم يسبق لي أن شاهدتهم ولا أحد جاءني إلى المنزل . القاضي: أرزقي ابنك ؟ .المتهمة جميلة : نعم . القاضي :كانوا يعرفون زوجك ؟ . المتهمة جميلة : لا لم يأتوا . القاضي :ولكنهم قالوا أنهم كانوا يبيتون في منزلك، ما اسم ابنتك ؟ . المتهمة جميلة :سكورة . القاضي: خطبها الارهابي حمدان . المتهم جميلة :لا . القاضي :ولكن ابنك يقول أن الإرهابيين كانوا يأتون إلى البيت وفي هاتف حمدان وجدت غرفة نومك مصورة . المتهمة جميلة : لا تجيب . القاضي :زوجك كان في السجن على قضية ارهابية . المتهم جميلة : نعم الفدية تصل إلى ملياري سنتيم 10 ملايين سنتيم سنويا زكاة للإرهابيين سقيني مصطفى تعرّض للإختطاف بتاريخ 25 جويلية من سنة 2012 تزامنا مع شهر رمضان، و-حسب المحامي ابراهيم- فإن الضحية خرج من منزله وتفاجأ بشخصين مسلّحين ليتم اجباره على ركوب سيارة، وأكّدا له أنهما من جماعة ارهابية وطلبا منه الاتصال بأهله لجلب مبلغ 300 مليون سنتيم، وبعد المفاوضات وصلوا إلى 250 مليون سنتيم. وتعرّف الضحية على المتهمين الرئيسيين محمد ومصطفى اللذان تحصلان على مبلغ 60 مليون سنتيم وأطلق سراحه في حدود الساعة الواحدة صباحا. بعد 44 يوما من تاريخ الوقائع وجدا أباه وابن أخيه قادمان من عرس على متن سيارة من نوع 206 وتجاوزا سيارتهما وفي منعرج توقفت سيارة ونزل منها شخصان يرتديان لباسا عسكريا، وبحثا عن الضحية مصطفى لأخذ المبلغ المتبقي، بعد أخذ ورد وحاولا الاتصال به ولكنه لم يرد عليهما، وأكّد دفاع الضحية أن الأخير تلقى مكالمة من باريس وهدداه بالتصفية الجسدية في حق أبنائه. أما الضحية الثاني طالب بلقاسم فتعرّض لنفس السيناريو بتدخل شخصين آخرين خلال عرس، وكان المفاوضات في البداية على مبلغ 600 مليون سنتيم ، وتم تخفيضها إلى 60 مليون سنتيم، قبل أن يتفقا على 50 مليون سنتيم. أما الضحية طالب يحيى تاجر جملة لمواد البناء، فتعرض للإختطاف بتاريخ 6 ديسمبر 2011 بالطريق المؤدي الى المسكن العائلي، وحسب محاميه حجاز، فإن الضحية تم توقيفه وأغمضوا عينيه وقادوه الى كازمة بغابة، أين اعطوه جهاز هاتف نقال للإتصال بأهله وابلاغهم أنه تعرض للاختطاف وبدأت المفاوضات بملغ ملياري سنتيم، ولكنهم تسلموا 100 مليون سنتيم من أحد أفراد العائلة وأطلق سراحه. الضحية يحيى تعرّف على شخصين مسلحين وهما وفضيل ومحمد، وأفاد دفاع الضحية أن الجماعة الارهابية طلبت منه مبلغ 10 ملايين سنتيم سنويا على أساس أنها زكاة التماس عقوبات بين 5 سنوات سجنا والإعدام أكّد ممثل النيابة العامة في مرافعته أن"ح.محمد" من أخطر العناصر النشطة رغم قصر فترة وجوده بمعاقل الإرهاب، مشيرا أن مصالح الأمن من أوقفته ولم يسلم نفسه كما سبق أن إدّعى ، أما فضيل فدامت نشاطه لمدة 17 سنة واستعرض ممثل النيابة العامة المسيرة الدموية لجميع المتهمين والتمس توقيع عقوبة الإعدام في حق كلا من "ح.محمد"و"ح.فضيل " والسجن المؤبد لكل من " س.يوسف " ،"س.غيلاس " ،"ج.حمد" و"ط.حميد" كما التمس عقوبة ثماني سنوات وغرامة بقيمة 500 ألف دينار في حق كل من " ا. جميلة" "خ .ارزقي" و"خ .حسن" و"ط . حميد " و" ي.مراد "و"ر.يوسف "و"ر .عبد الغاني " ، أما "س.محمد" فالتمست النيابة في حقه 7 سنوات و500 ألف دينار، وست سنوات ونفس العقوبة في حق المتهم "ع.بلعيد" و"ع .كريم "، إضافة إلى توقيع عقوبة خمس سنوات وغرامة بنفس القيمة السابقة الذكر في حق المتهمين "ز.احمد" و"ط.مراد".