تعكف بعثة جزائرية إيطالية مشتركة، تضم أخصائيين في علوم الآثار وباحثين جيولوجيين، على عملية إعداد خريطة أثرية للشرق الجزائري، وتأتي هذه المبادرة في إطار المشروع المشترك بين المركز الوطني للبحوث الأثرية وجامعة "ترانتو" الإيطالية، حيث جاب 16 باحثا أثريا منطقة سوق أهراس لاستكشاف المواقع الأثرية، بعدما كان قد أنهى دراسة أركيولوجية لمنطقة الطارف خلال السنوات القليلة الماضية. كما أفادت مصادر عليمة، أن فريقا آخر يتواجد في قسنطينة لنفس المهمة التي من شأنها حسب مختصين في الميدان الأثري، تكملة ما يعرف ب"الأطلس الأركيولوجي" لكاتبه "ستيفان غزل" والمحرر ما بين سنتي 1902 و1911. من جانب آخر ستمكن الخريطة الأثرية من جرد وإحصاء العديد من المواقع الأثرية، التي لا تزال مجهولة ببلديات ولاية سوق أهراس، خاصة منها بلدية سدراتة التي تعرضت الآثار الرومانية بها إلى التخريب والنهب من قبل عناصر مافيا تمكنت من الاستحواذ على العديد من الكنوز الرومانية القديمة وتهريبها عبر الحدود. يذكر أن بعثة متخصصة أخرى كانت قد زارت كنيسة القديس سانت أوغستين بعنابة وأبدت اهتماما بالغا بها، حيث سبق وأن صرح سفير الجزائر بإيطاليا خلال ندوة صحفية له، حول ما يشكله هذا المعلم التاريخي من أهمية بالغة للقطاع الثقافي الإيطالي وضرورة التعاون في مهمة الحفاظ عليه مستقبلا.