يشهد مؤخرا حزب جبهة التحرير الوطني خلافات بدأت تطفو معالمها على السطح بعد فترة الهدوء الهش التي عاشها الحزب في الآونة الأخيرة، و ذلك بسبب تمادي الأمين العام،عمار سعداني، في إتخاذ القرارات الفردية وفرض بعض الوجوه داخل الحزب عنوة، و مماطلته في الإفراج عن القائمة النهائية لأعضاء اللجنة المركزية، فإستفز خصومه الذين يستعدون في قادم الأيام إلى الحراك لدر الفعل،واقع حال و فوضى أجلت موعد إجتماع تزكية المكتب السياسي. فوضى الحزب العتيد تأججت عقب مبادرة ،عمار سعداني، بإضافة 15 عضوا قياديا في الحزب لم يكشف عن أسمائهم بعد، حيث كشفت مصادر من أروقة الحزب ل "السلام"، أن هذه الأسماء التي زجّ بها الأمين العام عنوة في هياكل الحزب وجوه غريبة عن الحزب، ولا تمتلك حتى بطاقة الإنخراط، هذا و وردت إلى أعضاء المكتب السياسي السابق معلومات تفيد بعدم رغبة سعداني في تجديد الثقة فيهم، كونه يرغب في إحداث تغييرات جذرية في القائمة التي ستضم وجوها جديدة، و هو الأمر الذي لم يتقبله الأعضاء السابقون. و أوضحت مصادرنا أن الخلافات داخل الحزب جعلت سعداني يتريث في تحديد موعد اللقاء، سيما بعد محاولته فرض رئيس الكتلة البرلمانية، محمد جميعي، داخل الحزب و تكليفه بالتحضير للقاء المقبل الذي يخص أعضاء اللجنة المركزية، و الذي من المفترض أن يتوج بتزكية المكتب السياسي، خلال الأيام القليلة القادمة، وكذا اقتراحه للبرلماني، بهاء الدين طليبة، كعضو بالمكتب السياسي، وهو الذي دخل انتخابات العضوية بطريقة غير قانوينة، علما أن القانون الأساسي للحزب يشترط عشر سنوات نظال للترشح، وهو الشرط الذي لم يتوفر في البرلماني طليبة ، والذي دخل قبة البرلمان سنة 2012 تحت لواء حزب الأفندي "جبهة الشباب الديموقراطي"، و انظم نهاية السنة نفسها إلى حزب الآفلان، أي لم تمر على انضمامه سوى 3 سنوات، خلال عملية الترشيحات بالمؤتمر العاشر. و في ظل كل هذا بدأت بوادر الصدام داخل بيت الحزب العتيد تلوح في الأفق بعد أن رفض أزيد من 120 برلمانيا بقاء محمد جميعي في رئاسة الكتلة البرلمانية سيما بعد انفراده في الرد على تصريحات ساركوزي والتي اعتبرها النواب تجاهلا لهم، في وقت تنتظر أطراف أخرى موعد الإعلان الرسمي لقائمة المكتب السياسي التي ستخلق حسبهم فتنة داخل الحزب، خاصة بعد اقتراح بعض الأسماء التي لا تمت بصلة للحزب.