شرعت العديد من العائلات البومرداسية في التحضيرات الخاصة بالاحتفال بالمناسبة الدينية التي ستحل علينا بعد اقل من اسبوعين وهي عيد الأضحى المبارك, حيث تشهد الأسواق الأسبوعية اقبالا وتوافدا كبيرين على اقتناء المستلزمات الضرورية من البسة واحذية للأطفال, كما تعرف نقاط بيع المواشي كذلك توافدا من طرف المواطنين للاطلاع على الأسعار والنظرا إذا ما كانت تتماشى مع مستواهم المعيشي لاسيما ان الكثير منهم اشتدت حيرتهم بين ارضاء متطلبات ابنائهم من المشتريات اللازمة للاحتفال بالعيد, وكذا تحقيق رغبتهم في اقتناء أضحية مثلهم مثل جيرانهم او اقاربهم. المواطنون يشتكون من المضاربة في اسعار الالبسة واقتناءها لمن استطاع خلال جولتنا الاستطلاعية في العديد من الأسواق الأسبوعية الموزعة عبر اقليم ولاية بومرداس على غرار سوق بودواو, بومرداس, تيجلابين وكذا بمختلف المحلات التجارية الكبرى المتواجدة ببلدية برج منايل اختلفت آراء الزبائن حول اسعار الألبسة والأحذية, فهناك من أبدى ارتياحه من اسعار بعض الألبسة لأاطفال التي تتراوح اعمارهم من الولادة الى ثلاث سنوات, كما تنوعت السلع والمنتوجات المعروضة والخاصة بفصل الشتاء, فيما يشتكي الآباء من الارتفاع الجنوني لأسعار البسة الأطفال الذين تتراوح اعمارهم من 04 سنوات فما فوق, وهذا ما زاد من حيرة وتذمر الكثير من الزبائن الذين يقصدون الأسواق كلما اقتربت اي مناسبة طمعا منهم في ان يشتروا احتياجاتهم بأسعار معقولة, لكن الواقع يثبت العكس بسبب المضاربة في الأسعار وسياسة التجار في اغتنام فرص الربح السريع خلال الفترة الأخيرة لكل مناسبة, حيث صرحت بعض العائلات التي التقتها السلام بالسوق الأسبوعي لبلدية بومرداس ان اسعار ملابس الأطفال الشتوية عرفت ارتفاعا ملفتا للانتباه خلال الآونة الأخيرة, حيث سعر سروال جينز لطفل لا يتعدى سنه اربع سنوات إلى اكثر من 1300 دج, فيما تتراوح اسعار السترات والمعاطف للذكور ما بين 1500 و2500دج, اما ألبسة الفتيات فحدث ولا حرج, فسعرها يفوق الإمكانات المادية للمواطن البسيط, حيث ان هذه الوضعية اجبرت الكثير من الآباء والأمهات على عدم تلبية كل متطلبات اولادهم من البسة واحذية جديدة بغرض الاحتفال بالعيد الأضحى, كما ان مجرد التفكير في شراء أضحية يزيد من حيرتهم امام الارتفاع الجنوني لأسعار الماشية في مختلف الأسواق ومعظمهم ارهقه البحث والتجول بأسواق المواشي بحثا عن اسعار تتماشى مع قدراتهم المادية والسعي الى احياء سنة النبي ابراهيم عليه السلام وتحقيق امنية اولادهم بشراء كبش العيد للتباهي به بين ابناء جيرانهم. لكباش للأغنياء والماعز لذوي الدخل الضعيف بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار المواشي مع اقتراب العيد, يزداد تفكير العائلات في كيفية اقتصاد مصاريف الأكل والشرب سعيا منهم في تحصيل مبلغ مالي يسمح لهم فباقتناء اضحية العيد, الا ان الكثير منهم اجمع ان هذه السنة لن يتمكنوا من اقتناء كبش العيد بسبب غلائها في الأسواق وسياسة المضاربة في الأسعار التي ينتهجها الموالون, وخلال جولتنا ببعض نقاط بيع المواشي ذهلنا من الأسعار التي وصلت اليها, وصدقنا مقولة العديد من المواطنين «الأضحية هذا العام لمن استطاع والزوالي ياحليلو», حيث تتراوح الأسعار ما بين 30000 و65000 دج, والأسعار قابلة للزيادة حسب السوق, وهو الأمر الذي زاد من شكاوى المواطنين الذين سئموا التجوال في الأسواق بحثا عن اضحية بسعر اقل, كما صرح الكثير منهم ان الأسعار هذه السنة تضاعفت, بينما كانت السنة الماضية لا يتعدى سعرها 30000 دج, وهو العائق الذي سيحرم العديد من العائلات البسيطة من اقتناء اضحية العيد هذه السنة. بالمقابل, ذكر البعض من المواطنين انهم سيلجأون الى اقتناء الماعز كأضحية بدلا عن الأغنام كحل بديل في حال لم تنخفض اسعار الماشية خلال الأيام المتبقية, حيث ان هذه الأخيرة اسعارها منخفضة مقارنة مع اسعار الكباش, متسائلين عن الأسباب الحقيقية وراء الارتفاع الفاحش للأسعار. في حين اوضح بعض الموالين ان غلاء سعر العلف كالتبن والنخالة وغيرها والظروف المزرية التي يتخبط فيها مربو المواشي هي السبب الحقيقي وراء ارتفاع الأسعار, كما ان المناسبة تزامنت مع موسم الصيف والخريف الذي تشهد فيه ندرة في المساحات الرعوية والحشائش الخضراء يجبر المربين على شراء الأعلاف بأثمان باهظة, وهذا ما يزيد من تكاليف تسمينها وعلفها من اجل بيعها في مثل هذه المناسبات, وهو ما يتطلب من الرفع من سعر البيع في الأسواق, في حين يبقى المواطن البسيط الضحية ومحروم من الاقتداء بالسنة, وتحقيق حلم افراد العائلة في شراء كبش العيد الذي بات يشكل هاجسا حقيقيا وحديث العام والخاص في الفترة الأخيرة, في الوقت الذي اصبح السوق لا يرحم على حد تعبير الزبائن.