مع بداية العد التنازلي لموعد عيد الأضحى المبارك،تعرف أسواق ولاية بومرداس إقبالا ملحوظا من قبل المواطنين الذين يريدون اقتناء كبش العيد للاحتفال بهذه المناسبة الدينية ككل سنة،غير أن ارتفاع أسعار الأضاحي جعل المواطنون في حيرة من أمرهم،ليجد الموالون ازدياد الطلب على اقتناء كبش العيد الفرصة لرفع الأسعار و تحقيق الربح الفوري و السريع الذي لن يكون إلا على حساب المواطن الذي يبقى المتضرر من كل هذا. و خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت " أخبار اليوم ' إلى أسواق ولاية بومرداس على غرار السوق الأسبوعي ببغلية ،بومرداس،خميس الخشنة،بودواو...تبين لنا أن أسواق المواشي تعرف إقبالا كبيرا خلال هذه الأيام،لكن مرتادو هذه الأسواق هم من ذوي العائلات الميسورة الحال خاصة و أن سعر الكبش الواحد يتراوح ما بين 30 و 35 ألف دج و ذلك بعد أن كان قبل أسبوعين من اليوم لا يتعدى ال 25 ألف دج .. و قد اكتشفنا خلال الجولة التي قمنا بها إلى أسواق بومرداس ذلك الارتفاع المذهل لأسعار الأغنام ما جعل الكثير من المواطنون يعزفون عن شراء الأضحية أو على الأقل انتظار يومين من المناسبة لعل المعجزة تحدث فيحن التجار أو تلن قلوبهم و يسقطون من أسعارها بعض الشيء.هذا ما ذهب ببعض العائلات القاطنة بالقرى النائية ذات الدخل المحدود اقتنائها بالتقسيط. و في هذا الصدد يقول عمي " سليمان " البالغ من العمر 40 سنة و المنحدر من مدينة برج منايل و هو موظف بسيط أن كان يجمع راتبه و يقسمه بين مصروف البيت و بين ما يتركه لشراء الكبش،ليس إلا لإحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة و إدخال الفرحة في قلوب أطفاله الذين ينتظرون بفارغ الصبر شراء الأضحية ليبارزوا مع غيرهم. هي طريقة لجأ إليها التجار بعد أن أدركوا حقا بأنهم سيخسرون الكثير من زبائنهم لأن سعر الأغنام التي يبيعونها تفوق المواطنين الفقراء منهم و متوسطي الدخل و حتى الأغنياء الذين صاروا يرون أن شراء الأضاحي بتلك الأثمان الخيالية يعد تبذيرا و إسرافا. فيما تلجأ عائلات أخرى إلى الاستلاف مبلغ حتى يكتمل و تشتري الأضحية التي اعتبرتها من الضروريات لا نقاش فيها . بلدية بغلية الواقعة شرق ولاية بومرداس واحدة من البلديات المعروفة بتجارة الأغنام و التي يفد عليها عشرات المواطنين من مختلف الولايات ،غير أن الأسعار مرتفعة و بقيت على حالها و بالتالي عزوف أغلب العائلات خاصة المغلوب عن أمرهم من شراء الأضحية. أسعار قطعت أنفاس الكثير من العائلات ببومرداس التي لم تتنفس بعد من " خبطات " السابقة ( شهر رمضان،عيد الفطر المبارك، الدخول المدرسي )،ناهيك عن ضرائب الأعراس و حفلات النجاح و غيرها من المناسبات التي تستنزف إلى أخر سنتيم جيوب العائلات. و بالعودة إلى عيد الأضحى و خصوصا لدى أصحاب الدخل المحدود و التي لا تملك عددا كافيا من الأفراد العاملين الذين بإمكانهم المساهمة و لو بالقليل في ثمن الأضحية لتتضارب الآراء بشأن الحل النهائي و المثالي لهذه الأزمة الخانقة في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المواشي من جهة و ضعف الميزانية و المد خول المادي من جهة أخرى. و قد فضلت بعض العائلات التنقل إلى الولايات المعروفة ببيع المواشي كالجلفة و المسيلة و المدية و اقتناء أضاحيهم بأسعارها الأولى قبل أن يقوم الموالون باحتساب رسوم نقلها إلى بومرداس و المناطق المجاورة. هذا ما ذهب إلية أحد المواطنين " محمد " من بلدية بودواو الذي قال أنه تنقل قبل أسبوع من الآن إلى الجلفة على متن سيارته الخاصة ليقتني أضحية العيد ب 22 ألف دج مضيفا أنه قد عثر مثلها ببومرداس لكن بحوالي 30 ألف دج. " أخبار اليوم" اقتربت من بعض موالي ولاية بومرداس على غرار " محمد " من بغلية ،" سليمان " من بود واو....الذين برروا ارتفاع أسعار المواشي إلى الظروف الصعبة التي عاشتها الولاية كالأمطار الغزيرة التي أثرت سلبا على سوق الماشية،فضلا عن ذلك ارتفاع أسعار العلف حيث وصل سعر القنطار الواحد منها لأكثر من 3 ألاف دج و هو ما زاد عن غلاء الماشية . ليبقى المواطن البسيط المتضرر الوحيد من كل هذا في ظل بقاءه في حيرة من أمره عن كيفية مرور عليه هذه المناسبة من دون شراء الأضحية..كما أن جشع التجار في ارتفاع أسعار زاد من عزوف أغلب العائلات عن إحياء هذه المناسبة الدينية التي كانوا ينتظرونه .