اختتمت أول أمس فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للإنشاد بحضور جماهيري كبير في ليلة العشق الإلاهي التي قدمتها فرقة عيون العراقية، بمشاركة فنانين عرب كفاتن هلال بك منم المغرب والمنشد السوري خاطر ضوء بقيادة المايسترو والفنان العراقي نصير شمة. كانت دار الثقافة عبد القادر علولة مسرحا كبيرا كبر الليلة التي ارتأى الفنان العراقي الكبير نصير شمة تسميتها بليلة العشق، حيث انفرد نصير بشدّ الجمهور الحاضر بالقاعة، في رحلة إبحار في التجارب الشعرية للمتصوفة وخصها بعرض متنوع شعرا وألحانا وبأصوات جديدة، لخصت تجربة خمسة عشر عاما من الإبداع الموسيقي وتقديم ما يؤمن به من أفكار عبر عيون شعر المتصوفة، كان عرضا يليق ليكون خاتمة المهرجان الدولي للإنشاد في نسخته الثانية. وغصت القاعة بوفود من محبي الفنان العراقي نصير شمة، يحملون فضولا عن ما سيميز السهرة الأخيرة من عمر المهرجان، من جهته كان العازف وفرقة عيون مستعدين لإبهار التلمسانيين بباقة من العروض الموسيقية مرة، وأغاني صوفية مرة أخرى، وقد اعتمد شمة على صوتين شابين هما السوري خاطر ضوء والمغربية فاتن هلال بك وهي الصوت النسوي الوحيد المشارك في الفعالية كلها. واستهلت الفرقة بقيادة عازف العود سهرة العشق الإلاهي بمعزوفة موسومة ب”تعاليم حرية”، مرفوعة من تلمسان إلى فلسطين، قال عنها نصير شمة أنها كانت تصاحب الشاعر الراحل محمود درويش وجابت العالم معه عند إلقاء قصائده عبر مختلف المنابر الإبداعية والشعرية. وبعد أن قدمت الفرقة عرضا موسيقيا آخر بعنوان “حالة وجد”، صعد الفنان الشاب خاطر ضوء ليؤدي أول أغنية كما شاركت فرقة الكوثر من تلمسان كمجموعة صوتية رافقت الأغنية، وتمكن خاطر الوجه الجديد في سلب قلوب الجمهور الحاضر بصوته الشامي المُتبل بالنكهة الأندلسية وبالمقامات العراقية الأصيلة. وتلاها عمل موسيقي “هلال الصدى”، تلألأت المتألقة المغربية “فاتن هلال بك” في مهرجان للإنشاد كان حكرا على مشاركة الرجال فقط، واستطاعت أن تبهر مسامع الحاضرين بصوتها الجميل بأول عمل لها مع شمه بعنوان “يا من غفرت” للشاعر الفلسطيني المتوكل طه، وبهذا الخصوص قال نصير شمه أن ليلة العشق الإلاهي فكرة قديمة عمل بها الملحن المصري الشهير رياض السمباطي مع أم كلثوم، ويحاول من خلال إبداعه الجديد مع الصوت المغربي فاتن هلال بك أن يضيف شيئا لعرضه المتميز. على صعيد أخر، لم يستسغ بعض من الحاضرين ضعف المشاركة الجزائرية في هذه الليلة، والتي اقتصرت على فرقة الكوثر للإنشاد، التي صاحبت أداء المغنيين فقط، فضلا أن بعضا من الجمهور رغم انبهاره بمهارة العزف من جهة إلى أنها كانت تنتظر شيئا أكبر في أداء الأناشيد الدينية الصوفية الحقيقة إذ غلب العزف على الأداء. وكان نصير شمة في وقت سابق، قد أكد أن “ليلة العشق الإلاهي” سيكون عرضا متنوعا ممزوجا بين الأداء والعزف، وقد خص بها التظاهرة واختزل تجربة خمسة عشر سنة من الحنكة والخبرة الموسيقية.