دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول “تلمسان أرض استقبال بعد سقوط الأندلس” الذي اختتمت أشغاله أول أمس بتلمسان إلى تنظيم ملتقيات مماثلة كل سنتين بالمدن الجزائرية الأخرى التي استقبلت الأندلسيين مثل بجاية وقسنطينة ووهران والجزائر العاصمة. ألقيت عدة محاضرات وتناقش الباحثون خلال هذا الملتقى حول مرحلة من تاريخ المسلمين وسقوط الأندلس، وأكد العديد من المشاركين أن الدراسات الخاصة بتلك الحقبة قليلة ومحتشمة. وقدمت في اليومين الأولين من الملتقى عدة مداخلات لباحثين أتوا من مختلف ولايات الوطن ودول أجنبية كالمكسيك وإسبانيا... وشدد المشاركون في هذا الملتقى الدولي المنظم في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية بدار الإمامة بتلمسان، على ضرورة الاهتمام بالأبحاث والدراسات المتعلقة بتاريخ المسلمين وتسليط الضوء على حضارتهم وتسامحهم وإساهمهم في نشر ثقافة الحوار وتقديم عدة منجزات للإنسانية. وانطلقت أشغال الملتقى بثلاث محاضرات، الأولى للباحث المغربي حسن الوراكلي تحت عنوان “حاضرة تلمسان مهاجر العلماء: لمحات من مساهمة علماء الأندلس في تشكيل صورة تلمسان العالمة”، كما ألقى الباحث الإسباني جورج جيل هيريرا محاضرة ثانية عنوانها “تلمسان والأندلس: البعد الحضاري والإنساني العالمي” الذي تكلم عن هجرة المورسكيين أي مسلمي الأندلس إلى شمال إفريقا وكيف تعاملت المملكة الإسبانية آنذاك مع هذه الحركة، وردة فعل هؤلاء المسلمين للتأقلم مع تلك الأوضاع ولجوء بعضهم إلى تبني التقية لتجنب الاضطهاد، من جهته ألقى الاستاذ جميل عيساني المحاضرة الثالثة بعنوان “عالم الرياضيات الأندلسي “الكلاسيدي” (1412\ 1486): مدينة تلمسان والتقاليد العلمية المغربية”، حيث تكلم عن هجرة العلماء إلى المغرب العربي، وأخذا حالة العالم أبو الحسن علي بن محمد بن علي القرشي البسطي الشهير بالقلصادي الذي ولد في بسطة بالأندلس سنة 835 ه/1422م وتوفي في باجة بتونس سنة 891 ه/ 1487م وهو رياضياتي مسلم أندلسي اشتهر بعلم الحساب، كما كان عالماً بالفروض والنحو وفقيهاً على المذهب المالكي، اشتهر في القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، الذي بدأ رحلته إلى الحجاز ببر العدوة، ثم مر بتلمسان وتونس وطرابلس ومصر، وانتهى في الحجاز حيث أدى مناسك العمرة والحج.