كشف مدير مركز الدراسات الإستراتيجية “أمل الأمة” وأحد قيادات الإخوان في الجزائر عبد العزيز حريتي، عن حسم مكتب الإرشاد في مصر مسألة تمثيل “الإخوان” في الجزائر بإعطاء الضوء الأخضر ل 14 شخصية جزائرية محسوبة على تيار الإخوان في الجزائر من بينها “الحمسيون السابقون” مصطفى بلمهدي وطيب عزيز وكذا عبد الحميد مداود لإعادة هيكلة المد الإخواني من جديد. أفاد عبد العزيز حريتي مدير مركز أمل الأمة للدراسات الإستراتيجية، وأحد كوادر الإخوان في الجزائر في تصريح “للسلام” أن مكتب الإرشاد بمصر يتجه نحو تجريد حركة أبو جرة سلطاني وعبد المجيد مناصرة من تمثيل التيار الإخواني في الجزائر، وأضاف أن قيادة الإخوان بمصر منحت مهلة غير محددة لوزراء ونواب “حمس” و«الدعوة والتغيير” للاستقالة، كشرط رئيسي للالتحاق بهيئة التجمع الجديدة لتنظيم الإخوان بالجزائر. وأوضح حريتي أن مكتب الإرشاد بمصر توصل إلى هذا الحل بعدما تم استنفاذ جميع السبل لرأب الصدع بين جماعة مناصرة وجماعة أبو جرة، وتأكده من استحالة الصلح بين الجناحين، وهي-يقول- الخلاصة التي توصل إليها مكتب الإخوان مسجلا بذلك أن الحركتين خرجتا عن المبادئ التي عرف عنها الإخوان، وعن النهج الحقيقي المعروفة به حركتهم عالميا. وفي سؤال حول إن كان الأمر قد يضعف التيار الإخواني في الجزائر ويشتته بين الحركة الجامعة الجديدة وحزبي أبو جرة ومناصرة، واعتبر مدير مركز أمل الأمة أن الأمر عكس ذلك تماما، لأن الهدف هو إعادة بعث الحركة من جديد وأن المناضلين في الأحزاب الإسلامية الذين ما يزالون يتمسكون”بالنهج” سيجدون المبادئ الحقيقية في الجماعة التي تعمل ال 14 شخصية على إعادة تجميع المناضلين فيها، وبالتالي فإن المناضلين أيضا مطالبين بالاستقالة من أحزابهم كشرط للإلتحاق بجماعة الإخوان، وإن لم تكن هذه الدعوة تدخلا في شؤون الأحزاب الجزائرية من قبل حركة خارجية ممثلة في مكتب الإرشاد، أوضح حريتي أن الأمر لا يتعلق بتدخل خارجي في نشاط أحزاب جزائرية، لأنه لا يوجد دعم مالي أو مادي، وإنما الأمر متعلق بإتباع نهج، مستدلا بجبهة القوى الاشتراكية، وحزب جبهة التحرير الوطني والتجمع من أجل الثقافة الديمقراطية الذين ينتمون إلى الأممية الاشتراكية، وهذا حسبه لا يعد تدخلا في شأن داخلي قدر ما هو تبني لفكر ومنهج معين. على أبو جرة ومناصرة الاستقالة من منصبيهما إذا أرادا الالتحاق بالحركة: وفي تطرقه لوضع زعيم حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني وغريمه في حركة الدعوة والتغيير عبد المجيد مناصرة، قال عبد العزيز حريتي أنه إذا كانا يتبنيان منهج الإخوان ويريدان الالتحاق بالحركة ما عليهما سوى الإستقالة من حزبيهما والالتحاق بالحركة الجديدة كمناضلين، وأردف ذات المتحدث أنه لا توجد قيادة محددة من ضمن 14 شخصية التي أوكلت لها مهمة “التجميع”، بل الكل يعتبرون مناضلين، وحول إن كانت الحركة ستتحول إلى حزب سياسي، أكد حريتي أن الأمر سابق لأوانه على الأقل في الوقت الراهن، وأن الأولوية ستعطى للجانب الدعوي التربوي الذي عرفت به جماعة الإخوان المسلمين، بعدما انحرف من كانوا يمثلون الإخوان في الجزائر عن النهج الصحيح وانساقوا وراء المطالب الدنيوية، وأصل ذات المتحدث أن الاستجابة للفكرة وجدت طريقها من خلال بعض النواب والوزراء في حركة مناصرة وأبو جرة، في انتظار المهلة التي لم تحدد بوقت من أجل التفكير الجدي في الالتحاق بالمجموعة المكلفة بالتجميع، وفي السياق ذاته نفى ذات المتحدث أن يكون لإعادة بعث الحركة من جديد علاقة بالثورات العربية التي ظهر فيها الإخوان بقوة، معتبرا أن وصول حركة الدعوة والتغيير وحركة حمس إلى طريق مسدود وعدم وجود حل وسط بينهما أدى إلى اتخاذ مكتب الإرشاد لهذا القرار، إضافة إلى خروج الحزبين عن منهج الإخوان الحقيقي يضيف ذات المتحدث. وللإشارة فإن زعيم حركة مجتمع السلم كان قد أكد في تصريحات إعلامية في سنة 2008، لما حاول مكتب الإرشاد التوسط بينه وبين مناصرة بأن حركته ليست حركة إخوانية، بل حركة تجمع كل التيارات الإسلامية بفكر وسطي معتدل، والجدير بالذكر أن عبد الله جاب الله رئيس حزب العدالة والتنمية الغير معتمد، كان قد اجتمع في وقت مضى بأعضاء من مكتب الإرشاد بمصر في العاصمة السودانية الخرطوم ل 4 ساعات متواصلة، ولم يكشف جاب الله عن فحوى اللقاء وما دار فيه، وهو الأمر الذي يثبت أن مكتب الإرشاد حاول إقناع جاب الله بتمثيل التيار الإخواني في الجزائر قبل أن يهتدي إلى فكرة إعادة الحركة من جديد، خاصة بعدما ترك محفوظ نحناح أحد القياديين الكبار في الإخوان فراغا لم يكن يمكن أن يعوضه فيه سوى عبد الله جاب الله.