وجدت ثلاث بنات في العقد الثاني من العمر ينحدر من بلدية أولاد رحمون بولاية قسنطينة أنفسهن مجبرات على المشاركة في جريمة قتل والدهم وتقديم المساعدة في إخفاء جثته والدموع تنهمر من أعينهن لا لشيء سوى أن الجانية أمهّن ،ولن يسهل عليهن أن تقضي بقية عمرها خلف القضبان بتاريخ ال 13 من شهر فيفري سنة 2013 ، لم يكن يوما عاديا لسكان بلدية أولاد رحمون ، بعدما شوهد وجود مكثف لمصالح الدرك الوطني بأحد الأحياء ،أين طوّقت إحدى العمارات ورجال الدرك يستفسرون كل من يدخل إليها ، وتبين أن ذات المصالح تلقت بلاغا من حارس حظيرة السيارات العامل في نفس الحي بعدما عثر الأخير على جثة ملفوفة مرمية أسفل العمارة تجمهر سكان الحي على مقربة من مسرح الجريمة والكل يعتقد أنها حادثة إنتحار . استكملت فرقة تحقيق الشخصية عملها في معاينة الجثة والمكان الذي وجد بها قبل أن يتم تحويلها إلى أقرب مستشفى من أجل تحديد هوية الضحية ،في وقت باشر المحققون تحرياتهم انطلاقا من معاينة داخلية للعمارة التي وجدت الجثة أسفلها . 32 طعنة على جثة الضحية ولاحظ المحققون انتشار بقع للدم تملأ العمارة ما أكّد لهم أن الضحية يقطن في إحدى الشقق وكان عليهم تحديدها بسرعة من أجل تسريع التحقيق وتوقيف الجاني ، فالدماء كانت مؤشرا قويّا على أنها جريمة قتل ،وانطلاقا من المعاينة الأولية تم التوصل إلى احدى الشقق طرق المحققون باب الشقة أين خرجت إمرأة تدعى "س.ن" في العقد الخامس من العمر، حيث بدت عليها علامات الإرتباك بمجرد مشاهدة عناصر الدرك الذين سألوها عن زوجها غير أنها أكّدت لهم أنه غادر المنزل في ساعة مبكرة من ليلة الحادثة ولا تعلم مكان تواجده . جاء تقرير الطبيب الشرعي ليحدّد هوية الضحية "ع.ح.م" الذي تعرض إلى 32 طعنة في أنحاء مختلفة من جسمه. بناءا على اذن بالتفتيش صادر عن وكيل الجمهورية المختص اقليميا تم تفتيش منزل الضحية ورغم حرص الجاني على التخلص من آثار الجريمة إلى أن المحققين عاينوا آثار دم بشري في المنزل تطابقت مع دم الضحية ، لتوجّه للزوجة أصابع الإتهام بعدما أظهرت تفاجئها بوجود جثة زوجها أسفل العمارة حولت الزوجة وبناتها الثلاثة إلى مقر الدرك ويتعلق الأمر ب"أ.م" 26 سنة، "ف.م" 20 سنة و"س.م" 19 سنة ،وبعد مواجهتهم بالأدلة انهارت الزوجة واعترفت بقتل زوجها في حدود الساعة منتصف بواسطة سكين من حجم كبير وقضيب خشبي. وبرّرت الجانية فعلتها بنشوب شجار بينها وبين زوجها ليس الأول من نوع فالخلافات كانت متكررة ،وفي ليلة الوقائع استل الضحية سكينا وقام بتهديدها على حد اعترافات الزوجة على محاضر التحقيق ، ولكنها تمكنت هي نزعه ،وفي لحظة غضب قامت بطعنه في أنحاء جسمه،تواصل الجانية"... لا أتذكر عدد الطعنات أغلبها كانت في البطن قبل أن أبذبحه" بعد تنفيذ الجريمة قامت الزوجة بلف الجثة داخل بطانية وإلقائها خارج العمارة، مع تنظيف مسرح الجريمة بمساعدة بناتها اللائي اعترفن بإخفاء الجثة وطمس آثار الجريمة ،ليودعن الحبس المؤقت عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد والمشاركة في قتل الأصول. بعد تسعة أشهر من التحقيق القضائي أحيلت المتهمة الرئيسية وبناتها على محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة قاعة المحكمة تكتظ بالحضور بتاريخ ال 13 من شهر نوفمبر من نفس السنة ، اكتظت قاعة المحكمة بالحضور لمتابعة تفاصيل محاكمة الزوجة وبناتها المتورّطات في جريمة قتل اهتز لها الرأي العام بقسنطينة ، وخلال المحاكمة روت الزوجة معاناتها مع زوجها حيث كان يسيء معاملتها يسبّها ويضربها، مؤكدة أنها تطلّقت منه مرتين ، ثم عادت إليه بعدما قسم المنزل مناصفة بينهما، وأضافت الجانية أن زوجها وفي تاريخ الوقائع حاول أن يعتدي عليها بواسطة سكين بعد نشوب شجار بينهما، وأنكرت الزوجة نيتها في قتل زوجها وحاولت اقناع هيئة المحكمة أنها حاولت الدفاع عن نفسها أما البنات الثلاث فلم تنفين مساعدة أمهّن في إخراج الجثة إلى خارج المنزل وبعد المداولات القانونية قضت المحكمة بعقوبة الإعدام في حق المتهمة الزوجة و10 سنوات في حق بناتها .