كشفت جلسة محاكمة المتهمين في قضية السطو على منزل بحي الينابيع بالعاصمة عن نشاط مشبوه في الشقّة رقم 6 ملك لصاحب ملهى ليلي معروف بزالدة ،ويتعلّق الأمر بالمدعو "ب.محمد" في العقد السابع،الأخير تعرّض لعملية إعتداء متبوع بسرقة مبلغ بقيمة سبعة ملايير سنتيم على طريقة المافيا الإيطالية وبتخطيط من إحدى ضحاياه،في قضية أماطت اللثام عن واقع إجتماعي دفع بفتيات للإرتماء في حضن شيخ يقارب الثمانيات وحيل شيطانية يتبعها الأخير لإصطياد ضحاياه وتحويلهن إلى "بنات الليل " . مثل كل من "ط.سيد أحمد"،"ع .وليد "،"ص.عبد السلام "،و"ع . ناريمان "، فضلا عن "و.آسيا" ... شباب في العقد الثاني من العمر أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر ، ليواجهوا تهما جنائية ثقيلة تتمثل في تكوين جماعة أشرار، السرقة بالعنف وظرف الليل والتعدّد والتهديد والضرب والجرح العمدي ، وكل من شاهد المتهمين في القاعة اعتقد أنهم عصابة إجرامية محترفة ،إلاّ أن سيرورة الجلسة كشفت عن وقائع خطيرة لبارون دعارة . بتاريخ الرابع من شهر جوان ،وقرب عمارة بحي الينابيع بالعاصمة خرج شاب من عمارة ينزف دما طالبا من مالك سيارة نقله إلى المستشفى ،إلا أن الأخير فضّل تبليغ مصالح الشرطة التي حضرت فورا إلى عين المكان ،أين وجدت المدعو "ص.عبد السلام" يعاني من نزيف حاد نقل على إثرها إلى مستشفى مصطفى باشا ، ومن خلال التحرّيات الأولية تبين أن الشاب إقتحم شقة بذات العمارة ،إلا أنه لقي مقاومة عنيفة من قبل أحد قاطنيها ما جعله يفّر هاربا ،فيما كانت الأموال المسروقة تسقط منه دون أن يشعر. بعد تلقيه الإسعافات الأولية ،أحيل "ص.عبد السلام " على التحقيق واعترف منذ الوهلة الأولى أنه دخل رفقة شريكيه إلى شقة في العمارة ، أين اعتدوا على مالكها وصديقيه وحاولوا سرقة مبلغ سبعة ملايير سنتيم، إلا أن محاولة السرقة باءت بالفشل ، كما قدّم هوية شريكيه ويتعلق الأخير بالمدعو "ع .وليد " و" ط.سيد احمد" اللذان تم توقيفهما ليعترفا منذ الوهلة الأولى بالأفعال المنسوبة إليهما ، وقدما أمام وكيل الجمهورية الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت إلى غاية عرضهم على المحكمة بعدما تم تكييف الوقائع على أساس جنائي . بعد أزيد من سنة داخل السجن ،حدّدت النيابة يوم الخميس الفارط موعدا لمحاكمة المتهمين في جلسة مثيرة كشفت خبايا قضية بطلها مليادير ومالك ملهى ليلي بزرالدة وفتاتين في العقد الثاني من العمر وجدتا نفسيهما "جاريتين" في بيت الضحية ،قبل أن تخطّطا لسرقة الأموال التي يملكها. الرغبة في الزواج غالبا هي البداية نادى القاضي على المتهم "ع .وليد" لسماع أقواله،فتقدّم وروى بالتفصيل حيثيات الجريمة وهو مطأطأ الرأس مؤكدا أن عشيقته السابقة المدعوة "ع.ناريمان" هي الرأس المدبّر للخطة ، التي انطلقت بعدما طلبت منه الزواج منها عندما انتقلت من العاصمة لتقضي معه بعض الأيام في مدينة بوسعادة ،غير أنه رفض بسبب ظروف المعيشية ،هنا اقترحت عليه ناريمان السطو على منزل شيخ في العقد السابع من العمر مقيم بالعاصمة ،ويحكم عملها عنده كمنظفة وطباخة أكّدت أنه يملك في خزنة بيته مبلغ سبعة ملايير سنتيم ،وهنا لجأ إلى صديقه المقرّب"ص.عبد السلام " ،و" ط.سيد احمد " مسبوق في قضايا السرقة لتنفيذ خطة التي تمت بمساعدة المتهمة ناريمان على حد ّتصريحاته عشيقها السابق ، الذي أفاد أنه وفي ليلة الوقائع اتصّل بها لتحديد مكان تواجد الضحية وأكدت له أنه متواجد في مركز تجاري شرق العاصمة. وكان على أفراد العصابة الترصّد للضحية من أجل الدخول إلى المنزل متفادين عملية الكسر التي قد تثير انتباه الجيران. كلونداري وأحزمة العجلات و أسلحة بيضاء متنوعة لتنفيذ العملية في حدود الساعة التاسعة ونصف ليلا من تاريخ الوقائع ،شاهد المتهمون سيارة من نوع "رونج لوفر" تتوقف في مدخل العمارة ،كانت سيارة الشيخ محمد ولكنه لم يكن وحده بل كان معه صديقه "ذ.سفيان " وصديقته "س. ليندة" اللذان نزلا وصعدا على الشقة ،في الوقت الذي غادر محمد المكان . صعد أفراد العصابة وراء الشخصين المذكورين ولكنهم لم يلحقا بهما عندما فتحا باب الشقة ،وكان عليهم اإانتظار إلى غاية قدوم مالك المنزل ،عندها بقي "ط.سيد احمد"في العمارة ومعه سكين من نوع كلونداري ،وبعد دقائق عاد الشيخ إلى المنزل وصعد معه "ع.وليد"و"ط.اسلام" عبر مصعد العمارة الى غاية الطابق السادس، وبينما هو يفتح باب الشقة خرج الجميع، ووضع "ط.سيد أحمد" السكين على رقبة الضحية ليدخل الجميع إلى الشقة ،وقاموا بتقييد الضحية وصديقه سفيان بحزام مخصّص لعجلات السيارة ، وتحت طائلة التهديد اقتاد وليد الشيخ إلى مكان الخزنة وقام بفتحها، في وقت كلّف عبد السلام وسيد احمد بتجريد الرجل والمرأة من الهواتف النقالة ، مفتاح البيت ومفتاح السيارة . لصّ يذهل بالأموال يتخلى عن الحراسة سعى وليد لإفراغ كل الأموال من الخزنة ولكن الأكياس لم تكفي ، فدلّهم الضحية على حقيبة في الغرفة ،وفي هذه الأثناء خرج عبد السلام من الغرفة تاركا سفيان وليندة بعد أغلق باب الغرفة ،وتوجّه إلى وليد للتأكّد من وجود الأموال، فتفاجأ بالمبلغ وصار يحضر أكياس الفضلات لجمع الأموال ناسيا دوره كحارس ،وفي هذه الأثناء تمكّن سفيان من حل رباطه بمساعدة ليندة التي تمكنت من الفرار واستعانت بالجيران ،ليدخل سفيان وعبد السلام في شجار ، انتهى بإصابة الثاني بجروح ليفّر بعدما ملأ سترته وسروال بالأموال ، غير أن الجيران طاردوه فيما تمكن شريكاه من الفرار ،وتبين ان الشخص الذي طلب منه عبد السلام المساعدة لنقله للمستشفى كان شرطيا بالزي المدني.