لم تكن تتصور السيدة (س.عتيقة) أن الفتى الذي تذكر يوم مولده وهي التي أعطت له اسم حمزة سيأتي اليوم الذي يخون محبتها ويتحول إلى سارق استغل فرصة غيابها عن المنزل هي وزوجها عندما كانا يؤديان صلاة التراويح في شهر رمضان المعظم ويصطحب صديقيه (ف.محمد) و(ط.عزالدين) ويسرق من منزلها تحفا ومجوهرات ومبالغ مالية قدرت حسب الخبرة ب 300 مليون سنتيم، ليلتمس في حقهما الممثل العام الذي وصف العملية بالخيانة عقوبة 7 سنوات سجنا نافذا. وقائع قضية الحال تعود إلى 11 سبتمبر 2008 عندما تقدم السيد (ز.أحمد) إلى مصالح الأمن بالدار البيضاء في حدود الحادية عشر ليلا، ليبلغ عن تعرض منزله إلى السرقة أثناء تواجده خارج المنزل هو وزوجته، حيث كانا يؤديان صلاة التراويح، وعن المسروقات ذكر أن مجوهرات زوجته كلها سرقت، بالإضافة إلى تحف نادرة بالمنزل وكاميرا رقمية ومبلغ من المال، بالإضافة إلى هاتف نقال لزوجته، وكان البلاغ ضد مجهول، فبدأت التحريات بعدها لكشف ملابسات القضية واعتمد رجال الأمن على رقم الهاتف النقال الذي تم انتشاله، وبعد التحريات وبمشاركة مؤسسة ''أوراسكوم تليكوم'' تم التوصل إلى صاحبة الهاتف أو بالأحرى التي سلم لها النقال، ويتعلق الأمر بالمدعوة (ب.إيمان) التي ذكرت أن الهاتف سلم لها بشريحته من قبل خطيبها (ف.محمد)، ليتم القبض على هذا الأخير الذي اتضح أنه يسكن الطابق الأرضي بنفس العمارة التي يسكنها الضحية، ولدى مثوله أمام الضبطية القضائية اعترف بالجرم المنسوب إليه، وذكر أن المدعو (ش.حمزة) هو من اقترح عليه عملية السرقة، بحكم أنه يسكن في الطابق الثاني، وكان الضحية يسكن الطابق الثالث، وبحكم العلاقة التي تجمع العائلتين فقد أكد له أن الضحية ثري وقام ببيع سيارته مؤخرا، وحتما يحتفظ بالمال في الشقة، وهو من أخبره بأن الوقت المناسب هو وقت التراويح لأن الضحية وزوجته تعودا التردد على المسجد، وفعلا تم التخطيط للعملية واستدعيا صديقهما الثالث الذي يسكن في نفس الحي، وهو المدعو (ط.عزالدين) الذي كلف بتعطيل التيار الكهربائي للعمارة حتى يتسنى لهما أخذ أكبر عدد من المسروقات، وأضاف أنهما تقاسما المبلغ، وكذا ثمن التحف والمجوهرات التي تم بيعها في أماكن خارج العاصمة، وبموجب هذه التصريحات تم القبض على بقية المتهمين اللذين اعترفا بالتهم المنسوبة إليهما، إلا أنهم أنكروا جميعا التهم لدى مثولهم أمام قاضي التحقيق، وبنفس الإنكار مثلوا أمام محكمة الجنايات. الضحايا تنازلواعن حقوقهم المدنية وذكروا أنهم رغم الخسائر التي تكبدوها من السرقة إلا أن العلاقة التي تجمعهم بأهالي المتهمين أكبر من أية خسارة، فهم جيران منذ سنوات طويلة، إلا أن ممثل الحق العام التمس في حقهم العقوبة المذكورة سابقا ووصف الحادثة بالخيانة خاصة بعد ما صرح به الضحايا وتنزالهم عن حقوقهم المدنية.