قالت مصادرة حسنة الإطلاح أن حركة النهضة التونسية تعيش حالة احتقان داخلي بسبب خلافات بين مختلف أجنحتها حول السياسة التي ستنتهجها الحركة بعد تشكيل الحكومة التي ستؤول الأغلبية فيها للغنوشي وأتباعه. بوادر الصراع بدأت تظهر من خلال تكتل جديد داخل الحركة, أنشأه المعتقلون القدامى في السجون التونسية الذين يعتبرون أنفسهم أحق بقيادة التنظيم, خاصة بعدما ولّى الغنوشي أتباعه ممن كانوا في الخارج أهم المناصب الحساسة. وتقول نفس المصادر أن النفاق السياسي هو الذي دفع بالغنوشي إلى ترك المتشددين في صفوفه خلف الستار حتى يمنعهم من التعبير عن خطابات متطرفة تجعل المجتمع التونسي والفاعلين في العالم يراجعون حساباتهم فيما يخص الدعم الذي يقدمونه للنهضة غداة فوزها بالإنتخابات التأسيسية في تونس. هذا الموقف جعل المتشددين من حركة النهضة يتعبرون أن نضالهم ومعاناتهم في السجون التونسية من أجل فرض الشريعة الإسلامية ذهبت سدى, ولم يعد لهم مجال يتحركون فيه من خلال الحصار الذي يفرضهم عليهم الغنوشي إعلاميا وكذا التهميش الذي يعانون منه في داخل هياكل الحركة. وكان بعض من هؤلاء قد أعلن صراحة معارضته لسياسية الغنوشي التي يعتبرونها نفاقا لكسب ود الشعب التونسي على حساب التعاليم الإسلامية, وخرجوا إلى الساحة السياسية فأسسوا قوائم حرة دخلوا بها المعترك الإنتخابي. لكن المراقبين يقولون إن من خرجوا لا يمثلون إلا قلة قليلة من التيار المتشدد داخل حركة النهضة التونسية وأن السواد الأعظم مازال متواجدا داخل الهياكل ويتحين الفرص للإنقضاض على قيادة الحركة من خلال إزاحة الغنوشي الذي صار في نظرهم أقرب إلى أمريكا وفرنسا, مبتعدا عن الخط الأصيل للنهضة التي اتخذت من الشريعة الإسلامية منهجا وسلوكا وخطابا. وعليه, فإن الأيام القادمة قد تكون صعبة على الغنوشي الذي صار يتأرجح بين الخطاب الرنان الذي يعجب الغرب وبين الخطاب الداخلي للحركة الداعي إلى تحكيم شعائر الإسلام والكف عن النفاق السياسي الذي يسيء للتنظيم أكثر مما يخدمه مع الغرب. الأقطاب التاريخيين للنهضة
محمد العكروت - اعتقل مرتين من قبل نظام بورڤيبة وزين العابدين ولد محمد العكروت بإحدى قرى مطماطةجنوبتونس، درس تعليمه الثانوي بقابس ثم انقطع عن الدراسة لينخرط في التجارة، التحق بحركة النهضة في بداية السبعينات، دخل العكروت السجن مرتين الأولى سنة 1987 والثانية سنة 1990. للإشارة فإن محمد العكروت تحصل على شهادة البكالوريا بعد خروجه من السجن للمرة الأولى والتحق بكلية الشريعة. الدكتور الصادق شورو - صدر قرار الإعدام ضده سنة 1991 ولد الدكتور الصادق شورو سنة 1952، متحصل على دكتوراه في الكيمياء من كلية العلوم بتونس، عمل كمدرس بكلية الطب سنة 1991، كان عضوا في مجلس الشورى ورئيسا لحركة النهضة سنة 1988، اعتقل سنة 1991 من طرف النظام البائد لزين العابدين بن علي، وحكم عليه بالإعدام من قبل المحكمة العسكرية. الصحبي عتيق - أمضى عقوبة الحبس المؤبد في عديد السجون التونسية مسقط رأسه مطماطة بولاية قابس ولد في 14 أوت 1959، متزوج وله بنت، كان يدرس مادة التربية الإسلامية بحكم أنه خريج كلية الشريعة وأصول الدين بتونس، وكان عضوا بمجلس الشورى لحركة النهضة بباب سعدون، حكم عليه بالمؤبد من طرف المحكمة العسكرية التونسية، لديه مؤلفات عديدة على غرار سلسلة التربية الإسلامية، فضلا عن كونه يساهم بكتاباته في الصحف التونسية المحلية. العجمي الوريمي - طرد من الجامعة التونسية وحكم عليه بالإعدام العجمي الوريمي ولد بسوسة الساحلية سنة 1961، درس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في تونس سنة 1981، تزعم صراع الإسلاميين ضد الماركسيين منذ كان طالبا بالجامعة، فضلا عن معركته التي خاضها ضد السلطة، التحق بكلية الرباط سنة 1985 لإتمام دراسته بعدما طرد من كليته، وبعد عودته اعتقل سنة 1991 وحكم عليه بالسجن المؤبد. حمادي الجبالي - حكم عليه بالسجن مدة 15 سنة حمادي الجبالي إبن سوسة الساحلية وهو مهندس أول في الطاقة الشمسية انظم لصفوف حركة النهضة في بداية الثمانينات، وانتخب رئيسا لها سنة 1982، حوكم أمام المحكمة العسكرية في سنة 1992 وصدر ضده حكم بالسجن 15 سنة سجنا. الحبيب اللوز - فر إلى الجزائر بعد صدور قرار الحبس الغيابي ضده ابن مدينة صفاقس ولد سنة 1953، زاول تعليمه بها ثم التحق بجامعة العلوم الاقتصادية، تخرج الحبيب اللوز سنة 1973 وعمل مقاولا في بداية السبعينات، ويعتبر من الرعيل الأول لحركة النهضة، تولى رئاسة مجلس الشورى ما بين سنتي 1988 حتى 1991 على فترات متقطعة، ثم رئاسة الحركة في شهر جوان 1991 حتى تاريخ إيقافه بعد شهرين من ذلك، فر إلى الجزائر بعدما حكم عليه غيابيا بعشرة سنوات سنة 1981. لطفي السنوسي - سجن عدة مرات آخرها دامت 5 سنوات من مواليد 04 جانفي 1953 بالعاصمة تونس، زاول لطفي السنوسي تعليمه بكل من المعهد الصادقي بتونس والمعهد الفني. درس بكلية العلوم كما اشتغل بوزارة المالية، وتعرض للاعتقال والحبس مرات عديدة آخرها سنة 1992 بعدما نسبت إليه تهم مختلفة، بسبب إلتزامه على تقديم الدروس بالمساجد، على غرار ثلب النظام وتكوين جمعية غير قانونية، بحيث حكم عليه بالحبس لمدة خمس سنوات علما أنه أقيل من منصبه بسبب سوابقه العدلية. أحمد الأبيض - قضى 7 سنوات بالسجون التونسية هو ابن الزريبة الكائنة بولاية زغوان ولد في 05 فيفري 1955، دكتور في الطب العام علما أنه نشط في أواخر السبعينات في أطر حركة الإتجاه الإسلامي، وكان عضوا بمجلس الشورى لحركة النهضة أين اعتقل سنة 1991، وصدر ضده قرار السجن لمدة 21 سنة نافذة من قبل المحكمة العسكرية التونسية. صالح بن عبد الله - دخل السجن في أكثر من مناسبة ولد سنة 1952 بقلعة سنان ولاية الكاف، زاول تعليمه بالكاف وتخرج قاضيا بدائرة المحاسبات سنة 1978،أجرى بن عبد الله تربصا مدة سنة بكل من فرنسا وأمريكا في دائرة المحاسبة. للإشارة فإن صالح بن عبد الله يعتبر من أوائل حركة النهضة، بحيث دخل السجون التونسية مرات عديدة أولها سنة 1981، بعدما حكم عليه بعشرة سنوات سجنا قضى منها ثلاث سنوات، وفي سنة 1987 حكم عليه بخمسة عشرة سنة. عبد الحميد الجلاصي - أدانته المحكمة العسكرية التونسية بالسجن مدى الحياة عبد الحميد الجلاصي إبن نابلالتونسية، من مواليد 1960 التحق بالمدرسة القومية للمهندسين بقابس سنة 1982، وأشراف على فرع الإتجاه الإسلامي في الحركة الطلابية منذ أوت 1988. في بداية التسعينيات انتدب الجلاصي عضوا في المكتب التنفيذي للنهضة، وبعد مرور سنة اعتقل من قبل نظام زين العابدين بن علي، بحيث أصدرت المحكمة العسكرية حكما يقضي بسجنه مدى الحياة. علي العريض - استفاد من العفو الرئاسي بعدما حكم بالإعدام ابن مدينة مدنينجنوبتونس، وخريج مدرسة البحرية التجارية بالساحل التونسي.انخرط علي العريض في صفوف النهضة منذ ثمانينات القرن الماضي كما انه ترأس مجلس الشورى خلال الفترة الممتدة من “1982 إلى 1986”حوكم سنة 1987 بعشر سنوات سجنا غيابيا، ثم حوكم في نفس السنة بالإعدام الذي أسقط عنه بعفو رئاسي سنة 1988ومثل سنة 1992أمام المحكمة العسكرية التي أصدرت عليه حكما بالسجن 15 سنة. دُنْيَال زروق - عقوبة حبسه فاقت الستين سنة مسقط رأس دنيال زروق تونس العاصمة ولد شهر جويلية 1955 من أوائل المنخرطين في صفوف الحركة الإسلامية، زاول تعليمه الجامعي بالجامعة الزيتونية، ثم سافر إلى فرنسا لمتابعة دراساته العليا بالسربون ثم عاد إلى وطنه. اعتقل زروق سنة 1991 حيث حوكم في عدد من المحاكمات فاقت جملتها أكثر من 60 سنة سجنا. لمين الزيدي - أدين بالحبس مدة 12 سنة التحق لمين الزيدي بالجامعة التونسية في بداية الثمانينات وتخرج منها طبيبا قبل أن يعتقل سنة 1991 وحوكم ب 21 سنة سجنا. وكان الزيدي من أبرز القيادات الطلابية الإسلامية في الجامعة التونسية، بحيث ظل يدخل السجون طوال الفترة الممتدة من 1987 إلى 1991.