استغلت فضائية الجزيرة ومن ورائها إمارة قطر الحفل الذي أقيم لتخليد الذكرى 15 لتأسيس القناة، لتكريس حملتها الرامية لزرع الفوضى عبر العالم العربي، لكن هذه المرة من بوابة ثقافية حيث حاولت صنع أسماء جديدة للناقمين على الوضع تحت تسمية »شعراء الحرية« وبالطبع كان للجزائر نصيب من هذه الحملة. ونظمت القناة بمناسبة الذكرى 15 لتأسيسها أمسية شعرية بالتنسيق مع وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية، تحت عنوان شاعر الحرية، والتي تم خلالها الإعلان عن الفائزين في المسابقة التي شارك فيها 750 شخص من كل أرجاء الوطن العربي، اختارت منهم 12 شاعرا اثنان من بينهم جزائريان وهما رابح ظريف وسهام بوقرة، لكن القائمة خلت بطبيعة الحال من الشعراء القطريين وكأن البلاد تطبق النمودج البريطاني في الحرية والديمقراطية. وتأتي هذه الخطوة التي تشرف عليها إمارة قطر عبر واجهة قناة الجزيرة لتؤكد أن هذه الدولة تتحين أي فرصة لفعل كل ما يمكن فعله من أجل زرع الفتنة في أي بلد عربي وصناعة أسماء من ورق لرواد الثورات المسيرة عن بعد من قبل الغرب كما هو الحال في ليبيا وغيرها من الدول. وبدا جليا من خلال التحركات الأخيرة لهذه الإمارة الخليجية أنها تستهدف دولا بعينها بقت في منأى عن موجة الثورات وفي مقدمتها الجزائر، حيث تتوالى التقارير الإعلامية عن مساعي قطر لتمويل قنوات فضائية للقيام بهذا الدور بالوكالة في الجزائر على غرار مع يحدث مع قناتي العصر والمغاربية المملوكتان لأشخاص فارين من العدالة الجزائرية بتهم دعم الإرهاب خلال فترة التسعينيات. وتواجه هذه الحملات القطرية موجة استياء عربيا وبصفة خاصة بالجزائر أين تشهد الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت حملة من الشباب الجزائري للتحذير من هذا الدور المشبوه الذي تلعبه قطر في الوطن العربي، نيابة عن الدول الغربية التي تحركها أطماع السيطرة على ثروات المنطقة وإعادة صياغة شبكة حلفائها بالقضاء على الأنظمة والدول التي ترفض الدخول إلى بيت الطاعة الأمريكي.