علم من مصادر مطلعة أن الباخرة “أم.في.بليدة”، التي أخلي سبيلها أول أمس من قبل القراصنة الصوماليين بعد 11 شهرا من الإحتجاز، ستحل بميناء الجزائر خلال أربعة أيام رفقة طاقمها المتواجد في صحة جيدة حسب ما أكدته وزارة الخارجية، بالمقابل نفى مدير عام “آي بي سي” المجهزة للسفينة دفع أية فدية لقاء إطلاق سراح الرهائن. سيصل البحارة الجزائريون ال 16 إلى ذويهم خلال أيام قليلة فقط بعد أسر عانوا منه طيلة 11 شهرا لدى جماعة قراصنة “قرعاد” الصومالية، وقد علمت “السلام” من مصادر ذات صلة بالملف، أن السفينة الجزائرية المختطفة مطلع جانفي 2011 قد أقلعت من ميناء مومباسا بكينيا في اتجاه ميناء الجزائر تحت حراسة قوات دولية لحمايتها من قرصنة أخرى، وستصل مياه الجزائر في غضون أربعة أيام حسب نفس المصادر، وهذا بعد تزودها بالوقود والمواد الغذائية في عرض البحر من طرف قوات دولية تشرف عليها الأممالمتحدة. من جهتها أكدت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أن السفينة في طريقها إلى الجزائر وأن طاقمها يتواجد في ظروف صحية لا تبعث على القلق حسب عمار بلاني المتحدث باسم وزير الخارجية مراد مدلسي، وأوضح بلاني أن كل الإجراءات اللازمة اتخذت من طرف الدولة الجزائرية من أجل الشروع في أحسن الظروف الممكنة في إعادة الرعايا الجزائريين، مؤكدا أن حالتهم الصحية لا تبعث على القلق، وقال ذات المتحدث إن الجزائر ستبذل قصارى جهودها من أجل أن تتم متابعة مرتكبي عملية القرصنة ومحاكمتهم من طرف الهيئات المختصة. مدير عام” آي بي سي”: الجزائر لم تدفع فدية للقراصنة نفى نصر الدين منصوري، المدير عام لشركة “آي بي سي” المجهزة لباخرة “آم.في البليدة” في تصريح لوكالة الأنباء أول أمس، أنه لم يتم دفع أية فدية للقراصنة لإطلاق سراح البحارة الجزائريين، وأوضح قائلا “لم يتعلق الأمر أبدا بدفع أية فدية لإطلاق سراح الرهائن، فموقف الجزائر في هذا الشأن ثابت ولا رجعة فيه ونحن نطبقه”، وقال منصوري هذا الكلام ردا على معلومات روج لها القراصنة مفادها حصولهم على فدية لقاء إطلاقهم سراح الرهائن، وأثنى المتحدث في سياق متصل على الدور الذي لعبته الجزائر من أجل تحرير السفينة وطاقمها، خاصة وزارة الشؤون الخارجية التي لم تدخر أي جهد لتحرير الرهائن وأبدت استعدادا دائما لذلك على حد قول منصوري، هذا الأخير أكد أنه سيتم إرجاع البحارة الجزائريين خلال الأسبوع المقبل. هذا وكانت السفينة الجزائرية قد تعرضت للقرصنة مطلع شهر جانفي 2011 في عرض البحر قبالة السواحل العمانية، في قرعاد الصومالية، وهي جماعة قراصنة معروفة بنجاحها في كل عملية تقوم بها، وقد كان على متن الباخرة التجارية 27 بحارا اختطفوا كرهائن مقابل فدية، غير أن القراصنة اضطروا في 12 أكتوبر الماضي لإطلاق سراح اثنين من الرهائن لأسباب إنسانية، وكان من بينهما الجزائري توجي المنحدر من مدينة دلس، وتوالت محاولات السلطات الجزائرية لتحرير الرهائن حتى أثمرت بعد 11 شهرا من معاناة البحارة على ظهر السفينة.