أكد نصر الدين منصوري، رئيس شركة ''أي بي سي'' للتجارة البحرية المالكة لباخرة ''أم في بليدة '' المختطفة من قبل قراصنة بداية الأسبوع، أن السلطات في الجزائر لم تتأكد بعد من أن أشخاصا صوماليين هم من يقفون وراء عملية الاختطاف التي تمت بعرض المحيط الهندي، وقال المتحدث في لقاء مقتضب مع الصحافة بمقر الشركة، أمس، إن ''الشيء المؤكد أن عملية الاختطاف لا تحمل أغرضا سياسية''. متوقعا أن يطلب المختطفون أموالا من الجزائر مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين. وأوضح رئيس ''أي بي سي'' وهي أحد فروع ''كنان''، أن المختطفين سيركزون على مسألة التفاوض على مصير الرهائن، أكثر مما تهمهم البضاعة المحملة على السفينة كون ملكيتها تعود للشركة الأردنية ''سي تي أي'' الناشطة في تجارة الإسمنت، وليست ملكا للجزائر. وعن مدى قبول السلطات بمبدأ التفاوض مع المختطفين من منطلق أن الجزائر تجرم منح الفدية والتفاوض مع الجماعات الإرهابية، قال منصوري ''إن هذه المسائل تتم على أعلى مستوى وتتجاوز صلاحيات الشركة''، لكنه أوضح أن المريح في المسألة كونها ليست سياسية وتحمل أغراضا مادية بحتة. وأكد منصوري أن شركته في اتصال مع مجهز السفن الأردني ''سي تي أي''، مشيرا إلى أنه لم يتحصل لحد الآن على أية معلومات حول باخرة الشحن المختطفة والتي ترفع علم الجزائر، لكنه أكد أن الرهائن يتواجدون في حالة صحية جيدة وأنهم لم يتعرضوا لأي اعتداء جسدي من قبل القراصنة، وعن تدخل قوات مكافحة القرصنة التابعة للاتحاد الأوروبي، أوضح منصوري أنه لا يوجد أي اتصال مع هذه الهيئة، مشيرا إلى أن هذه القوة تحمي وترافق فقط السفن التي تحمل مساعدات إنسانية غذائية وهو ما يعني أن السفينة الجزائرية لم تكن مؤمنة. في سياق متصل، أكدت مصادر أخرى من شركة ''أي بي سي''، أن باخرة ''أم في بليدة'' ليست مؤمنة ضد القرصنة، بالموازاة مع ذلك أبدت شركة سيكور استعدادها للتفاوض مع القراصنة الخاطفين ودفع الفدية. وذكرت المصادر ذاتها، أن الباخرة المخطوفة تعدت جزر سوكوترا، ودخلت السواحل الصومالية، مقابل ذلك تواصل خلية الأزمة التي نصبتها وزارة الخارجية في مهمة تجميع المعلومات الخاصة بالباخرة وطاقمها، حيث يجري أيضا البحث في عقد الشراكة الذي تم إبرامه بين شركة ''سي تي أي'' فرعون ومجموعة ''كنان'' ممثلة بفرعها ''أي بي سي''، وأشارت إلى أن باخرة بليدة ليست مؤمنة ضد القرصنة بالرغم من أنها تشتغل في مناطق خطرة. من جهة أخرى، استقبلت أمس الشركة خمسة من عوائل البحارة القاطنين بالعاصمة وبني صاف وتم اطلاعهم على آخر التطورات. كما جرى طمأنتهم على حياة أبنائهم مؤكدين اتخاذ الدولة كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمنهم وعودتهم سالمين إلى ذويهم. فيما نقلت وكالة الأنباء الأوكرانية عن شركة سيكور فرع شركة ''سي تي أي'' فرعون، أنها مستعدة للتفاوض مع القراصنة الصوماليين عن دفع الفدية ولم يتم لحد الآن فتح قنوات الاتصال مع الخاطفين.