يهم الجزائريون عقب أداء صلاة عيد الأضحى المبارك إلى تبادل التهاني ونحر الأضاحي في جو من البهجة والسرور. وتحرص أغلب العائلات على أن تتم هذه الشعيرة في هذا اليوم وسط حضور كل أفراد العائلة حتى تكتمل الفرحة، ويسود التعاون والتآخي في أداء سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام. يقوم بنحر أضحية العيد غالبا كبير العائلة، التي يجتمع أفرادها لرؤية عملية النحر التي يحرص الكل على حضورها والمشاركة فيها حتى الأطفال، وذلك حتى تكتمل نكهة عيد الأضحى المبارك والفوز بثواب ورضا الله تعالى والمحافظة على هذه الشعيرة وتوريثها للأبناء. وتخلو الشوارع من المارة دقائق عقب صلاة العيد، حيث يسارع الكل إلى أضحيته لنحرها في أسرع وقت ممكن وعدم التخلف في ذلك، وتفضل العائلات وخاصة منهم من يقوم بعملية النحر أن يكون أول ما يضعه في فمه خلال هذا اليوم شيء من الأضحية، وينتظر الجزائريون «الكبد» التي تسارع الأمهات إلى تحضيرها وقليها لتكون أول طبق يجتمع عليه أفراد العائلة. ويحرص من يقوم بنحرها على أن تتم العملية وفق الشريعة الإسلامية وذلك حتى قبل شرائها، فلا بد أن تتوفر فيها كل الشروط التي تجعل منها أضحية صحيحة، كما يعمل على إخفاء أدوات النحر حتى لا تراها الأضحية قبل عملية النحر التي يختار لها مكانا ملائما تليق بالأضحية، وهو ما يؤكده لنا بعض المواطنون الذين قاموا بنحر أضاحيهم بالعاصمة. ومن العادات التي لا تفرط فيها أغلب العائلات الجزائرية، تحضير»البوزلوف» وهو رأس الأضحية وأطرافها التي تجتمع عليها النسوة لتحضيرها بطريقة خاصة بعد تنظيفها، ويكون هذا الطبق غالبا عشاء أول ليلة من ليالي عيد الأضحى المبارك. ولا يفرط في جلد الأضحية، خاصة من قبل الأمهات والجدات رغم التقدم الحضاري التي يعرفه المجتمع، حيث يحضر الجلد أو»الهيدورة» من قبلهن بالملح ويترك لمدة زمنية معينة حتى يجف تماما ويستعمل كفرش للجلوس عليه. وعلى خلاف عيد الفطر المبارك، لا تتم زيارة الأقارب في عيد الأضحى المبارك خلال اليوم الأول بشكل كثيف لأن أغلب الوقت يستهلك غالبا في تحضير الأضحية، بل تترك لليوم الثاني الذي يشهد حركة كبيرة تملأ فيه فرحة الأطفال أجواء العيد. وككل فرحة لا تكتمل إلا ببراءة الأطفال وابتساماتهم، لا تتخلف البراءة على متابعة كل مراحل نحر الأضحية وتحضيرها وسط مشاعر تمتزج فيها فرحة العيد وفرحة فراق رفيق ألفوه ولو لأيام قليلة، لكن تخلو هذه البراءة في بعض الأحيان من وعي يتفق في بعض الأحيان ووعي الكبار.