تسعى تعاونية ألمين باي للصناعة التقليدية لولاية تمنراست ورغم الظروف غير المشجعة التي ينشط فيها أعضاؤها إلى الحفاظ وترقية جانب من التراث الحرفي الذي تشتهر به منطقة الأهقار. وتركز هذه التعاونية الحرفية التي تعد أول تعاونية للصناعة التقليدية بالمنطقة حيث أنشئت سنة 1974 من قبل مؤسستها ألمين باي على صناعة الحلي التقليدية التي يشتهر بها سكان هذه المنطقة من أقصى الجنوب الكبير وتعمل على ترسيخ هذا النوع من النشاط الحرفي التقليدي على الرغم من الظروف التي ربما لا تدفع بالكثير من الحرفيين المهتمين بالصناعة التقليدية, بالتشبت بهذا التراث المادي سيما بعد تدني فرص ترويجه. وأكد نجل مؤسس التعاونية ألمين محمد بن باي. ويقع مقر هذه التعاونية بحي تهقارت الغربية بعاصمة الأهقار, حيث يمارس عدد من الحرفيين المنخرطين فيها بعزم وباستعمال عتاد بسيط في صناعة بعض المنتوجات التقليدية التي يعتبرونها جزءا أساسيا من التراث المحلي الذي يرمز إلى هوية سكان الأهڤار على غرار بعض أصناف الحلي التقليدية من بينها الخميسة الفضية (قلادات) والخواتم وقطع من الأساور الفضية من مختلف الأصناف والأحجام والتي لا زالت تتزين بها المرأة الترڤية. كما تنتج التعاونية بعض المنتجات الجلدية ومن بينها الخيم الصحراوية والزرابي التقليدية المصنوعة من الجلد والتي تستعمل لتزيين الخيم حيث تمزج خيوطها الجلدية بمادة الحلفاء وتعرف محليا باسم (أسبار) وقرب الماء وسروج الجمال وحقائب جلدية التي تحتاج اليها النسوة والعروس لحفظ أغراض الزينة ولوازمها وغيرها من المنتجات الجلدية الأخرى. وقد كانت الفرصة للتعاونية حسب ذات المصدر أن شاركت في العديد من التظاهرات ومعارض الصناعات التقليدية على المستوى الوطني والدولي حيث قامت بتمثيل الصناعة التقليدية الجزائرية الأصيلة في كثير من المعارض التي أقيمت في دول أوروبية, حيث كانت آخر مشاركة لها سنة 2008 بطوكيو حيث حظي جناحها بإقبال كبيرمن طرف الجمهور الياباني الذي تهافت على اقتناء نماذج من المنتجات التقليدية التي أبدعت فيها أنامل حرفيي التعاونية. وبالمناسبة يرى أمين محمد بن باي أن رواج الصناعة التقليدية بالمنطقة قد عرف تراجعا ملموسا خلال السنوات الأخيرة لعدة عوامل ولعل من أبرزها ما تتعرض له الصناعة التقليدية المحلية من منافسة قوية لمنتجات الصناعة التقليدية للدول الإفريقية المجاورة, على الرغم من أنها منتجات ذات جودة متواضعة مقارنة بالمنتجات التقليدية المحلية التي تتميز بجودة ومواصفات إبداعية ممتازة. ومن بين المعيقات التي تواجه أعضاء التعاونية أيضا حسب نفس المصدر عدم ملاءمة المواد الأولية الممنوحة لحرفيي التعاونية من حيث الجودة وهم يحبذون الاستفادة من مبالغ الدعم من أجل اقتناء المعدات والمواد الأولية ذات الجودة العالية بما يضمن لهم المزيد من الحرص لصناعة منتجات تقليدية ذات جودة.وعليه كما يؤكد ذات المتحدث فإن هذه الوضعية تتطلب التفاتة قوية من الجهات المعنية بقطاع السياحة والصناعة التقليدية من أجل حماية هذا الصنف من المنتجات التقليدية المحلية التي تعد تراثا ماديا يحمل عناصر الهوية, وتمكين هذا الصنف من الصناعة التقليدية من فرص أفضل للترويج ذلك أن هذه الحرف بإمكانها أن تساهم في ترقية الاقتصاد المحلي وتوفير مناصب شغل. وتحصي تعاونية ألمين باي للصناعة التقليدية لولاية تمنراست حاليا ما يقرب من 30 حرفيا من النساء والرجال ويسهر القائمون عليها على إدماج عنصر الشباب لتعلم حرفة الأجداد, كما أكد السيد ألمين محمد بن باي.