قرية "الشيخ بوعمامة" .. قبلة الزوار أثناء العطل وتشتهر هذه القرية بصناعة الفخار و الخزف، التي تحتل بها المرتبة الثانية بعد صناعة منتوجات سعف النخيل والقشاشيب الصوفية. وتباع الأواني الفخارية داخل أزقة القصر العتيق وسوق القرية المحاذي للطريق المؤدي إلى بلدية مغرار، أو عن طريق الباعة المتجولين. ورغم هذا الإقبال الذي تلقاه مصنوعات الفخار التقليدي المحلي، إلا أن المشتغلين في هذا النشاط يعيشون مشاكل مرتبطة بنشاطهم حسب رئيس جمعية "الأصالة لترقية الحرف التقليدية"، خاصة وأنّ هذه المهنة القديمة تعد مصدر رزق لكثير من العائلات الريفية. ويشتغل أفراد هذه العائلات في مهام مختلفة تتعلق بهذا النوع التقليدي من الحرف، فمنهم فئة مختصة في جمع المادة الأولية يجلبونها من روافد وتلال الطين الأحمر المتراكمة ب "وادي حجاج" بالمنطقة. ومنهم الحرفيون الذين يتقنون تصميم وقولبة التحف والأواني وآخرون يتولون عمليات الرسم على الفخار وتزيين التحف المصنوعة. ويشكو الحرفيون بمنطقتي "مغرار" و"تيوت" من صعوبة الحصول على قروض بدون فوائد لاقتناء بعض اللوازم الضرورية لمنتوجات الخزف التقليدي ك "الأفران"، بالإضافة إلى نقص وسائل النقل الضرورية لجلب المواد الأولية التي تتواجد في مواقع يصعب الوصول إليها وإلى الرسوم التي تفرض عليهم في إطار رخص استخراج الطين المحلي من الأودية. وحول هذه الانشغالات علم من ملحقة الغرفة الجهوية للصناعات التقليدية بالنعامة، أنّ الحرفيين الذين قاموا بإعادة التسجيل في إطار تحيين البطاقية الولائية وإحصاء ممارسي المهن اليدوية، قد برمج إدماجهم في إطار 184 إعانة، شرع صندوق دعم وترقية نشاطات الصناعة التقليدية في توزيعها خلال الثلاثي الأخير من السنة الماضية، وذلك بغرض توفير تجهيزات وقروض لاقتناء مواد أولية وأدوات الإنتاج للنهوض بعدة تخصصات حرفية، منها صناعة الخزف لما لها من رواج واسع ومكانة لدى القرويين بقصور الواحات والمنخفضات الوديانية. وقال مسؤول فرع جهاز القرض المصغر بالولاية أنّ هذه الهيئة لم تتلق سوى 5 ملفات صودق عليها تخص نشاط إنتاج عدة أصناف من التحف الفنية، بما في ذلك صناعة الفخار هي قيد الدراسة لجانب الجدوى الاقتصادية على مستوى الوكالات البنكية. كما أفادت مديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية من جانبها، أنّ قطاع الحرف والصناعات التقليدية عموما تدعم مؤخرا بتوزيع 340 محل موجه للاستعمال، المهني وضعت تحت تصرف البطالين لاحتضان أنشطة الصناعات اليدوية المختلفة وإثراء المنتوج التقليدي وحمايته من الاندثار.ومن شأن ذلك يضيف المصدر ذاته، أن يساهم بشكل ملموس في ترقية النشاط الحرفي، غير أنّ الديون الضريبية المتراكمة على بعض الحرفيين حرمتهم من تجديد ملفاتهم ومزاولتهم لأنشطتهم مجددا، مما حال دون اندماجهم في الإجراءات التمويلية التي تتيح إنشاء مؤسسات مصغرة، وساعد هذا الوضع على تباطؤ وتيرة مشاركة وتجاوب الجمعيات الحرفية مع عملية إعادة التسجيل. وفي انتظار تذليل هذه الصعوبات يسعى حرفيو المنطقة، من خلال شتى المبادرات إلى الحفاظ على هذه المنتوجات ومواصلة صناعة هذه التحف التقليدية. وقد انتظم هؤلاء الحرفون في جمعيات مهنية وتعاونيات حرفية، منها جمعيات"وادي الصم للحرفيين القدامي" و"فرسان الهضاب للحرف التقليدية" و"جمعية "تنانت" لحرفيي القصر القديم". ومن المهنيين الحريصين على المحافظة على هذه الصناعة التقليدية، هناك حرفي شاب من منطقة "مغرار". وهو أحد خريجي معهد الفنون الجميلة، والذي تجلب منتوجاته انتباه كل من يقتني آنية خزفية من عنده تحمل توقيعه. وقد أنشأ هذا الشاب، الذي تتلمذ على أيدي أساتذة ومكونين في فن الخزف ورشته الخاصة، وتعاقد مع أحد مركز التكوين المهني ب "عين الصفراء" لفتح فرع متخصص في شعبة صناعة الفخار، لتوسيع وتطوير أنشطة هذا النوع من الحرف، باعتبار هذه الصناعة التقليدية تراثا حضاريا يجب الحفاظ عليه.