حذّرت، لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، من خطورة الوضع الاجتماعي الذي وصفته ب"المتردي"، خاصة في الجنوب، وتطور أساليب الاحتجاج إلى تخييط الأفواه وتقطيع الأجساد -في سابقة أولى من نوعها بالبلاد-، معتبرة ذلك من بوادر انفجار اجتماعي مرتقب، كما لم تستبعد انتقال العدوى إلى ولايات أخرى في حال استمر تجاهل السلطات لمثل هذه التصرفات. دقت حنون في تجمع لمناضلي حزبها في ميلة بدار الثقافة مبارك الميلي ناقوس الخطر، ودعت السلطات العليا في البلاد إلى التدخل لإيجاد الحلول المناسبة، لوضع حد لما وصفته ب"الضيق الاجتماعي"، بعدما أكدت أنّ التقشف ليس حتمية على الشعب الجزائري. كما دعت زعيمة حزب العمال السلطات العليا في البلاد إلى اتخاذ قرار جريئ وشجاع لفض اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر وكذا بين الجزائر ومنطقة التبادل الحر العربية، بعدما ثمّنت قرار إلغاء الجزائر للإعفاءات الجمركية عليهما، وقالت "إن مثل هكذا قرارات ستنقذ البلاد من أزمة حقيقية وتعيد للخزينة العمومية ما قيمته مليار و500 مليون أورو التي كانت تخسرها جراء اتفاق الشراكة الجائر والمجحف في حق الاقتصاد الوطني". هذا وانتقدت المتحدثة بالمناسبة تغلغل المال الوسخ في العمل السياسي والمؤسسات، "ما بات يهدد كيان الأمة ويقضي على الطبقة المتوسطة"، كما حذرت من افتراس المال العام والعقار والممتلكات العمومية وتهريب العملة الصعبة، تحت عنوان الاستثمار، وطالبت بتحصيل الإعفاءات الضريبية للخواص "المفترسين المعروفين"، والتي قدرتها ب 90 مليار دينار، وشددت على ضرورة استعادة أموال الجزائر التي هي ديون على صندوق النقد الدولي والمقدرة ب5 مليار دولار وتحصيل 490 مليار قيمة التهرب الجبائي. كما اغتنمت حنون الفرصة وردّت على ما أسمته ب"محاولات تكسير الحزب من قبل زمرة ما فياوية"، وأكدت أن الرد سيكون قويا من خلال الندوة الوطنية التي ستعقد قريبا.