يعرف المتعاملان للهاتف النقال "أوريدو" و" موبيليس"، تذبذبا في ضمان التغطية الخاصة بشبكة الهاتف النقال وكذا الجيل الثالث منذ أيام، مع تدني في مستوي الخدمة المقدمة في العديد من المناطق عبر الوطن، بعد تعثر وسوء الخدمات التي تقدمها شركة "أريكسون" المختصة في ضمان الصيانة والدعم الفني والتقني للمتعاملين "أوريدو" و"موبليس". حيث ذكرت مصادر متطابقة من قطاع الاتصال، أن عمال شركة "إريكسون" قد دخلوا في شبه إضراب عن العمل غير معلن في الأيام القليلة الماضية، وذلك من خلال اعتمادهم على طريقة اللجوء إلى تقديم عطل مرضية للتوقف عن العمل من جهة كوسيلة للضغط بإيقاف عمل الشركة والتعبير عن استيائهم من الأوضاع المهنية المزرية التي يتخبطون فيها من جهة أخرى، الأمر الذي انعكس سلبا علي مردود المصلحة المكلفة بالصيانة والدعم الفني والتقني بشركة "أريسكون"، والتي تضمن دعم تغطية شبكة الهاتف النقال والجيل الثالث لكل من "اوريدو " وموبيليس". الحيلة هاته التي لجأ إليها عمال "إيريكسون " والتي تضيف ذات المصادر أنها ستشمل باقي المصالح، خلال أيام قبل الدخول في إضراب معلن الأيام القليلة المقبلة كانت السبب في تضرر خدمة الجيل الثالث لدى المتعاملين للهاتف النقال " أوريدو" و"موبيليس"، رغم أن هذا الإضراب المقنع لم يدم إلا ثلاثة أيام لدى بعض العمال. ومن جهتها، ذكرت بعض المصادر أن المتعاملين للهاتف النقال "أوريدو" و"موبليس" عبرا عن استيائهما كثيرا من الخدمة التي تقدمها شركة إيريكسون، ومن هذا الوضع الذي تسبب في تذبذب الخدمة لدى المتعاملين وتذمرا وسط الزبائن من سوء ضمان التغطية سواء الاتصال عبر الهاتف أو خدمة الجيل الثالث. تعدان من أبرز المتعاملين لشركة "أوريدو" استحواذ "هواوي" و "زاد . تي .أو" على تكنولوجيات الاتصال يهدد الأمن المعلوماتي في الجزائر تحكّم الشركتان الصينيتان هواوي و زاد . تي .أو بسط قبضتهما على سوق تكنولوجيات الاتصال في الجزائر، جعل منهما عصا طاعة تسلط على كل من تخول له نفسه معارضة سياستهما في فرض أمر الواقع علي الدول وكذا الشركات المتخصصة في مجال تكنولوجية الاتصال بعد أن أصبحتا تعدّان من أبزر المتعاملين الدوليين للشركات العمومية والخاصة في المجال التكنولوجي الرقمي للهاتف الثابت والانترنت وكذلك الهاتف النقال، وهذا عن طريق تزويدها بالعتاد الإلكتروني الرقمي فضلا على الاتفاقيات المفخخة التي تجمع بينه الشركتين وبين متعامل الهاتف النقال "أوريدو". ورغم اعتماد اتصالات الجزائر على قانون الصفقات العمومية في اختيار متعامليها، إلا أن "هواوي" و"زاد .تي .أو" تحتكران المشاريع في كل مرّة في ظل منافسة من قبل" اريكسون" و"نوكيا "، الأمر الذي قد يرهن مستقبل الشركات الوطنية في حال انسحاب الشركتين الصينيتين من الجزائر أو وقوع منازعات بينهما، كما أن استفراد الصينيين بتجهيزها بتقنيتي الجيل الثالث والرابع، يضع المتعاملين الجزائريين وعلى رأسهم " أوريدو " أمام خطر يتعلق بالأمن المعلوماتي. وفي السياق، يرى المختصون أن الشركتين الصينيتين تتجسّسان على الدول المغاربية في إطار الصفقات التي تحصل عليها، حيث استحوذت المجموعة الصينية المتخصصة في تزويد شركات الاتصالات حول العالم بتكنولوجيات الاتصال على سوق الجيل الرابع بالكامل في دول مغاربية، بعدما أحكمت قبضتها على الجيل الثالث. وسبق لإتصالات الجزائر أن تكبدت خسائر كبيرة في جانفي من سنة 2014 إثر احتراق بطاقة نظام الجيل الرابع، بعد سلسلة من تجارب لشبكة أل. تي .أو تمت بمقر الشركة بوادي السمار الذي كان من المزمع أن يكون فرع اتصالات الجزائر بتسمية الجيل الرابع، وكلفت بطاقة النظام خسائر بقيمة 30 مليون دولار. وجاء قرار شركة اتصالات الجزائر لتركيب أول شبكة في الجزائر تعتمد على تكنولوجيا الجيل الرابع بعدما أطلقت مناقصة لاختيار المتعامل الذي يرافقها لتركيب الشبكة التي تعتبر أسرع شبكة للبيانات في الجزائر، ووقع الاختيار على كل من هواوي وزاد. تي أو وايريكسون لتركيب شبكة الجيل الرابع التي تتكوّن من مجموعة من التقنيات والمواصفات التي توفر سعات غير مسبوقة لنقل البيانات، وتم إصدار مواصفات ومعايير لهذه التقنية ليبدأ مصنعو الهواتف المتنقلة في بناء أجهزة حديثة قادرة على التعامل مع الجيل الرابع وما بعده. وجاء فوز الشركتين المذكورتين بصفقات في الجزائر رغم إدانتها من قبل القضاء الجزائري سنة 2012 بمنعها من المشاركة في الصفقات العمومية لمدة عامين بتهمة الرشوة. ويعرف أن المؤسستين الصينيتين "هواوي" و"زاد .تي .أو" ظهرتا في الجزائر سنة 2002 واتبعتا سياسية خاصة للإفتكاك مشاريع مع مؤسسة اتصالات الجزائر، حيث تم استغلال مسيروها السابقين بحنكة علاقتهم مع الإطار بوخاري محمد المكلّف بالدراسات والتلخيص سابقا بمؤسسة اتصالات الجزائر ومستشار إعلامي سابق بوزارة البريد والإتصالات في عهدة الوزير الراحل محمد مغلاوي. ومن بنود الاتفاق بين الإطار المذكور في إطار شركتيه الاستشاريتين ضرورة التزامه بمساعدة الشركتين الصينيين على ربح المشاريع وتزوديهما بالمعلومات الخاصة بالزبون وصناع القرار في الجزائر ووضعية المنافسين. للتذكير، فإن التحقيق في قضية اتصالات الجزائر انطلق بناء على معلومات وردت إلى مكتب التحقيقات بتاريخ السادس من شهر جانفي سنة 2011 تؤكد استفادة المتهم بوخاري محمد بصفته إطار بمؤسسة اتصالات الجزائر من رشاوى من الشركتين الصينيتين "هواوي" و"زاد. تي .او "بقيمة 10 مليون دولار خلال الفترة ما بين 2003 و2006 مقابل حصول الشركتين على صفقات مهمة في مجال الهاتف النقال والإنترنيت في الجزائر. نسق نشاطها لم يرض الشركة الأم القطرية التي صنفتها في مراتب دنيا عالميا تراجع قيمة الدينار يعصف بأرباح "أوريدو" الجزائر إحتلت "أوريدو" الجزائر مراتب دنيا في التقرير السنوي للشركة الأم القطرية من حيث حجم الأرباح، بحكم تأثر إجمالي دخلها السنوي بتراجع قيمة الدينار الجزائري مقارنة بباقي العملات العالمية بسبب تراجع أسعار النفط في السوق العالمية. أوضح التقرير السنوي للشركة الأم القطرية "أوريدو"الخاص بعام 2015 في شقه المتعلق بواقع نشاط الأسواق العالمية الموزعة فيها وحداته، أن "أوريدو" الجزائر تلقى ضربة موجعة بفقدانه حوالي 42 بالمائة من أرباحه العام المنصرم، ما إنعكس سلبا على مداخيل الشركة الأم، وذلك بسبب تراجع العملة الجزائرية في بورصة النقد العالمية، بحكم فقدانها 12 بالمائة من قيمتها خلال السنة الأخيرة، هذا علما أن شركة "أوريدو" حققت أرباحا صافية بلغت 89.2 مليون دولار سنة 2015 مقابل قرابة ضعف المبلغ سنة 2014. في السياق ذاته، أبرز ذات التقرير الذي تحوز "السلام" نسخة منه تأثر الأرباح الصافية للمساهمين بالخسائر المسجلة في سوق العملات الأجنبية خاصة في الجزائر وبأسعار التحويل غير المواتية للدينار الجزائري الذي فقد الكثير من قيمته بسبب التداعيات السلبية للأزمة النفطية على الإقتصاد الوطني. هذا وتأثّرت أرباح "أوريدو" بفقدان سعر صرف الدينار رسميا أكثر من 30 في المائة من قيمته خلال الثلاث سنوات الأخيرة 12 بالمائة منها في 2015 ، حيث كان يقدّر سعر الصرف على مستوى البنوك ب 78.38 دينارا لكلّ دولار في 2013 ، وبلغ نهاية 2015 ما قيمته 98.6 دينارا لكل دولار، وقدّر في شهر جانفي الماضي ب 107.4 دينار لكلّ دولار، بينما قدّر بالنّسبة للأورو ب 105 44 دينار لكلّ أورو في 2013 لينتقل مع نهاية سنة 2015 إلى 109.8 دينار لكلّ أورو، ويبلغ في جانفي المنصرم 117.03 دينار لكلّ وحدة للعملة الأوروبية الموحّدة. هذا وقال رئيس مجلس إدارة شركة "أوريدو" سعود بن ناصر آل ثاني، في تصريحات سابقة حول عمليات الشركة في الجزائر إن قيمة الدينار الجزائري انخفضت بنسبة 12 في المائة مقارنة بعام 2014 ، وهو ما أثّر بشكل كبير على النتائج بالريال القطري لهذا تراجعت الإيرادات في 2015. واقع حال جعل الشركة الأم القطرية تصنف "أوريدو" الجزائر في مراتب متأخرة ضمن قائمة دول العالم من حيث وتيرة النشاط وحجم الأرباح المحققة، حيث تفوقت فقد على تونس وأندونيسا. للإشارة، يبلغ عدد مشتركي المتعامل "أوريدو"13 مليون مشترك حسب آخر حصيلة أوردتها دائرة العلاقات العامّة والإعلام ل "أوريدو الجزائر"، ممّا يجعلها تحتلّ المرتبة الثالثة في سوق الهاتف النقّال بالجزائر، بعد كل من "جازي" و"موبيليس". و تبعا لتقرير الشركة الأم فقد سجّلت "أوريدو" خسائر بلغت 1.44 مليون ريال قطري في الربع الرابع من العام الماضي مقابل خسارة 20 ألف ريال قطري في الربع الأخير من 2014، ويعود سبب هبوط صافي الأرباح في 2015 إلى تأثّره بتحرّكات العملة السلبية في الجزائروتونس أيضا وخسائر صرف العملات الأجنبية، وخسارة انخفاض قيمة الاستثمار.