أبدى سكان حي »كازناف« التابع إقليميا لبلدية «جسر قسنطينة» ذمرهم واستياءهم الشديدين من الوضيعة المزرية إلي يتخبطون فيها منذ سنوات طويلة، وهذا راجع لافتقارهم لأدنى متطلبات المعيشة البسيطة، هذا ما دفعهم إلى مرسلة الوالي من أجل التدخل العاجل لوضع حل سريع يقضي على التخلص من هده المشاكل التي أصبحت لا تطاق على حد تعبيرهم. وفي نفس السياق طالب رئيس جمعية «الكازناف» سراح لعريبي في لقائه مع جريد السلام من السلطات المحلية، فالإسراع باتخاذ الإجراءات الكفيلة لرفع الغبن عن مواطني الحي، وإحداث تنمية على مستواه، وإعطائه فرصة كغيره من الأحياء لتغيير الواقع المعاش نحو الأفضل، ومن خلال هذه المراسلة والتي تحصلت جريدة السلام اليوم على نسخة منها، تحدث السكان عن حيهم الذي يعود إلى عهد الاستعمار وبالضبط في عشرينيات القرن الماضي، فهو لايزال على نفس الحال منذ تلك الفترة. وفي ذات السياق، أشار نفس المتحدث أنه وبالرغم من التنمية التي جاءت بعدها ومست كل مناطق الوطن بما فيها بلدية «جسر قسنطينة» في مختلف الميادين، إلا أن هذا الحي لايزال يعاني ويتخبط في مشاكل التخلف وانعدام المرافق الضرورية. وقد أكد رئيس جمعية الحي أن سكان الحي قد سبق لهم وأن تحصلوا على قطع أرضية لبناء سكنات وذلك منذ 1990، وهذه الأخيرة لم تكن مهيأة ومجهزة للبناء بما يلزمها من شبكات الصرف الصحي، وكذا الربط بشبكة المياه الصالحة للشرب، ولا حتى شق الطرقات، ومنذ ذلك الحين وسكان الحي يحاولون جاهدين تغيير هذا الواقع المرير تارة بإمكانياتهم الخاصة من جهة، ومن جهة أخرى يلجأون إلى السلطات المحلية، ولكن دون جدوى –حسبهم- فلم تجد نداءاتهم صدى لدى السلطات، حيث أن الوضع لايزال على حاله، فلحد الآن -يضيف المتحدث- يوجد بعض السكان لايزالون يستعملون الحفر لصرف المياه القذرة، وحتى القنوات التي تم تزويد بعض المنازل بها فقد تعرضت للتلف نظرا لعدم جودتها ولم يتم إصلاحها لحد الآن رغم الشكاوى المتكررة التي رفعها السكان للسلطات البلدية، أما عن الطرقات فحدث ولا حرج، فالبعض لا يمكنهم الوصول إلى منازلهم إلا بشق الأنفس نتيجة الحالة الكارثية التي تشهدها الطرقات، والتي بالفعل يستحيل المشي فيها نظرا للاهتراء الكبير الذي هي عليه. من جانب آخر، استاء المواطنون من المشروع الذي اطلقته البلدية ولم يتم متابعته لأسباب يجهلونها، والمتعلق بنقطة دائرية لتسهيل المرور وتزيين الحي التي بقيت نصف التجهيز، حيث توقفت به الأشغال منذ سبعة أشهر. أما عن البيوت القصديرية والبالغ عددها 127 مسكن بحي «الكازناف»، فإنها لم تستفد من المرافق الممنوحة في إطار مشروع رئيس الجمهورية والقاضي بتهيئة هذه السكنات وتزويدها بالمرافق الضرورية من شبكات الصرف الصحي، وشق الطرقات أين يتهم السكان البلدية بالتقصير في حقهم، ولم تقم بأي مبادرة في هذا الشأن تجاه قاطني هذه السكنات. كما أضاف نفس المصدر أن المشاكل بالحي لم تنته عند هذا الحد، حيث أن تمركز تجار الجملة بالحي وتواجد أصحاب العربات من مختلف الأحجام للتموين يزيد من تفاقم المشكل، حيث يتسببون حسب المتحدثين في فوضى عارمة تحول دون تنقل السكان بسهولة، وما يقلق المقيمين بالقرب من هذه المحلات، هو عدم اكتراث أصحاب هذه الأخيرة برمي النفايات في كل مكان، مما أدى إلى انسداد قنوات الصرف الصحي والبالوعات المنتشرة بمختلف مسالك الحي. ويطرح السكان من جانب آخر، تموقع محلات أخرى بمفترق الطرق المؤدي إلى عين النعجة، القبة وبراقي، الوضعية أدت إلى عرقلة سير العربات بأنواعها وتنقل الراجلين، وهو ما يسبب شجارات يومية، خاصة بين السائقين، وفي أحيان كثيرة يلجأ هؤلاء إلى تنظيم حركة المرور لفك الخناق وتجنب ما لا تحمد عقباه، ليتحول الحي الى نقطة سوداء، مما يستدعي التدخل العاجل للمصالح المعنية. والغريب في الأمر -يضيف السكان ل»السلام اليوم»- أن طلبات المواطنين المعنيين لا تعرف أي صدى من طرف المسؤولين، حيث بقيت حبرا على ورق، وفي هذا الصدد يطالب المواطنين السلطات المحلية بوضع حل جذري للقضاء على هذا المشكل.