أعلن الأستاذة المُتعاقدون أمس، أنهم سيشرعون في إضراب وطني عن العمل من المنتظر أن يعرف استجابة واسعة،موضحين أنهم لن يتراجعوا عن القرار إلى حين إدماجهم في مناصب عمل قارة مباشرة دون المرور على مسابقات التوظيف. وقال الأساتذة المتعاقدون، أنهم سيدخلون في إضراب عن العمل بدءا من اليوم الذي يتزامن مع عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة ونهاية عطلة الربيع، ومن المنتظر أن تكون استجابة الأساتذة المتعاقدين للإضراب واسعة على المستوى الوطني. كما أبرز ايدير عاشور، الناطق الرسمي باسم ثانويات الجزائر، في اتصال هاتفي مع "السلام"، أن الأساتذة المتعاقدين سيشرعون في إضراب عن العمل، وستكون الاستجابة واسعة على المستوى الوطني، مذكرا أن عددهم لحد اللحظة وصل إلى حوالي ثلاثة ألاف، وأوضح أنهم لن يعودوا إلى قاعات التدريس حتى تستجيب الوزارة لمطلبهم، مشيدا في نفس الوقت بتضامن المواطنين معهم وإمدادهم بمختلف المساعدات من أغطية وأفرشة إلى غير ذلك من المستلزمات الضرورية. الأساتذة المتعاقدون المنظمون لمسيرة الكرامة نحو العاصمة، وبعد مرورهم على مدينة الشرفة وبشلول على مسافة 25 كلم، والبويرة القادرية، وصلوا صباح أمس إلى مدينة الأخضرية، ومن المرتقب أن يقضوا الليلة في مدينة بني عمران، في انتظار أن يكملوا مسيرتهم إلى بومرداس باتجاه مديرية التربية للولاية، ولقد حافظ الأساتذة على نفس الشعارات التي رفعوها منذ البداية، والتي لم يبق لها سوى 70 كلم للوصول إلى العاصمة. للإشارة فالمسيرة جاءت بعد إعلان وزارة التربية الوطنية، الانتقال من المسابقة على أساس الشهادة إلى المسابقة الكتابية قبل التوظيف. من جانبه، دعا المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية "كنابست"، السلطات العليا إلى التدخل العاجل وإنصاف فئة الأستاذة المتعاقدين، من خلال اتخاذ قرار سياسي يقضي بإدماجهم وتوظيفهم مباشرة من خلال تثمين الخبرة المكتسبة، وألّح في بيان له تحوز "السلام" نسخة منه، على ضرورة حماية الأساتذة المتعاقدين وعدم السماح لأي طرف بالمساس بقيمة مربي الأجيال ومكانته في المجتمع، وجدد دعمه المطلق والصريح واللامشروط للأساتذة المتعاقدين. هذا وذكر المصدر ذاته أن النقابة، تتابع عن كثب وباهتمام كبير ومسؤول حركة الأساتذة المتعاقدين وموقفهم من الإجراءات الجديدة التي تم اتخاذها من طرف القائمين على وزارة التربية الوطنية، والمتعلقة بتغيير نمط مسابقات التوظيف للالتحاق بسلك الأساتذة من مسابقة التوظيف على أساس الشهادة إلى المسابقة الكتابية على أساس الاختبارات، الأمر الذي وصفته بمثابة الرهن والإقصاء لأولوية التوظيف بعدم اعتماد تثمين الأقدمية والخبرة المهنية لعشرات الآلاف من الأساتذة المتعاقدين الذين افنوا سنوات في خدمة المدرسة الجزائرية. في السياق ذاته اعتبر "الكنابست"، أن توظيفهم في مناصب شاغرة خلال سنوات دون الاستفادة من ترخيصات الوظيفة العمومية والتعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في 04 ماي 2014 والتي تنص على أن التوظيف المباشر يكون باللجوء إلى استغلال القائمة الاحتياطية وفقا للتعليمة رقم 01 المؤرخة في 20 أفريل 2013 المتعلقة بتطبيق أحكام المرسوم التنفيذي رقم 12-194 المؤرخ في 25 أفريل 2012 إجحافا في حقهم. من جانبها طالبت النقابة الوطنية لعمال التربية "أسانتيو" الوزير الأول عبد المالك سلال، بالتدخل العاجل لإنصاف الأساتذة المتعاقدين وإدماجهم وفق متطلبات واحتياجات القطاع وتأجيل مسابقة التوظيف وتكييفها ومتطلبات المدرسة الجزائرية، واعتبرت النقابة في بيان لها أمس أن اللجوء إلى الاختبارات الكتابية حالة استثنائية مخالفة للقوانين والمراسيم بالخصوص في التعليم الإبتدائي. كما حمّلت "أسانتيو" بن غبريط، مسؤولية هذه الأزمة المفتعلة وأدانت بشدة هذه التجاوزات المخالفة للقانون، وفي مقدمتها اللجوء إلى اختبارات كتابية وتجاهل المناشير التي تثمن الخبرة وأقدمية الشهادة، مستنكرة سياسة القمع والضغوطات التي مارسها مديرو التربية على المتعاقدين والمتمثلة في التوقيف دون دفع مستحقات وهذا إثر مشاركتهم في الحركات الاحتجاجية الأخيرة.