تتميز ولاية عين الدفلى بطابع جغرافي يغلب عليه تواجد المناطق الجبلية والسهبية التي تحتل مساحة إجمالية قدرها 3000 كلم مربع, والتي تمثل 73بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية, كما نجد بلديات كثيرة تقع محاذية للمناطق الجبلية والتي هي معرضة لإخطار فيضانات, كعين الدفلى, مليانة, خميس مليانة, العطاف, العبادية, سيدي لخضر, بن علال, بومدفع, عين التركي وجندل. كما تعتبر ولاية عين الدفلى واحدة من أكثر ولايات غرب البلاد غنى بالمياه ,وذلك انها تضم سبعة سدود هامة هامة منتشرة عبر إقليمها الإداري, ومن أبرزها سد غريب بسعة 158 مليون متر مكعب وسد دردار بسعة 115 مليون متر مكعب, والتي من شأنها أن تعزز الاكتفاء الذاتي بالولاية بهذه المادة الحيوية, و هي بذلك ثاني ولاية جزائرية من حيث السدود,غير أنها تعاني من خطر الفيضانات و انزلاق التربة شتاءا, بسبب التهاطلات الغزيرة للأمطار. استفادت الولاية من أغلفة مالية جد معتبرة في إطار جميع المخططات الوطنية للتنمية,سواء تلك التي رصدت في إطار الإنعاش الاقتصادي وأخرى في المخطط القطاعي,و مؤخرا ضمن استراتيجية تنمية مناطق التجديد الريفي,و وفق كل المعطيات الرسمية فان نسبة تجديد الشبكات الرئيسية لتزويد السكان بالمياه وصلت إلى نسبة معتبرة,و بمقابل ذلك تم القضاء بشكل كبير على الشبكات غير الشرعية ,فيما تواصل مصالح الجزائرية للمياه مجهوداتها وعملياتها في الميدان. ومن جانب آخر شكل انجاز محطة تصفية مياه الصرف تحديا كبيرا للولاية, وهو المشروع الذي اعتمد له مبلغ كبير, وعند دخوله الخدمة ينتظر منه أن يخفف أزمة المياه, ويضمن سقي مساحات هامة من المزروعات, ولاسيما في عدة مناطق فلاحية التي تعتبر أحد الممولين الأساسيين للسوق بالخضر والفواكه ومنها البطاطا بدرجة كبيرة. المياه من نعمة إلى نقمة شتاء كل هذه المؤشرات تصب في خانة, أن عين الدفلى تعتبر رائدة في برامج تنمية واستغلال المياه, إلا أنها عرفت خلال السنوات الأخيرة العديد من المشاكل من بينها طوارئ التغيرات الجوية وكذا الفيضانات في أكثر من منطقة ومكان, أدت إلى خسائر مادية وبشرية هامة خاصة خلال شتاء 2008, عندما تم تسجيل عدة تدخلات لمصالح وأعوان وحدات الحماية المدنية, معظمها صنفت في درجة الخطورة القصوى, نتيجة انعكاسات الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الولاية خلال تلك الفترة, وكان لوقعها السلبي من حيث الخسائر البشرية والمادية, والتي أصبحت هاجسا مخيفا مع بداية كل شتاء إلى جانب التقلبات الجوية والأمطار الموسمية, والتي تصاحبها حالات الطوارئ عبر كل بلديات الولاية, إذ تنوعت الحوادث المسجلة بين انقطاعات في الطرق وغمور مياه الأودية داخل منازل المواطنين وخاصة تلك الموجودة بالقرب من وعاء الوديان, وانهيار منازل على رؤوس اصحابها. بلديات تتأهب لمجابهة طوارئ التغيرات الجوية في هذا الشأن, اتخذت السلطات جملة من الإجراءات العملية مؤخرا لمجابهة الأخطار الناجمة عن الفيضانات جراء تساقط الأمطار, بعد أن شهدت بعض المناطق الموصوفة بالسوداء, وعلى ضوء ذلك شملت الإجراءات مدينة العطاف مركز, والذي كان يشكل تراكم مياه الأمطار به معضلة حقيقية لدى السائقين والراجلين, حيث تكفلت البرامج المجسدة ميدانيا بإعادة التجديد مختلف القنوات الرئيسية, كشبكة صرف المياه القذرة وشبكة مياه الشروب, إضافة إلى وضع البلوعات وإعادة الاعتبار للمحيط بصفة عامة, فضلا عن تعبيد مختلف الطرقات والشوارع لتسهيل جريان مياه الأمطار, ومن جهة أخرى يشهد حي البناء الجاهز وسط مدينة العامرة حالة من التدهور جراء افتقادها بمسالك الضرورية لتصريف المياه, مما تعرضت السكنات لدخول كميات معتبرة من مياه الأمطار على غرار الصوامع والعياشين ووادي الريحان, وخاصة أثناء فيضان الوادي وتسرب مياهه إلى منازل المواطنين الذين تكبدوا خسائر مادية معتبرة, منها السكنات التي لا يزال أصحابها يطالبون بالالتفاتة لإصلاح حالها. وإلى ذلك يعرف الطريق الوطني رقم 18 الرابط ذات المدينة ومدينة جندل خلال فصل الشتاء غمرا كبيرا لمياه الأطار, ما يتطلب تدخل المصالح المعنية لتخليص مستعمليه من تداعيات الانزلاق, كما أن البلديات المجاورة للسلسلة الجبلية الظاهرة, فهي بدورها مازالت تتعرض لحوادث أحيانا مميتة, كما جرى ببلدية عين التركي أين كانت إحدى العائلات تسكن أسفل وادي هرهور المتميز بصخوره وأحجاره, وكانت النتيجة مأساة حقيقية ومعاناة اجتمعت جميع الأطراف لمحو آثارها من خلال تضافر الجهود بتشكيل خلية متابعة ومراقبة من قبل السلطات المعنية, لإزالة كميات الأوحال المتراكمة, وإصلاح المجاري وحواف الطرقات, ونفس الأعمال تقوم بها بعض البلديات في الوقت الراهن لتجنيد المواطنين المتاعب ولمجابهة طوارئ التغيرات الجوية, وعلى الجميع التحلي بروح المسؤولية والحيطة والحذر والتفكير بجدية في مخطط إنقاذ جاد يسمح بتفادي كل الاحتمالات السيئة قبل حلول الكارثة, بالإضافة التركيز إلى إعطاء الأهمية الكبرى لنظام الإنذار المبكر لتنبيه المواطنين أثناء التقلبات الجوية, لنكن على علم و على استعداد تام. 40 مليار دينار لحماية الجزائر من الفيضانات والجدير بالذكر أن الحكومة خصصت غلافا ماليا قيمته 40 مليار دينار لحماية المدن الجزائرية من الفيضانات, في إطار البرنامج الخماسي 2010-2014 لحماية المدن والمناطق المعرضة للفيضانات في الجزائر. ودفع الحكومة إلى اتخاذ مثل هذا القرار, الخسائر البشرية والمادية التي لحقت عدد من المدن جراء الأمطار الطوفانية التي عرفتها في السنوات الأخيرة كل من العاصمة وبشار وغرداية وأخيرا البيض, كما تم الانتهاء من وضع خارطة بكل المناطق المعرضة للفيضانات, كما تم وضع أجهزة حماية لتامين بعض المناطق المعرضة للفيضانات في انتظار استكمال الدراسات و تمويل تلك المشاريع. 20عملية تهيئة لتخفيض أخطاره تفاديا لأي كارثة قد تحدث بالسكان و تبعا للفيضانات الأخيرة التي ضربت عدة مناطق بولاية عين الدفلى محدثة خسائر بشرية ومادية, كشفت هذه الفيضانات عن تخوفات لدى المصالح الولائية من تكرار مثل هذه الحوادث الطبيعية, لذا عجلت المصالح المعنية حفاظا على صحة المواطنين بتسجيل 20 عملية تمس 19 بلدية منها 10 بلديات ريفية نذكر واد الجمعة, طارق بن زياد, بومدفع, حمام ريغة, مليانة خميس مليانة, عين الدفلى, جمعة ولاد الشيخ, العامرة, العبادية, تاشتة, العطاف, جندل, واد الشرفة, عمورة, بن علال, الحسنية, بلعاص, عين التركي وبطحية حسب ماكشف عنه تقرير لجنة الري بالمجلس الشعبي الولائي في دورته الشتوية الأخيرة, بهدف ضمان الحماية المدن والتجمعات السكانية والهياكل القاعدية والطرقات وشبكات صرف الماء الشروب من خطر الفيضانات.