صدمت فرنسا بقرار إماراتي رفضت من خلاله شراء 60 طائرة حربية من نوع رافال، حيث قال ولي العهد إن الشروط غير تنافسية وغير عملية، لتسارع باريس إلى محاولة إنقاذ هذه الصفقة التي يرعاها ساركوزي شخصيا بإيفاد وزير الخارجية آلان جوبي للتفاوض مجددا، مؤكدة أن الصفقة يجب أن تكون على قدم المساواة مع التعاون الاستراتيجي الذي يربطها بأبوظبي والذي تكلل في 2009 بإقامة قاعدة عسكرية فرنسية. وخيمت الشكوك على الصفقة في وقت سابق عندما بات واضحا أن الإمارات طلبت تفاصيل عن طائرة تايفون المنافسة التي ينتجها كونسورتيوم يوروفايتر. وقال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد نائب قائد القوات المسلحة بالإمارات في بيان إن فرنسا لم يكن بوسعها عمل المزيد دبلوماسيا وسياسيا لتأمين صفقة رافال، مضيفا أن التدخل الشخصي للرئيس نيكولا ساركوزي في هذه العملية أبقى شركة داسو في مقدمة الاهتمامات. ويتوجه وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إلى الإمارات السبت، في زيارة لم تكن مدرجة سابقا على جدول أعماله. وقالت فرنسا في وقت سابق أنها واثقة من إبرام صفقة تصدير لطائرات رافال وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه إن باريس مازالت في المرحلة النهائية من المحادثات. وتتفاوض أبوظبي في شكل مباشر، من دون عملية استدراج عروض، مع مجموعة داسو الفرنسية المصنعة لمقاتلات رافال منذ العام 2008 لشراء ستين من هذه المقاتلات واستبدال أسطولها من مقاتلات ميراج 2000 الفرنسية التي اشتراها سلاح الجو الإماراتي في مطلع الثمانينات. ومقاتلة رافال الفرنسية يستخدمها منذ مدة طويلة سلاح الجو الفرنسي ولكنها لم تجد حتى اليوم أي مشترٍ لها في الخارج. وكانت المفاوضات مع الإمارات واعدة جدا بالنسبة إلى الفرنسيين. غير أن الإمارات أحبطت الأربعاء آمال داسو، بإعلانها أن شروط المجموعة الفرنسية غير تنافسية وغير قابلة للتطبيق العملي، وبفتحها الباب أمام تلقي عروض أخرى من يوروفايتر الأوروبية وبوينغ الأمركية. وأعلن التحالف الأوروبي المصنع لمقاتلات يوروفايتر الأحد أن أبوظبي طلبت منه تقديم عرض مضاد لعرض داسو، ما شكل صدمة لآمال الصانع الفرنسي.