حذّر عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني،من مؤامرة "منظمة" تستهدف الجزائر ووحدتها "باعتبارها البلد الوحيد الذي لم يطبع مع الصهاينة"، داعيا جميع نشطاء الساحة السياسية الوطنية إلى قطع الطريق أمام من وصفهم ب "الانتهازيين"، الذين قال "أنهم تكتلوا وشكلوا أذرع أخطبوط مُنظم يحاول من الداخل الإستحواذ على السلطة". إتهم سعداني، في تجمع شعبي نشطه أمس بدائرة مغنية الحدودية في ولاية تلمسان، أطرافا من الداخل ب "محاولة الاصطياد في المياه العكرة"، مؤكدا أن الجزائريين اليوم يدركون حجم المخاطر المحدقة بهم من كل الاتجاهات بدءا من ما يسمى ب"الربيع العربي" ووصولا إلى "داعش"، وقال في هذا الشأن "ومن هنا وجب التضافر وبذل مجهودات كبيرة لصد أي خطر يهدد أمن واستقرار بلادنا". كما أوضح المتحدث أن الجزائر باتت أكثر الدول إستهدافا من طرف عدة جهات ومجموعات، إتهمها بشن هجمات "غير عفوية ومنظمة نجحت من خلالها في تقسيم عدة دول عربية ولن تفلح في ذلك مع الجزائريين"، مؤكدا أن المناطق الحدودية "هي الظهر الصلب للأمة الجزائرية والجدار الأول الذي تتحطم فيه محاولات الأعداء للنيل من أمن واستقرار الوطن". بالمناسبة جدد الأمين العام للحزب العتيد دعوته إلى تبني مبادرة "الجدار الوطني"، كونها أمثل الحلول الكفيلة بحماية الوطن، على إعتبار أنها ترتكز على تجنيد الجبهة الداخلية -يقول سعداني-. وعكس ما كان متوقعا تخلى سعداني هذه المرة عن أسلوب الهجوم وفتح النار على من يصفهم ب "مخربي الوطن"، وتبنى سياسة التهدئة من مغنية،حيث دعا كافة التشكيلات السياسية في البلاد الى الإقتراب من "الأفلان" قصد التشاور والعمل المشترك في جو أخلاقي يكرس إحترام المؤسسات بعيدا عن أي تطاول من أجل إيجاد سبل تحافظ على استقرار الجزائر، "بعيدا عن أي أهداف سياسية بائسة". هذا ودعا سعداني سكان المناطق الحدودية خاصة أهالي مغنية إلى التصدي لمختلف المناورات والمؤامرات والدسائس التي تحاك لزعزعة استقرار المنطقة أولا ثم الجزائر بصفة عامة. كما شدد المتحدث على ضرورة مساندة الجيش الوطني الشعبي الذي يعتبر قوة الأمة وحارس الوطن ودعم سياسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "التي بفضلها عاد الإستقرار والسلم والأمن إلى ربوع الجزائر بعد مرحلة الرعب والخوف". وخصص سعداني جزءا من خطابه للحديث على مكانة الحزب في الحياة السياسية مطالبا محافظي حزبه بفتح القسمات وفتح باب الانخراط أمام الكفاءات الوطنية والتحضير للاستحقاقات المقبلة التي بدأت حملتها منذ مدة بولاية تلمسان على وجه الخصوص.