كشف الإرهابي "أ.كريم" المكنى "معاذ" الناشط بسريّة الثنية ببومرداس أن الإرهابي "ب.نسيم" الذي تمكّن من تجنيد عدد من شباب العاصمة طوال السنوات الفارطة للإلتحاق بمعاقل الإرهاب قُتل على يد الجماعات الإرهابية بعدما تبين أنه يعمل لفائدة مصالح الأمن العسكري. جاء ذلك في اعترافات الإرهابي "أ.كريم" المحال على محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر بموجب ملف قضائي توبعت به جماعة إرهابية تتكون من 26 شخصا منهم قادة بارزين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، على غرار سالمي بشير المكنى "الغضنفر" الذراع الأيمن لدرودكال ومسرور عمر المكنى "أسامة" أمير كتيبة الأرقم. أخت تساعد أخاها على تسليم نفسه وكشفت مصالح الأمن عن هوية الإرهابيين بعد توقيف المتهم "أ.كريم" المكنى "أبو معاذ " بتاريخ 8 سبتمبر 2013 بناء على اتصال إمرأة بالفرقة المتنقلة للشرطة القضائية ببوروبة تخطرهم أن شقيقها الإرهابي المبحوث عنه "أ.كريم" يريد تسليم نفسه إلى مصالحهم للاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية، وبعد توقيفه صرّح أنه هرب من الجبل وأخفى حزاما ناسفا وسط الحراش على بعد مائة متر من شاطئ الميناء القديم بحي القوس بدلس ولاية بومرداس، ليتم استرجاع الحزام الناسف بعد تمشيط المنطقة من طرف عناصر الجيش الوطني الشعبي. رافق الإرهابي قوات الأمن إلى معاقل الجماعة الإرهابية التي كان ينشط ضمنها، غير أنهم فروا من المكان ولم يجدوا سوى مخلفاتهم من ألبسة وأدوات الطهي. واستغلالا للمعلومات التي قدمها الارهابي أبو معاذ مشطت عناصر الأمن كل من غابة بوفريزي وغابة حي الجبل بالعاصمة التي اختبأ فيها الإرهابي بعد فراره من الجبل لمدة فاقت أسبوع قبل تسليم نفسه. وجاء في محاضر الأمن أن المتهم الموقوف إلتحق سنة 2007 بمعاقل الجماعات الإرهابية التي تنشط بسرية الثنية ناحية الوسط تحت لواء كتيبة الأرقم التي يقودها الإرهابي سيد علي بلقاسم المكنى "خالد أبو سليمان"، بعدما أقنعه بذلك ابن حيه بباش جراح الإرهابي بن عبد الله نسيم المكنى "مصعب أبو اليقظان" وهو طالب جامعي تخصص الشريعة قضي عليه سنة 2011 من طرف الجماعة الإرهابية بعدما تبين أنه يعمل كمخبر لمصالح الأمن العسكري. 12 عملية إرهابية بالعاصمة وبومرداس وروى المتهم تفاصيل 12 عملية إرهابية شارك فيها في الفترة الممتدة بين سنة 2007 و2013، منها نصب كمين لسيارة مدرعة لمصالح الشرطة على مستوى مدينة الثنية كانت مكلفة بتزويد عناصر الحاجز بالمؤونة وهذا بغرض الحصول على أسلحتهم غير أن العملية باءت بالفشل، كما شارك في وضع كمين لعناصر الدرك الوطني لبني عمران، وكشف نفس المتهم أن العملية الانتحارية بواسطة سيارة مفخخة التي استهدفت مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية للثنية قام بها انتحاري يكنى "حمزة السبع" ، فيما نفذ المدعو بن ربيع فيصل المكنى "ابو سجادة" المنحدر من باش جراح، عملية انتحارية ضد حراس السواحل لزموري بواسطة سيارة مفخّخة، فضلا على وضع متفجرات في الطريق السريع بالثنية وبني عمران وسوق الحد من طرف الإرهابي قوري عبد المالك أمير تنظيم "داعش" بالجزائر الذي قضي عليه. وقدم "أبو معاذ" تفاصيل الهجوم المسلّح على مركز الحرس البلدي بسوق الحد سنة 2008، أين اقتحم المركز وقضي على أمير سريّة "فيغي" المكنى "طلحة" في عملية انتحارية مزدوجة سنة 2008 ضد ثكنة الحرس الجمهوري بالليدو ببرج الكيفان نفذها الانتحاري بن حلة حمزة المكنى "أبو بصير العاصمي" والانتحاري المدعو تاسليغودة إبراهيم أدهم، كما شارك المتهم في زرع قنابل تقليدية في منطقة لسيارة تابعة للقوات البحرية لثكنة ازفون، زرع قنبلة تقليدية لسيارة الشرطة وتفجيرها عن بعد، إغتيال قائد فرقة الدفاع الذاتي بواد الحمام، نصب حاجز مزيف بعزازقة للترويج بالأقراص المضغوطة التي تشيد بالأعمال الإرهابية. وأضاف المتهم خلال التحقيق، أنه في بداية سنة 2009 أصيب بجروح على مستوى عينه اليسرى من جراء قصف قوات الجيش الوطني الشعبي لمعاقل الإرهابيين وتم نقله وعلاجه لمدة شهرين بعيادة الكتيبة، وكان يحوز على بندقية من نوع مانشيستر وبأمر من أمير المنطقة آنذاك عبد المؤمن رشيد المكنى حذيفة الجند تم تحويله إلى جند الأنصار بكتيبة عثمان بن عفان. ووجهت غرفة الإتهام ل27 متهما أغلبهم في حالة فرار عدا المتهم "أ.كريم" جنايات الانخراط في جماعة ارهابية مسلحة، حيازة ذخيرة حربية، وضع المتفجرات في مكان عمومي، القتل مع سبق الإصرار والترصد، الانتماء إلى جماعة ارهابية وحيازة مواد متفجرة. الإرهابي قيّد لمدّة 4 أشهر في شجرة لأنه حاول الفرار وخلال محاكمته أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر أكد "أ.كريم" أن مهمته في معاقل الإرهاب لم تزد عن الاحتطاب والطهي مضيفا أنه حاول الفرار من الجماعات المسلحة سنة 2012، إلا انه تم القبض عليه وتم تقييده في شجرة لمدة أربعة أشهر إلى غاية قصف الجيش للمنطقة، وانشغال أمير السرية بتصفية الإرهابي الذي تبيّن أنه مخبر. وأكّد المتهم أنه وبعد إصابته بشطايا على مستوى العين أصبح عالة على الجماعة الإرهابية التي كلفته سنة 2013 بعملية انتحارية باستعمال حزام ناسف لكنه اغتنم الفرصة للفرار وتسليم نفسه، وهي التصريحات التي لم تقنع ممثل الحق العام الذي التمس في حقه عقوبة السجن المؤبد.
وبعد المداولات القانونية قضت محكمة الجنايات بتسليط عقوبة الإعدام غيابيا في حق 26 متهما في حالة فرار وعقوبة 10سنوات سجنا نافذا في حق المتهم "ا. كريم".