كشفت التحرّيات الأمنية في إطار مكافحة الإرهاب في الجزائر أن المدعو "د.محمد" المكنى "أبو المثنى الجزائري" من مواليد 01 افريل 1980 ببلكور التحق بالتنظيم المعروف بجبهة النصرة في سوريا بصفته ضابط شرعي مكلف بالتجنيد رفقة المدعو "ع.أحمد عبد الروؤف" المكنى "أبو أحمد الشرعي" تمكّنا من تجنيد عدد من شباب العاصمة ضمن نفس التنظيم عبر صفحات التواصل الإجتماعي "فايسبوك". وتم تفكيك الشبكة الإرهابية بعد ورود معلومات في إطار متابعة الأشخاص المشتبه فيهم في قضايا الإرهاب مفادها وجود شخص يقيم بحي العناصر يرغب في الإلتحاق بالجماعات الإرهابية الناشطة بسوريا، وتم تحديد هويته وتوقيفه في الخامس من شهر أفريل سنة 2015، ويتعلق الأمر ب "س.أنيس" المكّنى "انس عبد البر" 21 سنة، الأخير اعترف انه قبل توقيفه كان رفقة شخص يدعى "حمزة" ينحدر من ولاية برج بوعريريج تعرف عليه عبر الفايسبوك، وتوطّدت العلاقات بينهما حيث بدأ يتحدثان حول شرعية الجهاد داخل وخارج الوطن، أخطره أن" أولوية الجهاد تكون في أرض الوطن". وأضاف المتهم أن المدعو "حمزة " منحه مبلغ ألفي دينار لاقتناء حاجيات لعمه المتواجد في السجن بعدما حكم عليه في قضية تفجيرات قصر الحكومة سنة 2007. تمكنت الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بالقبة انطلاقا من تصريحات المتهم الأول من توقيف خمسة شبان في العقد الثاني من العمر كانوا يخططون للالتحاق بجبهة النصرة بسوريا. وتبيّن من التحريات الأولية أن الشباب تم تجنيدهم عبر موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، من طرف المدعو "د.محمد" المكنى " أبو المثنى الجزائري". واعترف المتهم الأول حسب ما جاء في محاضر الأمن أن "فكرة الالتحاق بجبهة النصرة راودته سنة 2013، ولأجل ذلك استخرج جواز سفر وبدأ في البحث في المواقع الجهادية عن شخص يساعده على الإلتحاق بالإرهاب إلى غاية تعرفه على "أبو المثنى الجزائري" عرض عليه السفر إلى تركيا، أولا وهناك يرسل من يساعده في دخول الأراضي السورية ويتكفل هو شخصيا بتجنيده. الفايسبوك لنشر الفكر التطرفي وباشر " أنيس" مهمة تجنيد بعض الأشخاص الذي يعرفهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي من بينهم المدعو "ع.رشيد" المكنى "أبو أسامة" المقيم بباب الوادي وتبادلا الحديث، وأخطره الأخير أنه أيضا ربط الاتصال مع "أبو المثنى الجزائري" وأنه منحه البريد الإلكتروني لشخص يقيم ببراقي يدعى "ط.فارس" طالب جامعي قصد ترتيب أمرهما للالتحاق بجبهة النصرة. ومواصلة للتحريات تبين أن "ع.رشيد"و" ط.فارس" منحا المدعو "ب.أ.إلياس" جوازي سفرهما من أجل التوسّط لهما لدى إحدى وكالات السفر من أجل الحصول على تأشيرة الدخول للأراضي التركية، ومن ثم دخول الأراضي السورية ليتم توقيفهما. وعند استجواب المكنى "أبو أسامة" صّرح انه كان يتردد على المواقع التي تمجد الجماعات المسلحة الناشطة خارج الوطن بعد تأثره بالأعمال الإرهابية التي تقوم بها جبهة النصرة بسوريا، وبعدها تمكّن من ربط الاتصال بالمكنى"أبي المثنى" الذي أخطره انه ينحدر من الكاليتوس وسبق أن كان إماما وخطيبا في مساجد الكاليتوس وبراقي، فطلب منه السفر إلى تركيا بإمكانياته الخاصة على أن يتكفل بكل المصاريف اللازمة لدخول سوريا، وبعدها عرض الفكرة مباشرة على "أنس أبو عبد البر" وافق عليها دون تردد على حد ما جاء في الملف القضائي. من جهته، ذكر المتهم "ب.أ.إلياس" أن المتهمين السالفي الذكر صديقيه وحاول مساعدتهما في الحصول على تأشيرة لعدم حيازتهما على حساب بنكي بالعملة الصعبة فعرض عليهما المساعدة بالتوسّط لهما لدى صديق له يملك وكالة سفر بباب الوادي مقابل مبلغ مالي قدره 17 ألف دينار. أما المتهم "ط.فارس" فصرّح أنه ربط الاتصال بالإرهابي "ع.أحمد عبد الرؤوف" المكنى "أبو أحمد الشرعي" الذي سافر إلى سوريا شهر جانفي 2015 وهو من عرفه على كل من "أبو مارية" المقيم بسوريا لتسهيل تنقله إلى معاقل جبهة النصرة ببلاد الشام.
أحيل المتهمون على محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر أين يواجهون عقوبات بين سبع و10 سنوات سجنا عن جنايتي محاولة الانخراط ضمن جماعة إرهابية تنشط بالخارج والإشادة بالأعمال الإرهابية وهي التهم التي نفاها المتهمون خلال محاكمتهم.