يقول الشيخ بسام جرار إن نهاية إسرائيل ستكون في عام 2022. جاء تفسيره بناء على معطيات حسابية استقاها من الذكر الحكيم. لست هنا لتفنيد خلاصة كتاب الشيخ جرار بقدر ما أن الحالة السياسية في العالم تشير إلى حالة من الحرب! وليست أية حرب. الأفق السياسي الضيق اليوم هو انحسار عضوية الدولة الفلسطينية الكاملة في الغرف المغلقة في هيئة الأممالمتحدة ومحاولة إسرائيل تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني وقيادته العاقدة على مواصلة المشوار إلى ما لا نهاية. هذا الطموح الفلسطيني يقلق إسرائيل كثيرا ويجعلها تتحرك على جميع الصعد للقضاء عليه؛ أضف إلى ذلك الفساد والرشاوي المتعلقة برئيس وزراء إسرائيل وملف إيران النووي وأوراق كثيرة في منطقة الشرق الأوسط مخلوطة بعضها ببعض. الكل لا يعرف ماذا يدور في الغرف المغلقة في العالم، فلسان حال العالم هو فلسطين والقضية الفلسطينيةوإيران والعراق وأفغانستان، أي القضايا الأسخن في العالم، والأحداث الجارية في قلب الشرق الأوسط. إذا ما قدر للحرب أن يشتعل أوارها فإنها ستبدأ من الشرق الأوسط، حيث إسرائيل ودول الطوق. لقد تنبأ يهود بحربين عالميتين، لم يكن هذا من باب الصدفة أو التكهن وقراءة الكف وأخبار المنجمين ولكن جاءت الحرب العالمية الأولى والثانية بنفس المنهج وهو الإطاحة بحكم القياصرة وجعل العالم معقلا للحركة الشيوعية وتدمير النازية وإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين إلى جانب دعم الحركة الشيوعية لكي تنافس المسيحية، ثم تقف عند ذلك الحد. أما الحرب الثالثة فإن المغزى منها التمهيد لكارثة إنسانية عامة وطامة، فهذا يخضع للبعد الديني عند أرباب الفكر الصهيوني الجديد.. لنعود إلى الوراء قليلا، كانت نظرة القياصرة الروس إلى يهود روسيا مجرد عنصر يحمل كل فيروسات الانحطاط الخلقي والتلاعب بالاقتصاد الروسي لكي يكسبوا الربح المالي من خلال تجارتهم غير المشروعة، كان لسياسة القياصرة تجاه اليهود في روسيا -من حيث تحجيمهم ووضعهم في مناطق خاصة بهم ومتابعتهم ودراسة سلوكهم- الأثر السلبي على الحكم القيصري، فتم شطب السيطرة القيصرية على روسيا بالمطلق وحلت الثورة البلشفية مكانهم ونشروا الفكر الإلحادي، وتزعم بعدها جهابذة الشيوعية في روسيا الثورة البلشفية كأسلوب فلسفي إلحادي ونمط في تغيير وجه روسيا بما يخدم اليد الخفية في العالم وقتئذ. غيرت الثورة أفكار بعض الشعوب وحاولت أن تتغلغل في دول العالم فكانت العلمانية الرأسمالية ندا لها ووضعت الحواجز أمام المد الشيوعي الإلحادي، فسرعان ما تسلل أقطاب الكنيس الشيطاني ليؤسسوا الحزب النازي؛ وقتها أصبح هنالك فكر الحادي، وآخر قريب منه، فحاول هتلر أن يغزو روسيا نتيجة أطماع سياسية واقتصادية وأيديولوجية؛ فكان صقيع موسكو وقطع خطوط الإمدادات له بالمرصاد حتى قضي على الحلم الهتلري على أبواب روسيا.. لقد كانت الحرب العالمية الأولى والثانية بداية لتدمير العالم والسيطرة عليه اقتصاديا، هذه الخطوط الشيطانية لم يتنبأ بها حكماء صهيون بقدر ما خططوا لها ونجحوا في ذلك. فخلاصة القول إن الأيام القادمة حبلى بالأحداث، فإما أن تفتعل إسرائيل انتفاضة ثالثة، وإما أن تسعى لتدمير العالم اقتصاديا وبشريا ليظفروا مرة خرى بالعالم من جميع النواحي؛ فالحرب أو الانتفاضة الطريق الوحيد لخروج حكومة إسرائيل من مأزقها وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى مستغلين بذلك الربيع العربي وحالة اللارتابة التي تعم جل العالم العربي وسيطرتهم على صناعة القرار في العالم.