اقترحت أمس، مالي التي احتضنت اجتماع قادة أركان دول الساحل القيام بعمليات عسكرية مشتركة لجيوش المنطقة ضد معاقل القاعدة وساندتها النيجر في هذا الطرح، من أجل الحد من تنامي نفوذ المنظمة الإجرامية التي تزودت مؤخرا بمختلف أنواع السلاح من ليبيا. ودعا رئيس أركان الجيش المالي الجنرال بودي أوغو بلدان الساحل إلى تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة ضد معاقل القاعدة بالمنطقة للحد من تنامي قوتها في الأونة الأخيرة على خلفية الأزمة الليبية. وقال الجنرال أوغو في كلمته خلال اجتماع قادة أركان جيوش بلدان الساجل الذي انعقد بباماكو بمشاركة الجزائر، موريتانيا والنيجر: أدعو دول الساحل إلى تعزيز الحملة ضد اللآمن في الساحل والقيام بعمليات عسكرية مشتركة ضد معاقل القاعدة. من جهته أكد وزير الدفاع المالي ناتيي بليا في تدخله خلال الإجتماع أن المنطقة تواجه بشكل غير مسبوق تحديات أمنية حقيقية، ويتجلى ذلك بصفة خاصة في الإنتشار الرهيب للسلاح بكل أنواعه على خلفية الأزمة الليبية. وأوضح نفس المتحدث أن حصول منظمة إجرامية مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على هذه الترسانة من السلاح من أجل أهداف إرهابية يشكل مصدر قلق حقيقي لدول المنطقة. وكان مسؤولون ماليون قد أعلنوا أن آلاف المقاتلين الذين كانوا في صفوف كتائب القذافي قد عادوا إلى مالي والنيجر مؤخرا مدججين بأسلحة من مختلف الأنواع بما في ذلك الأسلحة الثقيلة. وتمت أشغال هذا الإجتماع الذي يشارك فيه قائد أركان الجيش الوطني الشعبي قايد صالح في جلسة مغلقة. وينتظر أن تتسلم موريتانيا رئاسة هيئة أركان المشتركة لدول الساحل التي تم تأسيسها في أفريل 2010 لمواجهة الإرهاب وتهريب السلاح بالساحل. وسيعكف رؤساء الأركان في هذا الإجتماع على دراسة وتحليل الوضع الأمني السائد بالمنطقة وتبادل التحليلات والمعلومات حول التطورات المسجلة على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، في ظل الأحداث المتسارعة التي عرفتها المنطقة منذ بداية السنة الجارية من أجل تنسيق أفضل للتدابير والإجراءات المتخذة ضمن مجلس رؤساء الأركان. وتسود مخاوف لدى دول الساحل إزاء احتمال سقوط أسلحة متطورة في أيدي القاعدة بالصحراء وداخل غابة واغادو العصية على السيطرة من طرف الجيش الموريتاني والمالي، وأن خطوة التنسيق بين دول الساحل الأربع جاءت كردة فعل حاسمة على الأخبار المتداولة بشأن اختفاء بعض صواريخ أرض جو من المخازن الليبية. وقامت الدول الأربعة مؤخرا بتشكيل خلية أمنية لمواجهة التدفق الكبير للسلاح من ليبيا نحو المنطقة وكذا تبادل المعلومات لمواجهة خطر القاعدة وكذا كيفية التصدي الانتشار غير المسبوق للسلاح بمنطقة الساحل، وكذا تنامي نشاط القاعدة مستفيدة من الوضع الهش الذي نجم عن انهيار النظام الليبي. وأعلن منذ أسابيع عن اختفاء قرابة ألف صاروخ أرض جو بليبيا بعد انهيار نظام القذافي دون معرفة وجهتها في الوقت الذي أكد خبراء أنها نقلت نحو منطقة الساحل، فيما أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية إرسال خبراء أمنيين لتعقب أثر صواريخ مضادة للطائرات فقدت في ليبيا. واحتضنت الجزائر التي تتزعم مكافحة الإرهاب في الساحل نهاية الأسبوع أشغال أول اجتماع لمجموعة العمل حول تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بالساحل التي تعتبر آلية تم إقرارها في إطار المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب.