أكدت أمس وزارة الدفاع الوطني أن الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، سيشرع ابتداء من اليوم في زيارة إلى مالي في إطار تقييم الوضع الأمني بمنطقة الساحل وتنسيق جهود دول المنطقة بشأن تزايد قوة القاعدة في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة على خلفية انتشار السلاح والوضع الهش الناتج عن الأزمة الليبية. وأوضح بيان للوزارة أن هذه الزيارة تدخل في إطار تدابير مذكرة التعاون وتنسيق النشاطات لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة الموقعة بتمنراست في 13 أوت 2009 بين الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر. وتأتي هذه الزيارة -حسب نفس المصدر- بمناسبة تسليم رئاسة مجلس رؤساء أركان البلدان المعنية بين رئيس الأركان العامة لجيوش مالي المنتهية عهدته ورئيس الأركان الوطنية لجمهورية موريتانيا الإسلامية الذي يتولى رئاسة المجلس للسنة القادمة. وسيعكف رؤساء الأركان بهذه المناسبة - يضيف البيان- على دراسة وتحليل الوضع الأمني السائد بالمنطقة وتبادل التحليلات والمعلومات حول التطورات المسجلة على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، في ظل الأحداث المتسارعة التي عرفتها المنطقة منذ بداية السنة الجارية من أجل تنسيق أفضل للتدابير والإجراءات المتخذة ضمن مجلس رؤساء الأركان. وكانت الجزائر قد بادرت مؤخرا برفقة دول الساحل مثل موريتانيا ومالي والنيجر إلى تشكيل هيئة أركان مشتركة لمواجهة تهديدات القاعدة والتنسيق المعلوماتي والعملياتي في مواجهة الإرهاب وتهريب السلاح في المنطقة. وجاءت هذه الخطوة على إثر مخاوف لدى دول الساحل إزاء احتمال سقوط أسلحة متطورة في أيدي القاعدة بالصحراء وداخل غابة واغادو العصية على السيطرة من طرف الجيش الموريتاني والمالي، وأن خطوة التنسيق بين دول الساحل الأربع جاءت كردة فعل حاسمة على الأخبار المتداولة بشأن اختفاء بعض صواريخ أرض جو من المخازن الليبية. وقامت الدول الأربعة مؤخرا بتشكيل خلية أمنية لمواجهة التدفق الكبير للسلاح من ليبيا نحو المنطقة وكذا تبادل المعلومات لمواجهة خطر القاعدة وكذا كيفية التصدي للإنتشار غير المسبوق للسلاح بمنطقة الساحل وكذا تنامي نشاط القاعدة مستفيدة من الوضع الهش الذي نجم عن انهيار النظام الليبي. وأعلن منذ أسابيع عن اختفاء قرابة ألف صاروخ أرض جو بليبيا بعد انهيار نظام القذافي دون معرفة وجهتها، في الوقت الذي أكد خبراء أنها نقلت نحو منطقة الساحل، فيما أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية إرسال خبراء أمنيين لتعقب أثر صواريخ مضادة للطائرات فقدت في ليبيا. واحتضنت الجزائر التي تتزعم مكافحة الإرهاب في الساحل نهاية الأسبوع أشغال أول اجتماع لمجموعة العمل حول تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بالساحل التي تعتبر آلية تم إقرارها في إطار المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب. وشارك في هذه الأشغال التي جرت برئاسة الجزائر وكندا ممثلو الدول الأعضاء في المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب ودول منطقة الساحل ومنظمات إقليمية ودولية.