الأمر الإيجابي في اجتماع الدول المصدرة للنفط "أوبك" بالجزائر هو أن اللقاء جعل السوق النفطية ترتفع أسعارها في تداولات متباينة عدا خشية الدول المستهلكة أن يفضي الإجتماع إلى قرارات حاسمة، وهذا لا يعني أن اجتماع الجزائر لدول "أوبك" فشل في اتخاذ أي قرار رسمي بشأن تثبيت أسعار النفط، ولكن أجل الحسم في المسألة لاجتماع فيينا شهر نوفمبر المقبل. الاجتماع غير الرسمي لمنظمة "أوبك"، وضع أمس الأربعاء، بالجزائر، ورقة طريق للقاء فيينا، أين سيتم صياغة الخطوط العريضة لاتفاق "أوبك"، وأفادت مصادر مطلعة على الملف أن الجزائر لعبت دور وساطة على أكثر من صعيد لتقريب وجهات النظر، مشيرة إلى أن المسؤولين الجزائريين عقدوا أكثر من 60 لقاء تشاوريا ثنائيا ومتعدد الأطراف. للإشارة، إجتماع الجزائر الذي جمع كبريات الدول المنتجة والمصدرة للنفط، يحمل الطابع التشاوري، عكس ما كان متوقعا له أن يكون حاسما ويتوج بقرارات نهائية بخصوص تجميد أو تخفيظ الإنتاج لرفع الأسعار من عدمه، حيث ركزت تدخلات المشاركين في مجملها على محاولة تقريب وجهات النظر بين الدول الأعضاء في "أوبك" للتوصل إلى حل يساعد على إعادة التّوازن للسوق النفطي، عدا إيران التي حسمت موقفها بشكل قاطع عندما أعلن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، رفض بلده رفضا قاطعا تخفيض أو تجميد إنتاجها من النفط. في السياق ذاته أكد وزير الطاقة الإيراني، في تصريحات صحفية أدلى بها أمس لإحدى القنوات الخاصة على هامش المنتدى الدولي للطاقة بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، أنّ اجتماع الجزائر مجرّد لقاء تشاوري وليس محطة لاتخاذ أي قرار، وقال "إن الاجتماع سيشكل ورقة طريق لقمة فيينا شهر نوفمبر القادم"، وأردف "مراجعة سقف الإنتاج والأسعار ليست مسألة إيرانية فقط". إرتفاع أسعار النفط بعد تراجع المخزون الأمريكي في السياق ذاته ارتفعت أسعار النفط في تداولات متباينة، أمس، عقب خسائر حادة في الجلسة السابقة مع بيانات تشير إلى انخفاض مفاجئ في مخزونات الخام الأمريكية بالرغم من أن أجواء القلق من عدم التوصل إلى اتفاق بين المنتجين في منتدى الطاقة الدولي بالجزائر حدت من المكاسب، وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 12 سنتا إلى 46.09 دولار للبرميل بعد أن انخفض 1.38 دولار أي 2.9 بالمئة عند التسوية في الجلسة السابقة، كما ارتفع الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط خمسة سنتات إلى 44.72 دولار للبرميل بعد أن صعد إلى 45.09 دولار للبرميل في تعاملات مبكرة، وأنهى الخام الأمريكي تعاملاته منخفضا 1.26 دولار أي 2.7 في الجلسة السابقة، كما أظهرت بيانات صادرة من معهد البترول الأمريكي انخفاض مخزونات الخام إلى 752 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 23 سبتمبر الجاري لتصل إلى 506.4 مليون برميل. هذا وكانت قد تراجعت أول أمس الثلاثاء أسعار الخام في العقود الآجلة بعد تصريحات وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنغنة، ويعود سبب هذا التوجه إلى كون ايران تسعى لإنتاج 4 مليون برميل يوميا على المدى القصير اي العودة الى مستوى الانتاج لما قبل العقوبات وبالتالي استرجاع حصتها من السوق العالمية والمقدرة ب 13 بالمائة حسب الوزير الإيراني.