أسعار النفط تأخذ في التراجع لعدم جدية الفاعلين في "أوبك" رغم إتفاقهم في سبتمبر الماضي خلال إجتماع بالجزائر على خفض مبدئي متواضع لإنتاج النفط، وذلك في أول اتفاق من نوعه منذ 2008، مع منح وضع خاص لليبيا ونيجيريا وإيران، وهي دول تضرر إنتاجها بفعل الحروب والعقوبات. وقال مصدر في "أوبك" حضر اجتماع المنظمة إن السعودية هددت بزيادة إنتاج النفط إلى 12 مليون برميل يوميا في حال رفضت طهران فرض قيود على معروضها، ما سيخفض أسعار النفط. وعقد خبراء "أوبك" الأسبوع الماضي اجتماعا، خصص للعمل على وضع التفاصيل الخاصة بالتخفيضات التي سيجري مناقشتها خلال اجتماع وزاري لأوبك في 30 نوفمبر، وشهد الاجتماع صداما بين السعوديين والإيرانيين، مرة أخرى. كما أوضح مصدر خليجي ب "أوبك" أن السعودية لم تقل إن الإنتاج سيرتفع، إنما قالت إنه "قد" يرتفع، وتابع: "السعودية لا تهدد والمملكة لا تنتج أكثر مما يحتاجه العملاء. جميع الدول المنتجة للنفط قد ترفع إنتاجها إذا لم يكن هناك اتفاق، هذه هي الحقيقة". هذا وأبرزت المصادر نفسها إن الموقف السعودي جاء عقب اعتراضات من إيران التي قالت إنها غير راغبة في تثبيت إنتاجها، علما بأن إيران تقول بوجوب أن تعفى من مثل هذه القيود في الوقت الذي يتعافى فيه إنتاجها بعد رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي التي كانت مفروضة عليها. تجدر الإشارة إلى أن السعودية زادت إنتاجها منذ 2014 ليصل إلى مستويات قياسية، ما بين 10.5 مليون و10.7 مليون برميل يوميا، ولن تؤدي إضافة إمدادات جديدة سوى لزيادة تخمة المعروض العالمي التي أدت بالفعل لانخفاض الأسعار أكثر من النصف من 115 دولارا للبرميل منذ منتصف 2014. فنزويلا تدعو لسعر عادل لبرميل النفط من جهته جدد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، دعوته لسعر نفط "عادل" يعكس واقع الصناعة النفطية في الدول المنتجة بعيدا عن ما وصفه ب "تلاعبات المضاربين في السوق"، وقال في تصريحات صحفية له أمس السبت "ليس من العدل بالنسبة لنا أن نضخ استثمارات ونقوم بالتنقيب ونطبق التكنولوجيا ونبقي على العمال ونجري عمليات حفر وتركيب لخطوط الأنابيب ونستخرج النفط ثم يحدد المضاربون في العالم سعر النفط"،وأضاف أن أسعار النفط لا ينبغي أن تكون عرضة "لأهواء تكهنات السوق". وظل سعر 70 دولارا للبرميل -حسب الرئيس الفنزويلي- لفترة طويلة مقبولا لدى السوق، مؤكدا أن سعر برميل ب 80 دولارا "يفيد النظام الاقتصادي العالمي، ولا يضر أحدا كما يفيد استقرار الطاقة". وبخصوص جهود منظمة "أوبك" لإعادة التوازن إلى السوق النفطي، أعرب مادورو، عن تفاؤله بنتائج محادثات الدول المنتجة بخصوص تجميد الانتاج، وصرح قائلا "إنني متفائل جدا بأن هذا الاتفاق سيتم توقيعه قريبا جدا، وسوف يتيح مستوى أول من الأسعار المستقرة والواقعية والعادلة"، وأضاف أنه بمجرد توقيع الاتفاق "يمكن لتلك الدول اتخاذ إجراءات الخطوة الثانية من خلال اعتماد آليات وصيغ جديدة لتحقيق التوازن بين السوق والأسعار".