رهن مختصون في قطاع الطاقة نجاح اجتماع الجزائر بضرورة اتفاق السعودية وإيران على شاكلة الاتفاق السعودي الروسي، وهو ما يعتبرونه صعب التحقيق بسبب تضارب مصالح الدولتين، حيث أكدوا أن السعودية (أكبر منتج للنفط في العالم)، وإيران (العائد بقوة لسوق النفط) تملكان مفاتيح إنجاح اجتماع الجزائر أو إفشاله. وانطلق وزير الطاقة الجزائري، نور الدين بوطرفة، منذ الأسبوع الماضي، في جولة إلى عدد من الدول المنتجة داخل منظمة ”أوبك” وخارجها، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين المنتجين، على أمل نجاح الاجتماع. حيث استهل زيارته من إيران إلى قطر على أن يصل إلى العاصمة الروسية موسكو اليوم، للاجتماع بوزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك. حيث أعرب هذا الأخير مطلع الأسبوع الجاري عن أمل بلاده في مناقشة تجميد الإنتاج خلال اجتماع الجزائر، المزمع انعقاده على هامش المنتدى العالمي للطاقة ال15 الذي سيعقد بين 26 و28 من الشهر الجاري. وقال الخبير النفطي مصطفى مقيدش ونائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، في تصريح لوكالة ”الأناضول” إنه ”لا مفر من تحقيق إجماع بين الدول المنتجة للنفط من داخل منظمة أوبك ومن خارجها، بالنظر إلى جسامة التحديات التي تهدد الدول المنتجة في حال فشلت في تحقيق إجماع معين بخصوص الإنتاج”. وأضاف مقيدش ”الجميع يعاني من أزمة موازنة خانقة، سواء تعلق الأمر بالدول التي تنتج كميات ضخمة أو الدول متوسطة الإنتاج”، مشيراً إلى أن العقبة الرئيسية التي تُلقي بظلالها على اجتماع الجزائر، تتمثل في كيفية التوصل إلى بناء إجماع داخل منظمة أوبك، بسبب الشقاق السياسي الكبير بين السعودية وإيران. وأعلنت إيران صراحة عبر وزير النفط بيجن زنجنه، مطلع الأسبوع الجاري، عن رغبة بلاده في العودة إلى مستويات الإنتاج التي كانت عليها قبل العقوبات والبالغة 4 ملايين برميل يوميا، مقارنة مع 3.5 مليون برميل حالياً. وبعد تصريحات إيران ارتفعت أسعار النفط خلال الجلسة الأوروبية، أمس، حيث أشارت إيران أنها مستعدة للعمل مع وروسيا السعودية لدعم أسعار النفط. ففي قسم ”كومكس” من بورصة العقود الآجلة في لندن، ارتفعت عقود برنت تسليم نوفمبر بنسبة 33 سنتا، أو ما يعادل 0.7 بالمائة، ليتداول عند 47.59 دولار للبرميل، وقبل ذلك بيوم، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت المتداولة في لندن بنسبة 37 سنتا أو 0.78 بالمائة. والتقى وزير النفط الإيراني بيجان زنكنه الأمين العام لمنظمة أوبك، محمد باركيندو، في طهران أول أمس، وقال أنه سيؤيد أي تدبير لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط الخام عند حوالي 50-60 دولارا للبرميل. ويعتقد الخبير النفطي أن المشكلة الثانية، ”تتعلق بالوصول إلى إجماع بين أعضاء أوبك والمنتجين من خارج المنظمة على غرار روسيا والمكسيك والنرويج”. وقال مقيدش إن زيارة وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة، إلى إيرانوقطروروسيا، تندرج في إطار تجنيد الجزائر لوزنها الدبلوماسي التاريخي في تقريب وجهات النظر بين أعضاء أوبك من جهة، والمنتجين من خارجها من ناحية ثانية. ويرى الخبير أن عدم التوصل إلى اتفاق سيدفع بالأسعار إلى المزيد من الانحدار ”من مصلحة الجميع التوصل إلى توافق إيجابي خلال اللقاء القادم حتى لا تزداد الأمور تعقيداً على مستوى الأسعار”. من جهته، أكد وزير الطاقة الجزائري الأسبق، عمار مخلوفي، في تصريح لذات الوكالة، أنه لا يتوقع ليونة من السعودية خلال اجتماع الجزائر. مضيفا أن إيران ستبدي هي الأخرى مقاومة لأية مطالب سعودية، ”للحد من زيادة إنتاجها باعتبارها البلد الأقل استفادة من فورة أسعار النفط خلال العشرية الأخيرة بسبب العقوبات الغربية ضدها”. وشدد وزير الطاقة الأسبق على الأهمية الكبيرة لجودة العلاقات السياسية والاقتصادية بين روسياوإيران، ”ما يمنح موسكو القدرة على التأثير إيجابياً في مواقف طهران المتصلبة حول رغبتها العودة إلى مستويات إنتاج ما قبل العقوبات”. وخلص مخلوفي إلى أن الحل للوضعية الراهنة لسوق النفط العالمية بيد السعودية، وهي من سيقرر ما إذا كانت تريد عودة الأسعار إلى مستويات أفضل أم تريد استمرار الحرب غير المباشرة التي أعلنتها على خصومها داخل وخارج أوبك، على خلفية تسوية الكثير من الملفات. سارة. ن ... وفنزويلا ترحب بمحادثات أوبك لدعم أسعار النفط رحب وزير النفط والتعدين الفنزويلي، إيلوخيو ديل بينو، أمس الأول، بالمحادثات التي أجرتها منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وهي تضع مسألة دعم أسعار النفط المتراجعة نصب عينيها. وقال ديل بينو لصحافة بلاده ”إننا نتوقع مناخا ممتازا للحوار بين جميع الدول المنتجة”، مضيفا أن حوالي 20 دولة قالت إنها على استعداد لبذل جهود مشتركة لدعم الأسعار التي هبطت إلى مستويات قياسية في عام 2015. وستركز المحادثات على اقتراح فنزويلي طرح قبل بضعة أشهر لتجميد الإنتاج عند مستويات يناير في محاولة لرفع الأسعار إلى 70 دولارا أمريكيا للبرميل. وأشارت فنزويلا إلى أن روسيا والسعودية وقعتا اتفاقا، يوم الاثنين الماضي، في ختام قمة مجموعة العشرين التي عقدت في هانغتشو بالصين، لا يلغي تجميدا منسقا للإنتاج. وفي إطار الاتفاق، أقرت الدولتان بضرورة وقف التقلبات المفرطة في سوق النفط ”والتي لها تأثير سلبي على النمو الاقتصادي العالمي والاستقرار طويل الأمد”. وقال وزير الخارجية الفنزويلي، دلسي رودريجيز، الذي قام مؤخرا بزيارة بعض دول أوبك، إن المنظمة تدرك ضرورة قيام أعضائها ببناء توافق حول الإجراءات المشتركة لاستعادة أسعار النفط التي بدأت في الانهيار في عام 2014.