حاول التنظيم الإرهابي الذي يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" تجنيد شباب جزائريين وإلحاقهم بجبهات القتال في سوريا من خلال مخطط محكم، مع التركيز على العنصر النسوي الجزائري لدعم الجماعات الإرهابية التي تنشط خارج الوطن. كما سعى ذات التنظيم الإرهابي إلى محاولة استهداف مقرات أمنية وقطاعات حيوية بالجزائر. وأحبطت مصالح الأمن بالعاصمة خلال السنة الفارطة وفقا لمحاضر رسمية محاولة إلتحاق عدد من الشباب بتنظيم "داعش" في سوريا عبر مطار هواري بومدين في رحلات مبرمجة إلى الأراضي التركية، حيث تبيّن وجود عناصر على اتصال بإرهابيين في "داعش" يعملون على تجنيد الجزائريين وتسهيل سفرهم من خلال توفير العملة الصعبة والتأشيرة. ومن بين أبرز العناصر المشتبه فيها والتي وقعت في قبضة الأمن المدعو "ع.الهادي" المكنى "أبو دانيال حذيفة"، الأخير تم التوصّل اليه بعد معلومات وردت إلى ذات المصالح مفادها أن شخصا يستعمل شبكة التواصل الإجتماعي للإلتحاق بتنظيم "داعش"، وتبين من التحريات أن الحساب المراقب يعود للمدعو "ع. الهادي"، الأخير اتضح من تنقطيه أنه عامل بمصلحة جوازات السفر بالمقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس بالعاصمة، وكان من بين المترددين على مسجد علي بن أبي طالب بحي الحياة بجسر قسنطينة بالعاصمة، وكان بصدد السفر إلى تركيا بغرض الإلتحاق بتنظيم "داعش" في سوريا، ليتم توقيفه من قبل مصالح الأمن، كما تم حجز وحدة مركزية وبطاقة ذاكرة تحتوي على فيديوهات تحريضية لتنظيم "داعش". وكشفت المتابعة التقنية لحساب المتهم على الفايسبوك أنه على اتصال بالمدعو "شكري نموش" أخ الإرهابي المكنى " عبد الرحمان الجزائري"، كما أنه على اتصال بإرهابي جزائري يكنى"أبو دجانة" ينحدر من ولاية الطارف وينشط حاليا مع تنظيم "داعش" في سوريا. كما تبين أن المدعو "ع. الهادي" حاول السفر سنة 2011 و2012 الى سوريا غير أن والده مزّق له جواز السفر. وخلصت التحرّيات أن المتهم المذكور آنفا كان يصطاد الشباب الراغب في الإلتحاق بالتنظيم الإرهابي ويوفّر لهم العملة الصعبة بمساعدة شخص يكنى "سطايفي" ويرافقهم إلى مطار هواري بومدين غير أنه يتذرّع في كل مرة بمبرر ويعود أدراجه من المطار فيما يسافر الشاب المستهدف لوحده الى تركيا ويبقى على اتصال مع "ع.الهادي" الذي يوجّهه إلى فندق بتركيا قبل أن يخترق الحدود إلى سوريا. كما كان "ع. الهادي" يوهم الإرهابي" ابو دجانة" انه سافر إلى تركيا لكنه ضبط على الحدود بحوزته عملة مزورة، لكنه أرسل "لأبي دجانة" إمرأة تنحدر من ولاية وهران تنفيذا لمطالبه بتجنيد النساء لدعم الجماعات الإرهابية. وحسب تقرير الشرطة التقنية، فإن ذات الارهابي كان يستعمل حسابه على الفايسبوك للحديث مع كل من "عبد الله المحسن" و"أبو أحمد الشيشاني" و"أبو عبد الرحمان الجزائري" الذي أخبره أن "كل السبل تؤدي إلى الدولة إلا من أبى" على حد ما جاء في نص المراسلة. وبناء على اعترافات المتهم الأول تم توقيف خمسة متهمين آخرين أغلبهم من أبناء حيه من بينهم المدعو "م. حمزة" المكنى "أبو معاذ العاصمي" مدرّس للقرآن الكريم حاول السفر إلى تركيا لغرض الإلتحاق بجبهات القتال في سوريا وضبطت معه وحدة مركزية بها صور ووثائق عن كيفية صنع القنابل اليدوية. تزكية الإرهابي في بلاده شرط لقبول انخراطه في "داعش" كما تم توقيف المدعو"ق.لقمان" موظّف بمؤسسة سيال وواحد ممن حالوا مغادرة التراب الوطني نحو تركيا بمساعدة "ع .الهادي" بعدما تم تزويده بمبلغ وصل إلى ألف دولار. ويملك لقمان -حسب نتائج التحقيق- حسابا باسم "أبو عفرة العاصمي" وتبين أنه على علاقة بالمدعو "منير" الذين إلتحق بتنظيم "داعش" في سوريا ولقي مصرعه هناك، اضافة إلى المدعو "ق.محمد" الذي ذهب الى سوريا رفقة شخصين اخرين من بينهم ليبي، ولكن الأخير لم يتم قبوله من قبل الجماعات الارهابية لعدم "تزكيته" في ليبيا وفقا لنظام "داعش" الذي يقتضي تزكية الإرهابي في بلاده من أجل قبول مشاكرته في القتال مباشرة. مغربيون يوفرون الفيزا والعملة الصعبة كما اعترف "ق.لقمان" أن "ع. الهادي" له علاقات مع شخصيات من جنسيات مختلفة بعضهم مغربيين يعملون على توفير التأشيرات والعملة الصعبة للشباب الجزائري ليلتحقوا ب"داعش". وبتمديد اختصاص التحقيق من العاصمة إلى ولاية البليدة وبناء على تصريحات المتهم الرئيسي "ع.الهادي"، أوقفت مصالح الأمن المدعو "م.بلال" المكنّى "أبو دجانة البليدي" متطوّع في احد المساجد ويمارس الرقية الشرعية ضبط معه جواز سفر عليه تأشيرة سفر إلى تركيا، اضافة إلى المدعو "م.حمزة" المكنى"ابو السعد" والذي تعرف على المتهم الرئيسي في محطة القطار بجسر قسنطينة. مقرات حساسة تصوّر بطائرة بدون طيار كما وضعت مصالح الأمن يدها على المدعو "ب. بوعلام" المكنى "أبو أسامة أبو البنات" عامل في الشركة الوطنية للنقل البري وتقني في الاعلام الآلي، تبين أنه على اتصال مع الارهابي المدعو "ابو البراء المصري" تقني في تطبيقات الهاتف النقال، كما كشف التحقيق ان الأخير ساعد المتهم على تفعيل تقنية الاتصال عبر التلغرام والتي يصعب مراقبتها من قبل مصالح الأمن، كما التحق بالمتهم "م.بلال" وخططا معا للسفر الى وسوريا بالتنسيق مع "أبي دجانة". وضبطت مصالح الأمن عند "ب.بوعلام" وحدة مركزية بها صور ارهابيي "داعش" وصور ملعب اضافة الى مقر للدرك الوطني ومحطة المترو بحي البدر تم التقاطها عن طريق لعبة على شكل طائرة بدون طيار. محاولات لإلحاق زوجات الإرهابيين بمعاقل "داعش" وبتمديد اختصاص التحقيق إلى ولاية الطارف وتحديدا بحي البسباس، تم توقيف المدعو "ا.عمر" طالب جامعي تخصص أدب عربي تبين أنه أخو المكنى "أبو دجانة" الموجود في سوريا وهويته الحقيقية هي "أ. فارس"، الأخير حاول تجنيد أخيه ومساعدته على السفر إلى سوريا عبر تركيا عن طريق تمويله بالعملة الصعبة وطلب منه احضار "ام عبد الرحمان" تونسية الجنسية وزوجة الإرهابي "اب عبد الرحمان" الموجود في صفوف "داعش"، لكنه لم يتمكن من ذلك لأن الأخيرة ممنوعة من السفر من تونس.
للإشارة فإن المتهمين مثلوا أمس أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر أين أدينوا بعقوبات بين ثلاث وست سنوات سجنا نافذا.