رفض علي حداد، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات FCE ، تحمل مسؤولية تبعات وتداعيات الأخطاء التنظيمية التي شابت إفتتاح المنتدى الإفريقي للإستثمارات والأعمال أول أمس، خاصة ما تعلق بخرقه البروتوكول المعمول ما دفع الطاقم الحكومي إلى الإنسحاب من الحدث، وهو ما يعكس جليا أن ما قام به الرجل مقصود ولم يكن أبدا محل صدفة خاصة بعد رميه الكرة في ملعب وزارة الخارجية التي أكد أنها من يجب أن تتحمل عواقب ما حدث كونها المشرفة على التنظيم. أرجع رئيس FCE أمس في ندوة صحفية عقب إختتام أشغال المنتدى، أن انسحاب الوزير الأول عبد المالك سلال، وجمع من الوزراء خلال إلقائه كلمة في افتتاح الحدث، إلى سوء تفاهم بين المنظمين، وبالتحديد المنشطة التابعة لوزارة الخارجية، وقال "المنشطة التي كانت تدعو المتدخلين إلى المنصة لإلقاء الكلمة لم تخبر الحاضرين بإنصراف سلال بسبب التزاماته الحكومية"، وهو ما ترك إنطباعا لدى الحاضرين بوجود خلاف بين حداد والحكومة، هذا بعدما أبرز المتحدث أن الوزير الأول كان لينسحب مباشرة بعد نهاية كلمته أمام الحاضرين، لافتا النظر إلى أن وزير الخارجية رمطان لعمامرة، لم يكن مبرمجا أصلا لإلقاء الكلمة. تبريرات حداد أتبعها باعتذار "ذكي" لحكومة سلال إثر الواقعة التي شهدتها أشغال إفتتاح المنتدى السابق الذكر قصد تقزيم "الأزمة" وترويج صورة عامة على أن ما حدث مجرد خطأ بسيط لا غير، عندما قال "غير ربي اللي ما يغلطش .."، وأردف "لست مسؤولا عن الوزراء الغائبين وقدمت الإعتذار للجميع اليوم (أمس)"، إلاّ أن غياب كل من سلال وعبد السلام بوشوارب، عن إختتام أشغال المنتدى رغم أن وزير الصناعة والمناجم كان مقررا أن يشرف شخصيا عليها يقول عكس ذلك ويؤكد وجود هوة وصدام قوي بين رئيس ال FCE والحكومة، رغم أن حداد برر غياب بوشوراب بالتأكيد على أن الأخير مريض. جرأة حداد التي إستمدها من الجهات التي تبرمج أهم خطواته وأضحت ترسم خاطرة حراكه العام في الآونة الأخيرة، وراء إقدامه على مثل هكذا خطوة كانت مسبوقة بأخرى مماثلة حاول من خلالها الرجل التموقع قبل الحكومة من جهة وتجاهلها وتحديها من جهة أخرى، وعليه فإن جل تبريرات حداد واعتذاره مجرد "مناورات" غير منطقية .. فالرجل تحدى فعلا الحكومة وحاول ركوب موجة هذا الحدث التي تحتضنه الجزائر ليظهر في الواجهة بحكم أن هيئته حلقة ضعيفة في المنتدى الإفريقي للإستثمارات والأعمال الذي تمثله الحكومة الجزائرية فرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الراعي الرسمي للحدث، مؤسسة إتصالات الجزائر العمومية وكذا متعامل الهاتف النقال "جازي" الذي يعتبر مؤسسة عمومية أيضا بحكم تطبيق حق الشفعة عليه بناء على القاعدة 49/51 هما من مولا الحدث، وعليه فإن الأولوية ستكون بطبيعة الحال للطاقم الحكومي، على أن يكون دور حداد ثانويا وتدخله مرهون ببداية نقاش التفاصيل الإقتصادية المحضة لا غير، لكن رئيس ال FCE كسر هذا البروتوكول ونصب نفسه الرجل الأول في المنتدى.