كشف بشير مصيطفى كاتب الدولة الأسبق لدى الوزير الأول للاستشراف والإحصاء، أن الجزائر تحصي ثلاثين طريقة صوفية تتبعها آلاف الزوايا العلمية والاجتماعية والدينية – تقوم على الإحصاء الروحي وتحليل بيانات المجتمع الروحي. وقال مصيطفى في عرضه أمام المشاركين في الملتقى السابع عشر لزاوية بلعلمي بولاية ورقلة والذي رعاه والي الولاية وحضره مئات المريدين من مختلف الولايات، "بأن الوقت قد حان لانخراط الزوايا الدينية والعلمية في الجزائر في منظومة اليقظة الروحية استعدادا لتحديات القرن القادم الذي سيكون قرن الفكرة الثقافية". مضيفا أن المخزون الروحي لمؤسسة "الزاوية " ببلادنا وانتشارها في العمق الاجتماعي للسكان يسمح لها بتحقيق الأثر الروحي المعتدل ودعم المرجعية الدينية للأمة بشرط تطبيق أدوات اليقظة الروحية في التقاط إشارات المستقبل وبالتالي تطبيق رؤية الاستشراف الروحي. وعن معنى اليقظة الروحية، أشار مصيطفى إلى ضرورة إدماج عمل الزوايا في احتياجات السكان وخاصة الشباب عند التحولات الاجتماعية الكبرى كما يجري الآن ومن هذه الاحتياجات دعم القيم الروحية في السلوك العام وإبراز القيم ذات العلاقة بالسياسات العمومية في هدي الإسلام ومنها تنظيم الحياة الاقتصادية للأمة. وفي هذا الإطار، عدد كاتب الدولة الأسبق عشرات الأحاديث النبوية ذات البعد الاستشرافي ومنها أحاديث المعاش وتنظيم المال وتأطير الاستثمار والتنبؤ بالملفات الإستراتيجية للأمن الاقتصادي في العالم، وقال بأن إبراز هذه القيم في حياة السكان ستسمح للزوايا بالتعبير أكثر عن الأسئلة المستقبلية للسكان والجواب عنها في ظل استعداد العالم لدخول قرن الفكرة الثقافية من باب الأديان واللغات.