في الإطار النظري لا تمثل جبهة تحرير ماسينا تهديدا للجزائر. غير أن العمل الميداني للجماعة وارتباطها المبكر مع القاعدة وعملها المنظم مع أمير القاعدة أبي الهمام لا يترك هامشا للتساؤل والإنتظار: فالجماعة تشكل خطرا على الجزائر بطريقة غير مباشرة ويكفي للتدليل على هذا آخر عملية إرهابية في غاوة والتي تعد أكبر عملية في تاريخ البلاد كانت من تنفيد أحد عناصرها العاملة مع المرابطون. ظهرت جبهة تحرير ماسينا بقوة في الواجهة لما أقدمت على قتل الشيخ الحاج سيغو با، أحد الأئمة المعتدلين في مالي والذي كان لا ينفك من التحذير من التشدد وحمل الشباب للسلاح باسم الدين، فعلى الرغم من التحذيرات التي تلقاها من مسلحي "جبهة تحرير ماسينا"، واصل خطابه المعتدل إلى حين مصرعه في لدة "باركيرو" التي عمل سيغوبا إماما لمسجدها. الخطورة الكامنة في "جبهة تحرير ماسينا" أنها تعد أول حركة جهادية ذات طابع عرقي، إذ لا يوجد في الجبهة عنصر واحد من غير الفولاني. وتستمد حركة تحرير ماسينا جذورها الفكرية من الدعوة السلفية التي أطلقها ابن المنطقة "الشيخ عثمان فودي" في العام 1795، والتي كانت تسيطر على ثلاث دول حالية هي مالي والسنغال والنيجر. وتأسست الحركة الجديدة مع بداية عام 2015 وينتمي عناصرها إلى قومية "الفولان" الذين يشكلون تسعة في المئة من سكان مالي ويتموقعون في المنطقة الوسطى منها بين "سيغو" و"موبتي" و"هومبوري". المعروف عن الحركة أنها تستمد العون الأكبر من دولة المغرب ولكن الأمر الأخطر أن مصادر من مالي تقول أن دولة إسرائيل من بين المحركين لها أيضا وهذا اتهام غير مؤكد وربما إنه غير صحيح ولكنه ينبغي أن يستقصى لمغرفة الصحيح من الزيف. فإذا كان هذا صحيحا فهناك إمكانية زحف "جبهة تحرير ماسينا" على الجماعات المتموقعة في الشمال مثل القاعدة وأنصار الدين والملثمون وغيرها. غير أنه لا دليل اليوم على ذلك الزعم إذ أن أمير إمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يحي أبو الهمام قال مؤخرا "إن التنظيم الذي يقوده ينسق مع جماعة "أنصار الدين"، وجبهة "تحرير ماسينا" الناشطتين في منطقة أزواد، ويتعاون معهما في "كل الأمور المتعلقة بالحرب داخل مالي". ثم إن إعلان "جبهة تحرير ماسينا" مسؤوليتها عن تنفيذ هجوم فندق بماكو جاء بعكس ما قيل عنها.