وقف المشاركون في الملتقى الدولي الطاهر وطار الحاضر الغائب الذي انطلقت فعالياته نهاية الأسبوع بمقر الجاحظية، على مختلف أوجه الشخصية المميزة لهذه القامة الأدبية الجزائرية المعاصرة. سيغوص الأساتذة المحاضرون في الواجهات الثلاث المميزة لمساره كمناضل وكروائي وكصحفي في نفس الوقت. وهذا في سياق المداخلات التي سيتضمنها برنامج هذه التظاهرة التي دعي إليها مثقفون وأساتذة محاضرون من مختلف جامعات الوطن ومن لبنان والمغرب وتونس والأردن وفرنسا. وقد ثمن المتدخلون في افتتاح الملتقى مناقب الراحل في مختلف فترات حياته، حيث عرج رئيس جمعية الجاحظية على حياة الأديب الراحل بدء بفترة الخمسينيات ومع بداية اتساع المد التحرري والنضال من أجل استقلال المستعمرات وكسر الاستبداد في مختلف أرجاء المعمورة وخاصة في المغرب العربي الذي شهد استقلال الجارتين تونس والمغرب وظهور حركات التحرر الوطني وبروز زعماء أمثال ماو تسيتونغ وجمال عبد الناصر وجوزيف بروز تيتو وغاندي وتشي غيفارا وبودية وجورج حبش ..هذا الزخم إثر بصورة فعالة في فترة شباب الطاهر وطار الطالب الزيتوني وأوقد فيه شعلة النضال ضد الاستبداد والظلم .وترجمها في كتاباته للقصة القصيرة والمسرح ثم الرواية. وأشار الدكتور تين محمد رئيس جمعية الجاحظية إلى أن تبني الطاهر وطار للأفكار الحديثة لم يمنعه من التشبث بالتراث الشعبي وأن ثقافته العربية لم تنسيه أمازيغيته. ليتناول المتدخل بعد ذلك جانب الصحفي في شخصية وطار حيث أصدر في تونس جريدة العامل الجزائري لتتم مصادرتها فيما بعد من طرف السلطات التونسية لأسباب سياسية لينتقل بعدها للكتابة في بعض الصحف التونسية. أما بعد الاستقلال فأصدر صحيفتين هما التحرير والجماهير . ليواصل مسيرته بإشرافه على الملحق الثقافي لجريدة الشعب ليصبح عام 1990مديرا عاما للإذاعة الوطنية حيث كان وراء انطلاق الإذاعات الموضوعاتية والمتخصصة والجهوية . وتناول الكلمة بعد ذلك الدكتور نحيب العوفي من المغرب كممثل للأساتذة المحاضرين اختصر قوله في أن الطاهر وطار اسم كبير مبدع وقامة ثقافية وأدبية ليس في الجزائر فحسب، ولكن على الصعيد العربي قاطبة وقال بان وطار سيبقى حاضرا معنا بأدبه الحافل. أما الدكتور عبد المجيد الربيعي فتناول جانبا آخر في شخصية الروائي ألا وهو شجاعته الأدبية وقال بأن ما يكتب عنه لا يكفي ليحيط بقيمته فهو مبدع شجاع في مواقفه مؤمن بما يريد قوله مختتما تدخله بأن تواجدنا هنا ليس ردا للجميل ولكن نريد أن نفرح به. وتواصلت مراسيم افتتاح الملتقى الدولي الطاهر وطار الحاضر الغائب بمرثية الفقيد مع فرقة الإنشاد للجاحظية وعرض فيلم وثائقي عن حياته. للإشارة فإن فعاليات الافتتاح كانت مبرمجة بقاعة سينما سيرا مايسترا إلا أن عدم وصول الترخيص من الولاية في أوانه حمل المنظمين على تحويلها إلى مقر الجاحظية معقل الراحل الطاهر وطار لتتواصل أشغال الملتقى على امتداد الأيام الثلاثة المقبلة بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي بالعاصمة.