اتهم سكان حي المجاهد "بوبصيلة" سابقا التابع لبوروبة بدائرة الحراش المنتخبين المحليين لبلديتهم بتهميش مطالبهم المرفوعة في عدة مناسبات، ما نتج عنه تفاقم الوضع بحيهم الذي يعاني عدة نقائص في مقدمتها الغياب التام للتهيئة إلى جانب النقص المسجل في مختلف المرافق ما جعل السكان يشعرون وكأنهم غير تابعين لبلدية واقعة في إقليم ولاية الجزائر. نادية. ب "لاشيء يدل على أننا تابعين لعاصمة البلاد" هي العبارة التي لخص فيها أحد القاطنين بالحي وضعيتهم، مشيرا إلى أنه لاشيء يوحي بأن حيهم تابع لولاية الجزائر، حيث لم يشفع له ذلك استفادته من التهيئة الحضرية والمرافق الضرورية التي توفر الحياة العصرية لقاطنيه الذين يشعرون بالتهميش واللامبالاة من قبل السلطات المحلية التي تتذكرهم في المواعيد الانتخابية فقط، حيث طرح السكان في حديثهم ل "السلام" عدة مشاكل حوّلت حياتهم إلى جحيم ومعاناة حقيقية في ظل غياب أدنى المتطلبات، ابتداء من تدهور حالة الطرقات الرئيسية منها والثانوية، التي أغلبها لازالت ترابية بدون تعبيد والانعدام الكلي للأرصفة بكامل الحي ونقائص أخرى أثرت بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطن. التهيئة منعدمة بالحي رغم استفادة الحي مؤخرا من شبكة الصرف الصحي إلا أن الجهة المشرفة على المشروع لم تكمل أشغال تهيئة الطريق وإعادتها لوضعيتها السابقة، حيث لا تزال الحفر تشكل مصدر إزعاج للسكان، خاصة بالنسبة لأصحاب المركبات، بسبب تآكل الزفت وتصدع الطريق جراء الأشغال المستمرة، مما يؤدي إلى ازدحام حركة المرور واختناقها في أوقات الذروة، باعتبارها نقطة عبور تربط بين عدة مناطق. ومن خلال اتصال السكان ب "السلام" أكدوا أن وضعية أغلب الطرقات المؤدية لحيهم مهترئة تعود إلى سنوات طويلة، حيث بمجرد تهاطل الأمطار تتحول إلى برك مائية ومستنقعات يصعب اجتيازها بالنسبة للراجلين وأصحاب المركبات الذين اشتكوا من حدوث أعطاب بمركباتهم، الأمر الذي أثار استياء الكثير منهم، خاصة خلال الأيام التي تشهد تهاطلا غزيرا للأمطار. وأضاف السكان في اتصالهم بالجريدة أن الأرصفة هي الأخرى مهترئة لم تستفد من التهيئة منذ سنوات، مما يدفع بالبعض إلى تجنب استعمالها والمشي بالطريق إلى جنب المركبات ما قد يعرض حياتهم للخطر. وقد ألح السكان على ضرورة إسراع السلطات المحلية في تهيئة الحي الذي يغرق في الأوحال والبرك المائية كلما تهاطلت الأمطار، حيث زالت طبقة الزفت السطحي في العديد من الأماكن التي استفادت منذ سنوات من أشغال التزفيت. بعد المؤسسات التعليمية يؤرق التلاميذ يقطع تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي بحي المجاهد مسافات طويلة من أجل مزاولة دراستهم، حيث يتوجهون باكرا كل يوم للالتحاق بمقاعد الدراسة مشيا على الأقدام إذ تبعد المؤسسات التربوية عن حيهم مسافات، وفي هذا السياق، أشار العديد من المواطنين إلى أن أبناءهم لا يذهبون للدراسة معظم أيام الشتاء بسبب صعوبة التنقل، إلى جانب الاكتظاظ الشديد في الأقسام. المرافق الترفيهية والرياضية مطلب الشباب أكد المواطنون القاطنون بالحي على الانعدام الكلي للمرافق الترفيهية، كالقاعات والملاعب الرياضية وحتى المراكز التثقيفية التي تفيد الشباب، من خلال ممارستهم للرياضة والنشاطات ومحاولة إبعادهم عن الآفات الاجتماعية التي تتزايد في ظل كثرة الفراغ الذي يعاني منه الشباب البطال في هذا الحي، بالإضافة إلى الانعدام الكلي للمساحات الخضراء، التي تزيد من جمال الحي وتعد مكانا مناسبا لقضاء المسنين والأطفال يومياتهم والذين ملوا من المكوث في البيت، حيث أنهم حرموا من تلك الجلسات التي ترفه عنهم وتحولوا إلى مساجين داخل بيوتهم عبر مختلف الفصول. السكان يتساءلون عن مصير مشروع الملحقة البلدية رغم تسجيل مشروع انجاز ملحقة بلدية على مستوى حي المجاهد لتخفيف الضغط على مصلحة الحالة المدنية الرئيسية وكذا إنهاء متاعب المواطنين في قطع مسافات من أجل استخراج مختلف الوثائق، إلا أن المشروع لم ينطلق بعد، واكتفت البلدية بحفر حفرة كبيرة على أساس انطلاق المشروع، أصبحت تهدد حياة السكان وخاصة الأطفال المتمدرسين الذين يقضون أوقات فراغهم في الخارج ما قد يعرض حياتهم للخطر. وقال السكان أن الحفرة تمتلئ بالمياه كلما تهاطلت الأمطار مما يشكل خطرا على حياة المواطنين خاصة في الفترة الليلية، خصوصا في ظل النقص المسجل في الإنارة العمومية. قال سكان الحي أنهم راسلوا السلطات المحلية مرات عديدة بخصوص الانشغالات التي رفعوها سواء المتعلقة بالتهيئة أو المرافق إلا أنها لم تلق استجابة من قبل المسؤولين المحليين الذين يقابلونها بالوعود التي لا ترى النور، الأمر الذي أثار استياء العديد من السكان الذين يجددون رفع مطالبهم للسلطات المحلية من أجل التدخل ورفع الغبن والتهميش عن منطقتهم التي تشهد كثافة سكانية متزايدة قابلها نقص في المشاريع والتهيئة.