ما يزال واقع الحال بحي المجاهد "بوبصيلة" سابقا التابع لبلدية بوروبة لم يتغير كثيرا، رغم توالي المجالس المحلية التي توجّه لها أصابع الاتهام من قبل السكان في استمرار الوضع القائم، فالزائر للحي يصطدم بالجمود التنموي الذي تئن تحته، فالطرقات غير معبّدة، وشبكة الإنارة العمومية لم تغطِّ كافة أرجاء الحي التي ما يزال أجزاء كبيرة منها يغرق في الظلام، إضافة إلى نقص المرافق الخدماتية التي من شأنها أن تحسّن معيشة مواطنيها. بمجرد الوصول إلى حي المجاهد والدخول إليه، يمكن ملاحظة جملة من النقائص التي لا يمكن حصرها أو عدها، حيث طرح قاطنو الحي ل "السلام" عدة مشاكل حوّلت حياتهم إلى جحيم ومعاناة حقيقية في ظل غياب أدنى المتطلبات، ابتداء من تدهور حالة الطرقات الرئيسية منها والثانوية، التي أغلبها لازالت ترابية بدون تعبيد والانعدام الكلي للأرصفة بكامل الحي، حيث تتحول في هذا الفصل الممطر إلى مستنقعات وأوحال يصعب اجتيازها، معرقلة سير المواطنين خاصة التلاميذ المتجهين لمزاولة دراستهم الذين يعملون على اجتنابها لكن بدون جدوى. الطريق تتحول إلى هاجس للسكان أشار سكان حي المجاهد إلى تدهور وضعية الطريق الرئيسية ومختلف المسالك بسبب عدم تهيئتها بعد انتهاء أشغال شبكات الصرف الصحي، حيث لا تزال الحفر تشكل مصدر إزعاج للسكان، خاصة بالنسبة لأصحاب المركبات، بسبب تآكل الزفت وتصدع الطريق جراء الأشغال المستمرة، مما يؤدي إلى ازدحام حركة المرور واختناقها في أوقات الذروة، باعتبارها نقطة عبور تربط بين عدة مناطق. وقد ألح السكان على ضرورة إسراع السلطات المحلية في تهيئة الحي الذي يغرق في الأوحال والبرك المائية كلما تهاطلت الأمطار، مثلما لاحظناه خلال زيارتنا الأخيرة للحي، حيث زالت طبقة الزفت السطحي في العديد من الأماكن عند هطول الأمطار بسبب عدم الجدية في الأشغال، كما يزداد الوضع تدهورا بسبب انسداد مجاري المياه، مما يضطر السكان إلى المرور عبر تلك المستنقعات المائية والمساحات الموحلة الممتدة على مسافات واسعة، تتحول في فصل الصيف إلى غبار وأتربة. بُعد المؤسسات التعليمية يؤرّق التلاميذ يقطع تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي بحي المجاهد مسافات طويلة من أجل مزاولة دراستهم، حيث يتوجهون باكرا كل يوم للالتحاق بمقاعد الدراسة مشيا على الأقدام إذ تبعد المؤسسات التربوية عن حيهم مسافات. وفي هذا السياق، أشار العديد من المواطنين إلى أن أبناءهم لا يذهبون للدراسة معظم أيام الشتاء بسبب صعوبة التنقل، إلى جانب الاكتظاظ الشديد في الأقسام. انعدام كلي للمرافق الرياضية والمساحات الخضراء أكد المواطنون القاطنون بالحي على الانعدام الكلي للمرافق الترفيهية، كالقاعات والملاعب الرياضية وحتى المراكز التثقيفية التي تفيد الشباب، من خلال ممارستهم للرياضة والنشاطات ومحاولة إبعادهم عن الآفات الاجتماعية التي تتزايد في ظل كثرة الفراغ الذي يعاني منه الشباب البطال في هذا الحي، بالإضافة إلى الانعدام الكلي للمساحات الخضراء، التي تزيد من جمال الحي وتعد مكانا مناسبا لقضاء المسنين والأطفال يومياتهم والذين ملُّوا من المكوث في البيت، حيث أنهم حرموا من تلك الجلسات التي ترفّه عنهم وتحولوا إلى مساجين داخل بيوتهم عبر مختلف الفصول. مشروع إنجاز ملحقة بلدية في خبر كان رغم تسجيل مشروع إنجاز ملحقة بلدية على مستوى حي المجاهد لتخفيف الضغط عن مصلحة الحالة المدنية الرئيسية وكذا إنهاء متاعب المواطنين في قطع مسافات من أجل استخراج مختلف الوثائق، إلا أن المشروع لم ينطلق بعد، واكتفت البلدية بحفر حفرة كبيرة على أساس انطلاق المشروع، أصبحت تهدد حياة السكان وخاصة الأطفال المتمدرسين الذين يقضون أوقات فراغهم في الخارج ما قد يعرض حياتهم للخطر. وقال السكان أن الحفرة امتلأت بمياه الأمطار في الأيام الأخيرة مما يشكل خطرا على حياة المواطنين خاصة في الفترة الليلية، خصوصا في ظل النقص المسجل في الإنارة العمومية. وأمام هذه العراقيل التي تقف في وجه سكان حي المجاهد، فإن السلطات المحلية باتت مطالبة بالتدخل سريعا لوضع حد نهائي لهذه المعاناة، والوقوف على المأساة التي يعيشونها.. وعليه، يناشد سكان الحي السلطات المعنية من أجل برمجة مشاريع تنموية تعمل على تسهيل الحياة بهذه المنطقة النائية.