خلص الملتقى الدولي المخصص لخمسين سنة من أعمال الفنان آيت منقلات المنظم منذ أيام بتيزي وزو إلى الدعوة إلى إنجاز دراسات في علم الموسيقى بغية استكمال أشغال البحث حول أعماله الفنية. وبعد ثلاثة أيام من أشغال هذا اللقاء العلمي الذي عرف تقديم 26 مداخلة عالجت مختلف جوانب اللغة الشعرية لهذا الفنان ذكرت المنسقة العلمية للملتقى أنه يجب إيلاء أهمية للموسيقى التي عمل عليها هذا المطرب وذلك على اعتبار أن جميع الدراسات المنجزة إلى غاية اليوم كرست للنص والموضوع. وأشارت نورة تقزيري إلى أنه لم يسجل خلال أشغال هذا الملتقى أي اقتراح لإجراء دراسة على النمط الموسيقي للونيس آيت منقلات الذي يعد استثنائيا وخاص به وبالتالي الدعوة موجهة إلى المختصين في الموسيقى بهدف معالجة هذا الجانب الذي يعد مهما في مسار هذا الرجل. "بصفتي مختصة في سماع الصوت عملت لفترة قصيرة على الألحان الموسيقية للونيس آيت منقلات وبالرغم من أنه يولي في كل مرة أهمية للكلمة مقارنة بالموسيقى التي يعتبرها دعم إلا أنه يتوجب استكشافها ودراستها" تقول. وعبرت المنظمة عن ارتياحها لسير أشغال هذا الملتقى ونوعية المداخلات المقدمة وكذا للاهتمام الذي تحلى به الطلبة داعية الأكاديميين للعمل أكثر على أعمال هذا الفنان التي لا تنضب. ويتوجب على الباحثين أيضا العمل على إمكانية استغلال النصوص الخاصة بهذا الفنان الفذ وذلك لأغراض تعليمية سواء كان الأمر على مستوى المدارس أو في الجامعات. "إن لونيس آيت منقلات يستخدم في أغانيه لغة بسيطة يدركها الجميع ولكن يصف أفكار عميقة كما أن كلماته مرتبة بطريقة ذكية ولا تصدق. يستخدم تراثه كالأمثال والرواية والقصص إلى جانب الحقائق التاريخية ليبعث بها رسائل تعد دروسا في الحياة ولحالات محددة جدا". وحسبها فإن ثراء عمل لونيس الذي يزيد عن أكثر من 200 أغنية يكمن في حقيقة أن تفسيرات مختلفة يمكن أن تعطى لنفس النص حيث الفرص متاحة لتكريس المزيد من الدراسات على أعماله. من جهتها أكدت عميدة كلية الآداب واللغات بذات الجامعة أن نجاح هذا المؤتمر والاهتمام الذي أبداه الطلبة ما هو إلا ثمرة السياسة الجديدة "انفتاح جامعة على البيئة الخارجية وإشراك المجتمع المدني في الأنشطة العلمية". إن هذا النوع من الاجتماعات تضيف- يساهم في تعزيز الثقافة الأمازيغية التي ينبغي الحفاظ عليها وتطويرها من قبل أولادها وذلك من خلال تنظيم أيام وملتقيات دراسية وندوات علمية على هكذا رموز وعلى من عملوا على تنميته.